نحن وحماس شركاء في الحرب والسلم

محدث الأمين العام للجهاد د. شلح: ملتزمون بالتهدئة ما التزم بها العدو

الساعة 02:31 م|13 مارس 2014

غزة

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبدالله شلح التزام حركته بالتهدئة، "طالما التزمها العدو الإسرائيلي"، مشدداً على أن المقاومة الفلسطينية وقعت في السابق اتفاق تهدئة برعاية مصرية لكنها لم توقع صك استسلام.. وأن هناك اتفاق عام بين الفصائل الفلسطينية على حق المقاومة في الرد.

وقال شلح في مقابلة مع قناة الميادين الفضائية عصر الخميس، إنه "من المعيب أن نصمت على الحرب المتواصلة بالاستيطان والترهيب.. صبرنا لكن للصبر حدود وأخذنا زمام المبادرة لأن الأمر يتعلق بسقوط شهداء من الجهاد الإسلامي"، وأضاف "إسرائيل جربتنا بالأمس واليوم وفي كل الاجتياحات ونحن مزقنا أحشاء هذا الكيان"، مؤكداً أن "العدو الإسرائيلي انكفأ عن غزة تحت نار المقاومة".

وأكد الدكتور شلح على أن حركة الجهاد الإسلامي ليست من هواة الحرب ولا تريد التصعيد, مستدركاً بالقول:" لكن عندما نتخذ قرار الرد فنحن نضع مصلحة شعبنا وقدرته على التحمل نصب أعيننا, ولو أننا نقاتل هذا العدو وفق غطرسته وإجرامه وغروره لذهبت غزة إلى مربع آخر من التصعيد".

وفي السياق , أشار أمين عام الجهاد إلى التواصل والتنسيق المستمر مع الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة "حماس" لتدارس الموقف وما هو مناسب لإدارة المعركة لما يراعي وضع شعبنا ووضع قطاع غزة المحاصر.

وأضاف : "عندما قتلت (اسرائيل) الشهيد أحمد الجعبري لم ننظر إليه على أنه شهيد "حماس" بل شهيد الشعب الفلسطيني كله, فنحن و"حماس" شريكين في الحرب والسلم دوماً هكذا كانت مسيرة المقاومة في 2012 فكما قاتلنا معا وقعنا حينها معا".

وأشار أمين عام "الجهاد" إلى أن كل أنواع العدوان تمارس على ابناء شعبنا إلا أن السلطة لازالت تحاول التضييق على المقاومة وملاحقة كوادرها في الضفة المحتلة في حين أن امكانياتها موجودة".

وعن رفض الجهاد الإسلامي لخيار الحل السلمي، أوضح د. شلح:" أن هناك من جرّب الحل السلمي لوقت طويل ولم يكن إلا سببا في جلب الويلات لشعبنا ، أما المقاومة فقد أثبتت نجاعتها وقدراتها في الدفاع عن شعبنا".

وقال د.شلح :" هذه المقاومة هي من أجبرت هذا الكيان بالحديث عن الخطر الوجودي له أمام صمودها  بقدرات متواضعة جداً", لافتاً إلى أن إمكانات المقاومة اصبحت معروفة لدى الجميع وتستطيع ان تدافع عن شعبها وفعل المقاومة هو وحده من يتحدث عنها اليوم وليس أي تهديد او وعيد".

وشدّد د. شلّح على أن المقاومة مرهونةٌ بوجود الاحتلال وبتواصل العدوان بحق شعبنا ومجاهدينا, وأن : " بندقية الجهاد الإسلامي بندقية مقاومة إسلامية فلسطينية ليست للإيجار ولن نضعها او نلقي بها جانبا الا اذا حققت هدفها في تحرير كامل فلسطين".

وعن أداء المقاومة وتطورها، اكد الامين العام لحركة الجهاد الإسلامي د. رمضان شلح، أن التجربة أثبتت أن عمل المقاومة دائما في تقدم وتطور وإلى الامام، لافتاً إلى أن أداء المقاومة في عام 2008، ليس كما هو في العام 2012. وأنه منذ لحظة اتفاق التهدئة عام 2012 والمقاومة لم تهدأ وهي تدرس تلك التجربة وتراجع أدائها لتحسين وتطوير إمكاناتها.

وقال:" وصلنا في العام 2012 إلى تل أبيب ، والعدو يستطيع ألى أين يمكن أن تصل قدرات المقاومة الآن. رافضاً الحديث عن قدرات المقاومة، موضحاً بأن التجربة علمتنا ان فعل المقاومة على الأرض هو الذي يتحدث وليس الخطب والتهديد والوعيد والتصريحات الاعلامية.

من جهة أخرى، دعا د. شلح رئيس السلطة أبو مازن، إلى الالتئام مع الكل الفلسطيني والاتفاق على استيراتيجية أساسها المقاومة لجلب الحقوق ، مؤكداً أن الحقوق لا توهب على طاولات المفاوضات، وإنما تنتزع بالقوة، كما أن العالم الظالم لا يتعاطى مع من يفرط بحقوقه.

وقال موجهاً كلامه للرئيس ابو مازن الذي مازال يصر على خيمة التفاوض " يا أبو مازن هذه الخيمة نُصبت حتى تبدد خيمة اللاجئ الفلسطيني وتضيع كل أمله وطموحاته ان لا يعود لفلسطين، وعليكم بهدم هذه الخيمة ، والجلوس فيها مضيعة للوقت، وليس أمامنا إلا أن نجتمع ونجري مراجعة شاملة ونعيد المشروع الوطني على أسس أن الحقوق لا توهب.

واعتبر أن لإسرائيل مشروع واحد هو الدولة اليهودية وهذا ما يطرح الاستفهامات الكبيرة حول مسار المفاوضات.. منتقداً مسار المفاوضات مع إسرائيل، وقال "غيرنا جرب الحل السلمي ولم يفلح فيه".

وعن الأزمة في سوريا أكد شلح على أنه ليس أمام سوريا إلا الحل السياسي من أجل مستقبل أفضل، معتبراً أنه ما يحصل هناك "محرقة لتقسيم البلد والارتماء في أحضان إسرائيل"، متسائلاً "ماذا يمنع أن تمتد الأزمة في سوريا إلى مئة سنة إذا استمرت وتيرة الدمار على ما هي عليه اليوم".