خبر مسرحية بيبي- يديعوت

الساعة 10:26 ص|11 مارس 2014

احتفال للفقراء

بقلم: شمعون شيفر

(المضمون: نتنياهو، اذا ما كان مسموحا التخمين، بحث عن صورة انتصاره في ضوء الفشل المدوي الذي سيسجل على اسمه في الصراع من أجل تجنيد العالم ضد النووي الايراني - المصدر).

 

"أصدرت تعليماتي لازالة التهديد عن رؤوس مواطني اسرائيل بكل ثمن"، صرح أمس قبيل المساء رئيس الوزراء نتنياهو في مسرحية رائعة لعرض الوسائل القتالية التي خبئت في باطن سفينة كلوز سي في الميناء العسكري في ايلات.

 

لا يوجد اي سبيل لاقناع المقتنعين بان المبدأ الوحيد الذي يوجه خطى نتنياهو ليس التطلع الى ضمان أمنهم. أو كما كتب المتصفحون في مواقع الانترنت: "اسعد يا نتنياهو بالحياة وتمتع من كل لحظة وواصل فقىء عيون اليسار والاعلام".

 

ومع ذلك، اسمحوا لي أن اتقدم برواية مختلفة لسلوك نتنياهو، ولا سيما في كل ما يتعلق بالمعركة على وعينا. لاربع سنوات أعد رئيس الوزراء الرأي العام نحو امكانية ان تهاجم طائرات سلاح الجو منشآت النووي في ايران. وحسب منشورات أجنبية، فقد انفق اكثر من 11 مليار شيكل من ميزانية الدولة للاعداد للهجوم – الذي في نهاية المطاف لم يخرج الى حيز التنفيذ.

 

فضلا عن ذلك، فقد انحرف العالم 180 درجة الى اتجاه معاكس تماما للاتجاه الذي حاول نتنياهو ان يوجه اليه نظراءه، أصحاب القرار في العواصم المختلفة. فالاسرة الدولية توجد في ذروة مسيرة مفاوضات مع ايران لتحسين العلاقات ولاعادة ضم طهران الى أسرة الشعوب، في طريق سيتضمن لجم ورقابة الجهود للتزود بسلاح نووي.

 

أمس، قبل المساء، بدلا من الامر الحقيقي الذي سعى اليه نتنياهو – نزع عنيف لسلاح ايران وضرب منشآتها النووية – شهدنا عرضا آخر للعمليات الجريئة، ولا سيما من ناحية جمع المعلومات الاستخبارية، الجديرة بكل ثناء التي قامت بها أسرة الاستخبارات وجنود الكوماندو البحرية – ممن سيطروا على سفينة قديمة لم يبدي طاقمها اي مقاومة أمام الهجوم العسكري الاسرائيلي.

 

وللحقيقة، كان هذا "احتفالا للفقراء"، وكل ما تبقى لنتنياهو كان فك ربطة العنق، وارتداء السترة الغامقة وتوجيه اصبع اتهام الى ازدواجية العالم. كل العالم ضدنا. صحيح، العالم مزدوج الاخلاق. العالم يبحث عن طرق لحل المسائل في الساحة الدولية بوسائل سلمية، دون استخدام القوة. ولكن ثمة لذلك اسبابا ثقيلة الوزن.

 

الذكريات عن وقفات جورج بوش الابن في 2003 على خلفية السفن الحربية الامريكية، التي اعلن فيها عن الانتصار في حرب العراق الثانية، لا تزال تثير القشعريرة عن حرب انتهت بعشر سنوات من الغرق في العراق مع الاف الجنود القتلى وعشرات الاف الجرحى. لا توجد حروب مفرحة.

 

نتنياهو، اذا ما كان مسموحا التخمين، بحث عن صورة انتصاره في ضوء الفشل المدوي الذي سيسجل على اسمه في الصراع من أجل تجنيد العالم ضد النووي الايراني – ووفر الجيش الاسرائيلي له الصورة العلنية التي يريد جدا ان يكون موقعا عليها.

 

ذكرت صور نتنياهو مسؤولا كبيرا سابقا في جهاز الامن شاهد امس باحتقار المسرحية في ايلات بجملة شهيرة قالها ونستون تشرتشل عمن حل محله في رئاسة الحكومة البريطانية، كليمنت أتالي: "سيارة فارغة توقفت عند مدخل داوننغ 10 وخرج منها كليمنت أتالي".