خبر انطلاق أعمال المؤتمر العاشر لاتحاد لجان العمل النسائي بقطاع غزة

الساعة 12:50 م|10 مارس 2014

غزة

 

شهدت مدينة غزة، اليوم الاثنين، انطلاق أعمال المؤتمر العاشر لاتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني، على شرف يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار. وغصت قاعة مركز المسحال الثقافي بالأطر النسوية للقوى الوطنية والإسلامية وممثلات عن الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والاتحادات والمؤسسات النسوية.

وفي كلمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التي ألقاها صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة، حيا فيها المؤتمر العاشر لاتحاد لجان العمل النسائي الذي يتوج لمرحلة من الحوار والتجديد والبناء الديمقراطي عبر الانتخابات ليؤكد أن راية الديمقراطية ستبقى خفاقة رغم الاحتلال والانقسام.

ونقل زيدان تحيات الأمين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمة لأعضاء المؤتمر العاشر لاتحاد لجان العمل النسائي، وللاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والأطر النسوية وكل نساء فلسطين.

وأوضح القيادي في الجبهة الديمقراطية، أن انعقاد المؤتمر العاشر لاتحاد لجان العمل النسائي يتزامن مع يوم المرأة العالمي، ليؤكد أن المرأة الفلسطينية تثبت مقدرتها على تحمل كافة أعباء الحياة وأنها واحدة من أهم الدعائم الأساسية في العملية النضالية جنباً إلى جنب مع الرجل على كافة الصعد وخاصة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ودعا زيدان لمواجهة المخاطر التي تحيط بالمرأة جراء تصاعد موجات العنف الأسرى والقتل على خلفية الشرف بإقرار مشروع قانون العقوبات وحماية الأسرة من العنف. لافتاً إلى تزايد عدد الإناث اللواتي تعرضن للقتل خلال العام 2013 ليبلغ 27 منهن 12 أنثى في قطاع غزة إضافة لتعرض 12% لعنف جسدي وأكثر من نصفهن لعنف نفسي.

وشدد زيدان على أن تعزيز دور المرأة وتمكينها من نيل حقها في الحرية والمساواة في كافة المجالات يتطلب تنقية التشريعات الفلسطينية من كافة أشكال التمييز وسن قوانين عصرية للأسرة والأحوال الشخصية تضمن المساواة مع الرجل، وتطوير النظم والقوانين الانتخابية وفق مبدأ التمييز الايجابي لتعزيز مشاركة المرأة في كل مؤسسات صنع القرار السياسي والاقتصادي وتحسين مستوى الحياة ونوعية التعليم خاصة في المخيمات.

وأضاف: ان التقدم نحو أهداف النضال الوطني التحرري يتطلب تعزيز الديمقراطية السياسية والاجتماعية بالاهتمام بمصالح وحقوق ومكانة المرأة والشباب بما يضمن توسيع المشاركة والتمثيل في مؤسسات المجتمع السياسي والمدني وفي المؤسسات القيادية. وأشار زيدان أن حضور المرأة في صفوف الجبهة الديمقراطية محدوداً ليس لشح الكادر بل لاعتماد معايير متقدمة لا تستجيب لاحتياجات الواقع وأولوياته، مؤكداً أن معالجة الخلل مسألة لا تحتمل التأجيل لذلك يجب الإسراع في رفع نسبة حضور المرأة في القيادة المركزية وأمانة الإقليم واللجنة المركزية بما لا يقل عن 20%.

وفي سياق متصل، دعا صالح زيدان إلى وقف المفاوضات وعدم تمديدها، المختلة لصالح العدو الإسرائيلي والتي تنتقص من الحقوق الوطنية الفلسطينية من خلال اتفاق الإطار الأمريكي التصفوي التي تسعى الإدارة الأمريكية لتمريره. مطالباً بانتهاج إستراتيجية وطنية بديلة قاعدتها إنهاء الانقسام وتوفير مقومات الصمود والجمع بين تصعيد المقاومة الشعبية والهجوم السياسي والدبلوماسي.

وشدد زيدان أن الانقسام انعكس سلباً على حقوق المرأة وحريتها في قطاع غزة كنتيجة لتديين السياسة والتشريع والتعليم والإعلام والثقافة إضافة لتراجع الحريات العامة والحقوق المدنية والديمقراطية للمواطنين، والسياسة الاجتماعية والاقتصادية الخاطئة للحكومتين والتي أدت لتردي الأوضاع المعيشية وانقطاع الكهرباء وغلاء الأسعار وارتفاع نسب الفقر والبطالة بمعدلات فلكية واستمرار الظلم المحيط بضحايا الانقسام.

وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية على ضرورة انتهاج إستراتيجية اقتصاد الصمود خاصةً في غزة لإنصاف الفقراء وخاصة المرأة بتوزيع الأعباء بصورة عادلة على جميع فئات المجتمع، واعتماد ضريبة تصاعدية على أصحاب الملايين والتقشف في الموازنة وإعفاء الفقراء والمناطق المتضررة من العدوان من الضرائب، واعتماد المشاريع الصغيرة والمتوسطة في التنمية للحد من الفقر والبطالة، واعتماد قوانين الضمان الصحي والاجتماعي.

وقال زيدان: الظروف الراهنة تجعلنا نطرح مجدداً وبإلحاح مبادرتنا لإنهاء الانقسام وآثاره المدمرة على النضال الوطني الفلسطيني سواء ضد الاحتلال أو في التصدي للخطط الأمريكية الإسرائيلية، وإعادة بناء الوحدة الوطنية من خلال معادلة وآليات تنفيذ ملموسة بدعوة حكومة حماس في غزة للاستقالة يليها وفي اليوم التالي استقالة حكومة الحمد الله، على أن يبادر الرئيس أبو مازن إلى تشكيل حكومة توافق وطني مسؤولة عن حل القضايا العالقة والإشراف على الانتخابات، فيما يتم دعوة الإطار القيادي الفلسطيني المؤقت للاجتماع لتحديد السقف الزمني لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وفق التمثيل النسبي الكامل.

ودعا لإجراء الانتخابات لكل مؤسسات المجتمع المدني وفق التمثيل النسبي الكامل وإطلاق الحريات الديمقراطية وبناء اقتصاد الصمود بديلاً عن الاقتصاد الريعي الغير منتج نحو إنهاء الانقسام. موجهاً التحية لوقفة الثلاثاء لإنهاء الانقسام والتي ينظمها اتحاد المرأة والحملة الوطنية لإنهاء الانقسام، وكذلك للمرأة الصامدة في مخيم اليرموك ومخيمات اللاجئين. ودعا لتحويل العام 2014 عاماً لفلسطين، عاماً لإطلاق سراح أسيرات الاحتلال وتدويل قضية الأسرى.

وفي كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، تحدثت ابتسام الزعانين عضوة الاتحاد العام، عن دور اتحاد لجان العمل النسائي في المشاركة بمحطات النضال والبناء الوطني ورفد الحركة الوطنية بتراث وتجربة، إضافة إلى دوره وإيمانه بالعمل المشترك مع الاطر النسوية لمنظمة التحرير وعطاءه الهام في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وترسيخ الأسس الديمقراطية في البناء التنظيمي والنقابي وانجاز مؤتمراته في اوضاع صعبة جراء الوضع الاقتصادي والسياسي الفلسطيني في الوطن والشتات والذي انعكس بظلاله على واقع المرأة الفلسطينية.

وأضافت الزعانين: تتواصل معاناة المرأة في ظل متغيرات عربية وإقليمية تعكس بظلالها على شعبنا ونسائنا اللواتي شاركن بالنضال كما شاركن ضد الاستعمار والاحتلال وفي البناء والنهوض في رفد الثورة وتقويتها وبناء وتماسك المجتمع الفلسطيني.

وأشارت إلى أن المرأة نجحت في إجبار العالم على الاعتراف بحقوقها عام 1977 وهي حقوق مشروعة، فهي شريكة الرجل بكل أشكال النضال وتصدت للاحتلال وتتصدى اليوم للانقسام ويستمر نضالها ضد الظلم والتمييز والفقر والقتل ولأجل التحرر الوطني والاجتماعي والعدالة وكامل حقوقها التي كفلها القانون الأساسي والوثيقة الحقوقية للمرأة.

أما كلمة اتحاد لجان العمل النسائي الفلسطيني، ألقتها أريج الأشقر مسؤولة المكتب القطاعي للاتحاد، والتي حيت شهيدات وأسيرات ومناضلات الحركة الوطنية الفلسطينية وكل شهداء واسرى ومناضلي شعبنا الفلسطيني. وأكدت أن المرأة الفلسطيني ستبقى عنوان العزة والصمود وستواصل مشاركتها للرجل بالنضال الوطني والسياسي.

وطالبت الأشقر بتمثيل المرأة في كافة مواقع صنع القرار باعتبارها الأقدر على طرح قضيتها وهي نصف المجتمع. لافتة إلى أن المؤتمر العاشر لاتحاد لجان العمل النسائي سيطلق توجهات لضمان حرية المرأة وتحقيق مساواتها الكاملة مع الرجل وتحررها من قيود الموروث الفكري والاجتماعي نحو تحقيق التحرر الوطني من الاحتلال نحو الدولة الفلسطينية التي تسودها الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

ودعت لبلورة خطاب واستراتيجية عمل نسوية تجذر وعي المجتمع لحقوق المرأة ودورها الكفاحي الميداني نحو ترسيخ تمثيلها في صنع القرار عبر الشراكة الفعلية في رسم السياسات الوطنية وتحقيق مكتسبات تضمن مساواتها في مؤسسات وأطر منظمة التحرير وفصائلها.

وقالت: لقد آن الاوان للربط بين الوطني والنسوي في رؤية وتوجهات عمل اتحاد لجان العمل النسائي وكافة المنظمات كما هو الحال في السياسة المعتمدة للحركة النسائية الفلسطينية في لبنان لتعزيز انخراط المرأة في المهام الوطنية نحو انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا من جهة ونشر الوعي بحقوق المرأة وتمكين النساء على كافة المستويات وتعزيز المشاركة السياسية الحقيقية في كافة مواقع صنع القرار. داعية إلى العمل سوياً نحو تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام وانجاز حقوق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال.

وتخلل فقرات الحفل عرض للدبكة الشعبية وفقرة شعرية للرفيقة داليا أبوناصر، ألهبت مشاعر النساء المشاركات في أعمال المؤتمر.

ويشار إلى أن أعمال المؤتمر العاشر لاتحاد لجان العمل النسائي أفتتح بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهيدات وشهداء الشعب والثورة الفلسطينية، فيما تزينت قاعة المؤتمر بالأعلام الفلسطينية ويافطات تدعو لإنصاف المرأة الفلسطينية وإعطائها كامل حقوقها وإلغاء كافة أشكال التمييز بينها وبين الرجل ومشاركتها في صنع القرار الوطني الفلسطيني والتي كفلها القانون الأساسي الفلسطيني.