خبر تُفضل اسرائيل احتواء اطلاق النار والاحتفال بالعيد - هآرتس

الساعة 11:15 ص|14 مارس 2014

ترجمة خاصة

تُفضل اسرائيل احتواء اطلاق النار والاحتفال بالعيد - هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: حماس من وجهة نظر اسرائيل شريكة مريحة الآن والجهاد الاسلامي يريد الهدوء، لكن اذا تجدد اطلاق النار بعد الهدنة التالية فستكون المسافة الى عملية عسكرية واسعة في القطاع قصيرة - المصدر).

يبدو برغم خطابة القيادة الاسرائيلية الصارمة أنه اذا كانت الامور تتعلق بها، توجد نية انهاء جولة العنف التي بدأت في قطاع غزة في منتصف الاسبوع. هل قال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان إنه لن يكون مناص من احتلال القطاع كله؟ لقد قال. فليبرمان يقول ذلك منذ سنوات كثيرة. ولم يغير رأيه ايضا حينما عاد الى الحكومة بعد تبرئته في المحاكمة الجنائية حينما تبنى لنفسه صورة معتدلة جعلته يحظى بالمديح من الادارة الامريكية.

إن آخر شيء يحتاج اليه الآن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو منظر جنود غولاني وجفعاتي يمشطون بيتا بعد بيت في مخيمات اللاجئين في غزة ودير البلح. ويُشك في أن يوجد دعم من الجمهور الاسرائيلي لهذا الاجراء برغم رشقات الصواريخ الثقيلة يوم الاربعاء. وحينما حدث تصعيد أشد في عملية "عمود السحاب" في تشرين الثاني 2012، كان نتنياهو حذرا من ارسال جندي اسرائيلي واحد الى داخل القطاع، فقد قصف سلاح الجو من بعيد وجند الجيش الاسرائيلي نحوا من 75 ألف جندي احتياط، لكن ذلك كان إبراز عضلات فقط. وانتهت العملية بعد ثمانية ايام دون أية عملية برية.

لم يغير نتنياهو تحفظاته من اجراءات برية كثيرة المخاطرة والمصابين. ومع ذلك يوجد فرق بين حكومة نتنياهو الثانية والثالثة يكمن في سياسة الرد من الفور: فنتنياهو بحثه وزير الدفاع موشيه يعلون يحرص على عدم ترك اطلاق الصواريخ بلا رد – وهذه ظاهرة كانت حكومته السابقة تضبط نفسها احيانا في مواجهتها. لكن الرد الاسرائيلي ما زال موزونا نسبيا. هاجم سلاح الجو في ساعات المساء من يوم الاربعاء 29 هدفا في القطاع اكثرها للجهاد الاسلامي الذي وقف وراء اطلاق الصواريخ وقليل منها لحماس. وحقيقة أن غزة لم تبلغ عن وقوع قتلى في الهجمات تشهد على أنها كانت في اساسها "هجمات عقارية". فقد قصفت اسرائيل مكاتب ومواقع خالية كان عند المنظمات الفلسطينية ما يكفي من الوقت لاخلائها بعد التهديدات بالرد من القدس.

يبدو أن رغبة الحكومة في احتواء المواجهة، أي انهائها بسرعة نسبيا، تعتمد على تعليلين. يتعلق الاول بالوقت. فمن غد تبدأ الاحتفالات بعيد المساخر. وإن جولة قتال أوسع في غزة ستشوش على العيد تماما في جنوب البلاد وربما في مركزها وتفضي الى الغاء احتفالات جماعية. والتعليل الثاني أكثر استراتيجية لأن سلطة حماس في غزة هي في الحاصل العام شريك مريح جدا الآن بالنسبة لاسرائيل. وهي ليست شريكا اختياريا لكنه يوجد بين الطرفين قدر غير قليل من المصالح المشتركة. إن اسرائيل لا تريد استبدال السلطة في القطاع لعلمها بأن البدائل عن حماس قد تكون اسوأ منها. وتطلب حماس تحت الضغط المضاعف من اسرائيل ومن حكم الجنرالات المصري في الأساس، تطلب البقاء قبل كل شيء، ولذلك فان الصدام العسكري مع اسرائيل لن يخدمها.

إن علامة السؤال الكبيرة في الايام التالية تقوم فوق الجهاد الاسلامي. فهذه المنظمة بادرت أمس الى رد غير عادي بهجوم كثيف بصواريخ على عرض الجبهة كلها، ردا على قتل ثلاثة من نشطائها بهجوم سلاح الجو أول أمس. وقد أوقفت اطلاق النار في ساعات المساء. ورجال المقاومة الشعبية وهي منظمة اصغر هي المسؤولة عن اطلاق النار الآخر في صباح الخميس إذ أطلقت صاروخين وقعا في ارض مفتوحة. ويقدرون في اسرائيل أن قيادة الجهاد ايضا تخشى تصعيدا واسعا الآن. وقد جُمع المجلس الوزاري المصغر لجلسة عاجلة على إثر التصعيد في الجنوب، لكن اذا تبين أن اطلاق الصواريخ من غزة كان بمثابة رشقة أخيرة وداعية فقد يستقر رأي اسرائيل على استمرار ضبط النفس.

اعتيد الحديث في جولات ضربات سابقة عن مسافة توقف: فقيادات المنظمات في غزة تحتاج الى يوم والى ثلاثة ايام احيانا لتعيد ناسها الى النهج القويم. وستتابع اسرائيل سلوكها قبل أن تقرر بأية قوة تعمل في القطاع اذا عملت. وغزة من وجهة نظر نتنياهو جبهة ثانوية قياسا بمواجهات عسكرية أوسع تتم في المنطقة، من معركة صد البرنامج الذري الايراني الى عدم استقرار الجبهة الشمالية في سوريا ولبنان. وليس عنده اهتمام خاص باشعالها. بل إن عملية عسكرية في غزة لن تحرر اسرائيل زمنا طويلا من الضغط الامريكي لاحراز تقدم في المسار السياسي مع السلطة الفلسطينية.

ومع كل ذلك يجب أن نضيف ملاحظة تحذير: إن المشكلة الرئيسة التي تواجهها حكومة اسرائيل هي ضعف الشعور بالامن الشخصي عند السكان في النقب وعند سكان بلدات غلاف غزة بخاصة. وقد أعيد تحسين بعض هذا الشعور في السنة الهادئة نسبيا بعد عملية "عمود السحاب". وعادت الصواريخ تسقط في كانون الثاني الاخير وفي هذا الاسبوع بقوة أكبر. وهذا المسار يُحدث صعوبة للحكومة مع الوقت ويصاحبه توقع متزايد لعملية عسكرية. فاذا تجدد اطلاق النار بعد الهدنة التالية ايضا فستقصر المسافة الى عملية عسكرية أوسع في القطاع. لكن رئيس الوزراء ما استطاع الامتناع سيفضل عدم التورط في ارسال قوات برية الى المنطقة المأهولة المشحونة بالملاجيء تحت الارض وبالكمائن في غزة برغم دعوات وزير خارجيته.