خبر تغيير قواعد اللعب.. يديعوت

الساعة 11:28 ص|14 مارس 2014

بقلم: يوعز هندل

          (المضمون: الرهان على فك الارتباط سبق أن اخذ في 2005. لن نعود الى هناك. خرجنا، ولكن بقينا في نظر أنفسنا وفي نظر معظم العالم مسؤولين. حان الوقت للتعاطي معهم كدولة. لا كيان فلسطيني ولا جزء من حل مستقبلي. حماستان. دولة فلسطينية توجد معنا في حالة حرب - المصدر).

          منذ فك الارتباط وجدت نفسي مرتين ألبس البزة العسكرية، في داخل قطاع غزة وأمامه. هذا على ما يبدو سيستمر بعد جيلي من الاحتياط. ائتلاف يأتي ويذهب، وسكان الجنوب يواصلون العيش تحت مطر الصواريخ. اسرائيل مخطئة. لا يمكن شرح هذا بشكل مختلف. الردع لا يوفر الهدوء، هو يوفر حالات توقف وامكانية كبت المشكلة. تنقص سياسة واضحة بالنسبة لقطاع غزة، تنقص ايضا تعريفات.

          توجد امكانيتان. واحدة هي دفع حكم حماس الى الانهيار ومحاولة جلب حكم جديد. وكتب نتنياهو وليبرمان عن هذا خطابات كاملة، وفعلا من هذا حملة انتخابات. وفي هذه الاثناء لا يقفز أحد على اللقية، بما في ذلك هما نفساهما. في حملة "رصاص مصبوب" وبعد ذلك في حملة "عمود السحاب" عارض وزير الدفاع ايهود باراك بشكل قاطع دفع حماس الى الانهيار. وكانت معارضته ايضا الذريعة  لاولئك الذين ادعوا بانهم مع تصفية حماس. اولمرت اراد، وشرح بانه أوقف الجيش الاسرائيلي لانه سمع لباراك. بعده نتنياهو في "عمود السحاب" اراد، ولكنه أبقى القوات التي جندها في الخارج لانه سمع لباراك. ليبرمان اراد، ولكنه لم يخرج. باراك لم يعد وزير دفاع. ولم يعد الذريعة. القرارات التي تتخذ هي من انتاج ذاتي.

          الامكانية الاخرى التي تقف امامها اسرائيل هي تغيير قواعد اللعب وانهاء فك الارتباط. شرا كان أم خيرا، الرهان على فك الارتباط سبق أن اخذ في 2005. لن نعود الى هناك. خرجنا، ولكن بقينا في نظر أنفسنا وفي نظر معظم العالم مسؤولين. حان الوقت للتعاطي معهم كدولة. لا كيان فلسطيني ولا جزء من حل مستقبلي. حماستان. دولة فلسطينية توجد معنا في حالة حرب. للدولة توجد حقوق وعلاقات، للدولة توجد أيضا واجبات ودفع ثمن في حالة العدوان. عندما تكون صواريخ، هم مسؤولون عن الدمار. وعندما يكون هدوء، يمكن استئناف العلاقات. وقف الكهرباء، الماء وأماكن العمل لا تندرج في علاقات الدول – وهي قائمة فقط عندما تكون اتفاقات او مسؤولية طرف واحد على طرف آخر. لغزة توجد حدود مع مصر ومع اسرائيل، وهي تختار مع من تعمل ومع من تطلق النار. الفرضية في أن اسرائيل مسؤولة عن الحياة في القطاع تجعل الحياة سهلة على حماس.

          كما أن الربط بين القطاع وبين المفاوضات الجارية مع ابو مازن يصبح مع السنين مدحوضا. فالفكرة منذ عهد اتفاقات اوسلو بان قطاع غزة سيرتبط بدولة فلسطينية في يهودا والسامرة كانت سيئة منذ البداية: لا دولة تتشكل من جزئين، ولا يوجد اي سبب لخلق معبر فلسطيني خيالي عبر النقب الاسرائيلي. الفلسطينيون من قطاع غزة مختلفون عن الفلسطينيين في رام الله. وهم بقدر كبير خصوم مريرون. ولعل هذا بسبب الطبيعة والمناخ، لعله لان رواية حماس هي القاء رجال فتح من اسطح المباني لا يخلق أجواء ايجابية. بعد تسع سنوات من فك الارتباط حان الوقت للاعتراف بالتغيير.

          امكانية واحدة غير قائمة: الاستمرار. نصف هدوء، صواريخ، احتياط وحملة عسكرية. ليس هكذا يفك الارتباط، هكذا يربط المرء بحياة عادية متعذرة.