خبر حينما يكون كل واحد على يقين من أن الآخر محتال- هآرتس

الساعة 10:47 ص|10 مارس 2014

حينما يكون كل واحد على يقين من أن الآخر محتال- هآرتس

تُكبل القوانين بالسلاسل

بقلم: يوسي فيرتر

(المضمون: الائتلاف الحكومي في اسرائيل يسوده عدم الثقة بين أجزائه، هذا مع تسرعه إجازة ثلاثة قوانين اشكالية دفعة واحدة. وفي مقابل ذلك ترفع المعارضة الاسرائيلية يديها استسلاما وتظهر بمظهر صبياني - المصدر).

 

لا شك في أن الخطيئة الاولى مرتكزة على السلوك الهزلي القاسي لائتلاف نتنياهو الحكومي: لأنه لا توجد أية حاجة ولا أي تعجل للموافقة السريعة على القوانين الثلاثة المريبة وكأنها عبيد مكبلون بسلسلة، وأعني ذاك المسمى "القدرة على الحكم"، والآخر المسمى "المساواة في عبء الخدمة"، وذاك الذي يستعيد قانونا موجودا لاستفتاء الشعب. الاول له صلة بالانتخابات القادمة فقط. والثاني سيدخل حيز التنفيذ بعد ثلاث سنوات ونصف. وسينفذ الثالث فقط حينما يحل السلام إن شاء الله.

 

لا يوجد أي منطق في ضمها كلها في وحدة واحدة سوى مشاعر عدم الثقة والارتياب والتخوف في داخل كتل الائتلاف الحكومي. فكل واحدة منها تعتقد أن رفيقتها – خصمها – ستهرب من الجلسة العامة للكنيست اذا ما فصل بين قانون لبيد وقانون بينيت وقانون يريف لفين 24 يوما مثلا لا 24 ساعة. واذا كان هؤلاء الساسة الذين يقودوننا يؤمنون بأن الآخر مُحتال وكذاب ومتهرب فمن نكون نحن الأبناء لننقضها، إننا أصغر من ذلك.

 

هذا في الحقيقة ائتلاف تفخر به دولة اسرائيل. ولا شك في أن قادته يستحقون اشعال شعلة في يوم الاستقلال القريب. إن وثيقة الالتزام التي طُلب الى رؤساء احزابه أن يوقعوا عليها علامة على صفاء نياتهم هي علامة طريق في تاريخ الحياة البرلمانية لأنهم حتى في المافيا يكتفون بالمصافحة. ما الذي ينتظرنا في الدورات التالية: هل هو ايداع ضمان مصرفي؟ أم رهن البيت الخاص؟ وأين تسيبي لفني وزيرة القضاء ورئيسة "الحركة"؟ أليست تعارض كل واحد من هذه القوانين في صيغته الحالية وهي تشعر بالاشمئزاز أصلا من الشيء المنفر المصاحب لهذا الاجراء. إن بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت ويئير – سياسة – جديدة – لبيد يحتفلون فوق رأسها فلم يبق سوى أن تدفع نصيبها من الحساب دون أن تحصل على شيء.

 

برغم كل ذلك ليس من المؤكد أن استقرار آراء رؤساء كتل المعارضة على رفع الأيدي والمقاطعة ومغادرة جلسة الكنيست، منذ اليوم بعد الظهر حتى نهاية الاسبوع البرلماني – اذا استثنينا الجلسة الاحتفالية مع رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كامرون – ليس صبيانيا تقريبا. لأن قاعة الكنيست هي الميدان الوحيد الذي يناضلون فيه ويصرخون ويجادلون ويراكمون الصعاب ويحتالون حيلا – ويصوتون آخر الامر. فهذه هي العادة في الديمقراطية البرلمانية وليس للـ 52 عضوا من المعارضة ميدان آخر. إن الترياق البديل الذي طبخوه لأنفسهم – وهو أن يجتمعوا في قاعة ما ويعقدوا حلقة دراسية عن الديمقراطية – هو بديل ضعيف وبائس وواهن اذا قيس بالضجيج الضخم الذي يستطيعون اثارته في قاعة الكنيست.

 

إن تأثير ترك اعضاء الكنيست القاعة سيكون محدودا جدا والجمهور أصلا لا يهتم بهذه القوانين ومن المؤكد أنه لا يهتم بالاجراء الذي يصاحبها. وقد رأينا رأي الشعب في قانون التجنيد الجديد في استطلاعات الرأي العام، وكان الحريديون وحدهم هم الذين كسبوا من هذا الاجراء بصورة غير مباشرة، فهم بغيابهم عن قاعة الكنيست سيمنعون يئير لبيد من التلذذ الذي يثمر النواب بصعود المنصة وقذفهم بجملة الكليشيهات الثابتة التي يحتفظ بها لهذه الفرص. ويمكن أن يُقال الشيء نفسه ايضا عن العلاقات المتبادلة بين اعضاء الكنيست العرب وهم الضحية المباشرة لقانون القضاء على الكتل الحزبية للاقليات، وحزب اسرائيل بيتنا لافيغدور ليبرمان.

 

يوجد رابح محتمل واحد آخر هو عضو الكنيست بنيامين بن اليعيزر من حزب العمل الذي ينافس على الرئاسة لأنه مع عدم وجود معارضة في الكنيست لن يضطر الى أن يصوت مؤيدا قانون التجنيد. وسيؤيد المنافسان الآخران رؤوبين ريفلين من الليكود ومئير شتريت من الحركة فريضة الانضباط الائتلافي. ويهدد عدد من اعضاء الكنيست الحريديين بأنهم لن يعطوا اصواتهم لعضو الكنيست الذي يدعم تجنيد الحريديين. هذا يعني أن فؤاد قد يفوز بسبب هذه الفوضى إما باصوات اعضاء كنيست حريديين تدخل في صندوقه وإما بصورة غير مباشرة لأن خصميه لن يحظيا بها.