نافسه بابا الفاتيكان فرانسيس

خبر بروفيسور فلسطيني يفوز بجائزة « صانعي السلام » كأول عربي مسلم

الساعة 06:58 ص|12 مارس 2014

غزة

 

قال البروفيسور والطبيب الفلسطيني عز الدين أبو العيش والحاصل على جائزة "صانعي السلام الدولية" كأول فلسطيني عربي ينالها ان "هذه الجائزة، تعبر عن عزيمة وشموخ الرجل الفلسطيني، ولم تأتيني إلا من خلال دعم الشعب الفلسطيني وكل إنسان حر وكريم ومناضل، وهذه مداعاة فخر سوف أبقى افتخر به في كل الأرجاء، والفضل يعود للشعب الفلسطيني وأهديها للشعب الفلسطيني ولكل فلسطيني شاب وامرأة والطفل والأسير والجريح".

ويضيف البروفيسور الفلسطيني حول الجائزة التي نالها يوم 21 من أيلول/سبتمبر 2013 حيث توزع في كل عام بانه "حصل على 85% من الاصوات حيث شاركه المنافسة بابا الفاتيكان فرانسيس، وهذه الجائزة تعطى في اليوم العالمي للسلام وتدعو العالم لوقف الحروب والنزعات العسكرية والداخلية لتصل الى عالم يسوده العدل والمساواة العالمية " ، موضحا بانه أول عربي مسلم فلسطيني يحصل عليها مقابل منافسين كثر، وأسماء تحمل الكثير في حياتها "وشخصيات لم أكن أتوقع ان أتغلب عليهم في المجال الإنساني والحقوقي والسياسي، وبفضل الله حصلت عليها بفضل كل فلسطيني يحب العدالة والمحبة".

وأكد الطبيب الذي سيشارك في مؤتمر دولي في دبي كأول فلسطيني أيضا "الأسبوع القادم سوف أشارك في مؤتمر في دبي كأول فلسطيني والمعروف بـ (المنتدى العالمي للتعليم والماهرات)، كل هذا نابع من إيماني بقضيتي الوطنية والعادلة وان الأمل في الحرية والانطلاق نحو سلم المجد لا يكون إلا من خلال التضحيات والمعاناة الحقيقة التي تواجه كل شاب في مخيم جباليا وكل مدن ومخيمات فلسطين، لذلك من يريد ان يصل سوف يجد أمامه الورد آخر الطريق ولكنه سيقع على كثيرا من الاشواك وحزن وألم".

ويقول أبو العيش الحاصل على موطنة شرف عدة دولة أوروبية منها بلجيكا وايطاليا ، "لقد كنت أتمنى بعض الأمل في طفولتي التي عشتها صعبة في مخيم جباليا للاجئين والتي يعيشها الاف اللاجئين والفقراء والضعفاء وأقول لهم، ان الأمل موجود ولكنه يجب ان يبقى معهم حتى النهاية، هذه ليست كلمات لأجل الكلمات، بل حتى تصنعوا من أنفسكم كل شيء تريدونه، الحياة جميلة لأننا نصنع السلام والمحبة والكرامة والمجد، ولا تأتي هذه إلا من خلال التضحية الكبيرة فقد قدمتها مثل الشعب الفلسطيني المضحي وصاحب اللون الأحمر في كل مكان".

ولد عز الدين أبو العيش في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة، في 3 فبراير (شباط) 1955، بعدما هجرت عائلته من قرية (هوج) التي أقيمت عليها لاحقاً مزرعة لرئيس الوزراء "الاسرائيلي" الراحل أرئيل شارون ، وترعرع عز الدين، في أزقة هذا المخيم للاجئين.

في الـ16 من يناير (كانون الثاني) في عملية "الرصاص المصبوب" العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة استهدفت دبابة اسرائيلية منزل ابو العيش في جباليا وقضت 3 من بنات أبو العيش، حيث كانت حلقة مفصلية في حياته، ويقول" أصبحت اقوى من أول ، أصبحت أكثر تحدي، أكثر إصرار، الحمد لله والفضل لله والإيمان بالله والصبر على كل شيء مؤلم، وعلى هذه المصيبة".

يكمل أبو العيش وبدا متحسرا حزينا لتذكر الحادث الأليم "الإنسان يفتخر بدينه والايمان الذي يملكه (..)لن نقبل بالهزيمة والانكسار والرضوخ للواقع والحزن والألم".

الطبيب الفلسطيني عز الدين أبو العيش ترشح بنفس العام من قبل وزير بلجيكي، لنيل جائزة نوبل للسلام، بعدما حصل على مواطنة الشرف البلجيكية باعتباره "جندي سلام"، و" تقديراً لجهوده في خدمة الإنسانية وتطوير المجتمعات".

ومن المفارقات أن وزير الأقليات في حكومة اولمرت البروفسور الاسرائيلي أبيشاي برفرمان، الذي كان رئيساً لجامعة "بن غوريون"، اتصل به مهنئاً آنذاك، وقال له" إن ترشيحه لجائزة نوبل انتصار للإنسانية، وأنه سيدعم هذا الترشيح وسيرسل رسالة بذلك، لكن أي مسئول فلسطيني لم يتصل". وقال أبو العيش "للأسف ولا مسئول اتصل، فقط الناس البسطاء من مخيم جباليا اتصلوا مشيدين بهذا النصر للسلام".

يذكر ان الجيش الاسرائيلي ابدى أسفه لسقوط مدنيين أبرياء في حادثه استشهاد بنات أبو العيش وقال ان " قواته تعرضت لنيران من مكان قريب جدا من منزل أبو العيش ورد على مصدر النار". كما زعم

وهنئ الطبيب ابو العيش الذي يعمل بروفيسور في جامعة تورنتو الكندية المرأة الفلسطينية في يومها العالمي بالقول"المفروض كل يوم الأم لها عيد وتحية وحب وقبلة ومزيد من الوفاء والعرفان كل يوم مش يوم واحد، لان المرأة الفلسطينية(..)هذا مسؤولية أمانة بعد إلي شفتوا كفلسطيني ابن مخيم جباليا في الشتات ".

"كل أمي هي أمي تحمل معها الإصرار والمسؤولية علينا انك ما ننسى (..)زرعت فينا الأم والمرأة والبنت ان الفلسطيني هو شيء غالي ونفيس ونجاحك في طريقك يكون بفعل المرأة الفلسطينية المناضل الشجاعة الكريمة".

وشدد بالقول "لن أنسى من أين أتيت أين كنت (جباليا) هي مصدر فخري وعزي في الحياة، أخذت عهد على نفسي أمام الله وبناتي اللاتي قضين بنيران اسرائيلية ان احمل رسالتهن بآمنة على دمهن وروحهن في كل مكان".

وأضاف هنا وسائل كثيرة للنضال " الرصاصة تقتل مرة واحدة ولكن المهنة والقلم والسلام والمحبة تقتل عشرات المرات، بل ان الكلمة تقتل كل ثانية، أنا امثل صوت كل ابن مخيم وصوت كل إنسان محروم سواء فلسطيني أو غير فلسطيني".

ولفت الطبيب الفلسطيني "العمل في الجامعة أفضل من كل المناصب، هل تعتقد إني ابحث عن المناصب أبدا هذا مستحيل أنا ابحث عن رفع مكانة شعبي ورفع قضيتي الى كل مكان وهذا ما افعله أيضا، حتى تبقى سيرة بناتي الشهيدات وكل شهداء فلسطين ".

الطبيب ابو العيش الذي أسس جمعية "فتيات من اجل الحياة "التي تعمل على إعالة طالبات فلسطينيات في الوطن والشتات وتقديم منحة تعليمية خارجية لهن ايضا قال "كل إنسان لديه رسالة صادقة(..) ظلمنا وعانيا وما نحتاج إلي العدالة والحرية، أغلى شيء في العالم هو حريتنا، العالم لن يتمتع براحته ما دام الشعب الفلسطيني فاقد الحرية لان حريتنا من حرية العالم وعلى الجميع ان يساند حريتنا العادلة".

ويعد ابو العيش قطبا لامعا في العالم ، إذ ترجمت له العديد من الكتب وقال في هذا الصدد " وزارة الثقافة والتعليم اليابانية ترجمت لي العديد من الكتب، وهذا يعد أنجاز بحد ذاته، إذ ان اليابان لم تترجم الا عدة مؤلفات للروائي المصري نجيب محفوظ والأديب الفلسطيني ادوارد سعيد خلال القرنين الماضيين"، ونشرت مؤلفات ابو العيش لـ23 لغة عبر لعالم.

وختم ابو العيش حديثه"طالما هناك أمل هناك حياة ولكن نريد ان نحيا بهذا الأمل من خلال العمل لان كل إنسان يستطيع عمل أي شيء وعلى جميع الجهود إبقاء القضية حية باقية من خلال أبناءها امهاتها أطفالها (..)ولن يرحمنا الزمن والتاريخ على ما يدور هذه الأيام ماذا وفرنا أين العيش والحياة الكريمة والحرية ، يجب ان نقدم الكثير لشعبنا وشبابه وبناته ورجال ونساءه وأطفاله، سينعم شعبنا قريبا بالحرية التي تكون مبنية على العدل والمساواة".

وعن زيارته لقطاع غزة قال "كل عام ازور غزة واحتضن ترابها وأقوم بعقد عدة لقاءات في كل مكان من فلسطيني لأنها في دمي وروحي وعقلي وفي جيناتي ودمي".