خبر « كسر الصمت » ..انتصار أمني وعسكري

الساعة 10:37 م|13 مارس 2014

حملت عملية كسر الصمت التي أطلقتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مجموعة من المفاجآت للمراقبين كان أكثرها أهمية في الجانب الأمني  إلى جانب عوامل أخرى لا تقل أهمية عن البعد .

فقد استطاعت قيادة سرايا القدس خداع "إسرائيل" حين أعلنت قبل يوم واحد من عملية "كسر الصمت " ان التهدئة تعاني من الشيخوخة ولم تبدي نيتها الرد على جرائم الاحتلال وخروقاته التي زادت عن 1600 خرق منذ اعلان التهدئة عام 2012م .

فلقد استطاعت سرايا القدس بعد ساعات قليلة ان تفاجأ العدو استخباريا وقد اعترفت إسرائيل في وقت لاحق بعدم توقع الرد بهذه القوة والحجم والتنظيم حيث تمكنت سرايا القدس من قصف المواقع والمستوطنات الاسرائيلية على بعد 8 كيلوا من قطاع غزة في توقيت واحد وبقدر كبير من الصواريخ دون أي إصابات لمجاهديها أو قواعد الإطلاق والمنصات.

لوحظ ان عملية كسر الصمت تمت بشكل تنسيقي متكامل لعشرات من الوحدات الصاروخية معا في نفس الوقت تقريبا مع تواصل واتصال لم تستطع المخابرات الاسرائيلية التقاطها أو التنصت عليها أو ملاحقة القائمين بها.

كان واضحا أن المعركة تدار بحكمة وذكاء من حيث التدرج في قوة إطلاق النار فمن المعلوم أن لدى سرايا القدس من الصواريخ ما يصل إلى مدينة "تل أبيب" لكن كان واضحا أنها تدير المعركة بحنكة عسكرية وبقدر عالي من الانضباط حيث كانت الصواريخ التي اطلقت ذات قدرة نارية واحدة وهذا  يدلل على مدى التواصل والانضباط في سير المعركة بين الجنود والقيادة .

لقد بدا أن قيادة سرايا القدس واثقة غير مضطربة في إدارتها للمعركة وقد بدا ذلك من خطابها الإعلامي للناطق باسمها أو من خلال بيان أمن السرايا الذي كان يعمل هو الأخر على تماسك الجبهة الداخلية من خلال البيان الذي وجهه للجماهير في اللحظات الأولى للمعركة .

حملت اسم العملية دلالات كبير حيث بدا الاحتضان الشعبي الواضح والكبير في الشارع الفلسطيني ومن الكتاب والإعلاميين لكون عملية كسر الصمت جاءت بعد استشهاد عدد كبير من المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة وقد بدا واضحا ذلك من خلال اختيار مجموعات شبابية لجمعة "كسر الصمت " في مدن الضفة الغربية .

حمل خطاب الجهاد الإسلامي خلال عملية كسر الصمت روح عالية من المسؤولية الوطنية والوحدوية والهم الفلسطيني حيث أكدت الحركة ان عملية كسر الصمت ليس ثأرا لشهداء الجهاد الإسلامي فقط بل هي دفاع عن الشعب الفلسطيني وأسراه وقدسه التي تدنس كما أنها تؤكد على قدرة المقاومة على الصمود والتحدي رغم الحصار والخنق التي تعيشها غزة منذ سنوات كما أنها تأكيد أن المقاومة ستبقى حرة ولا يمكن ابتزازها وترويضها وفق ما تريده المؤسسة الصهيونية فعادت لتؤكد على قاعدة أن كل خرق سيقابل بالرد .

رفعت عملية "كسر الصمت" من معنويات المواطنين الفلسطينيين في كافة الأراضي الفلسطينية وخارج فلسطين حيث عادت مشاهد الرعب التي يعيشها نحو مليون مستوطن حين عاشوا ليلتهم في الملاجئ بفعل صواريخ سرايا القدس ... في مقابل ذلك كانت المقاومة تتواضع شكلا ومضمونا فقد كان خطاب سرايا القدس متوازنا حكيما ملتصقا بالجماهير وبالحالة الفلسطينية وعلى غير عادة الفصائل لم تسارع السرايا لفرض عضلاتها بإقامة مؤتمرات صحفية لكن فعلها على الأرض كان أبلغ رسالة ووصل كل بيت وزقاق وباتت عملية كسر الصمت حديث العامة .

ولقد وضع خطاب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح لقناة الميادين كثير من النقاط على الحروف من الرسائل التي اطلقها في كل اتجاه والتي كان ابلغها وأكثرها وضوحا وحدة التنسيق والموقف بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي لتقطع الطريق على كل المزاودين الذين يصطادون في المياه العكرة .

إن من أهم دلالات توقيت عملية "كسر الصمت" أنها جاءت في وقت كانت فيه المزاودات كبيرة على المقاومة وعلى سرايا القدس ممن ضلوا الطريق وحرفوا البوصلة .. فقد جائت عملية كسر الصمت لتؤكد لهم ان بندقية الجهاد الإسلامي لها وجهة واحدة فقط وهي "إسرائيل" .