خبر تبشيرية رسمية- هآرتس

الساعة 10:59 ص|09 مارس 2014

تبشيرية رسمية- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

لا حوار ولا "رأب صدوع بين أطراف الشعب" يقف في رأس اهتمام مديرية الهوية اليهودية العاملة في وزارة الخدمات الدينية، بل تبشيرية يهودية ارثوذكسية برعاية الدولة وبتشجيعها المباشر. وفي هذا الاطار اقرت في الاسابيع الاخيرة أربعة مشاريع جديدة للمديرية ستنفذها جميعها منظمات ارثوذكسية خاصة. فالتجاهل للتيارات الاخرى وللمناهج الاكثر تعددية ليس صدفة.

 

وتتضمن المبادرات الاربعة الجديدة خطة "لمنسقي اليهودية في الجاليات"، ولقاءات بين عائلات دينية وعلمانية، لتعميق الهوية اليهودية في أوساط الطلاب و "تعظيم تأثير الكنس في الجاليات". وتبلغ ميزانيتها نحو 15.5 مليون شيكل، توزع بشكل متساوٍ بين وزارة الخدمات الدينية وبين المنظمات الخاصة، التي تقوم على أساس التبرعات واحيانا ايضا على الميزانيات الحكومية.

 

وتستهدف المشاريع الجديدة، بالمعلن، الجاليات العلمانية. ولكن من أجل تغطية الدعوة الارثوذكسية ثمة "حاجة الى تعيين شخص من داخل الجالية يحدث العملية من الداخل بشكل يكون مقبولا من اعضاء الجالية، ولا ينظر اليه كأمر جاء من الخارج"، كما قيل في مداولات وزارة الشؤون الدينية، والتي اقرت فيها الخطة لتفعيل "منسقي اليهودية في الجاليات". وسيكون مسؤولا عن "الربط" بالجاليات اعضاء "الانوية التوراتية"، الذين يعملون في أرجاء البلاد والذين تقوم ثلاثة من اصل الخطط الاربعة استنادا اليهم.

 

ويضيف النشر الاخير في "هآرتس" أول أمس (اور كشتي) سحابة شبهات اضافية على الشكل الذي تعمل فيه مديرية الهوية اليهودية. فبينما تشير محاضر المداولات الى أنه جرى "فحص شامل ومعمق" للهيئات العاملة في مجال الهوية اليهودية، علم أن اتصالها الوحيد بالمديرية كان في لقاء تعارفي عام جرى قبل بضعة اشهر مع الحاخام افيحاي رونسكي وأنها لم يطلب منها ولم تقدم تفاصيل عن نشاطها.

 

عندما قررت الحكومة اقامة المديرية، تباهى وزير المالية يئير لبيد بانه فقط بضغط "يوجد مستقبل" تقرر بانها ستتعاطى مع "كل اجزاء الشعب اليهودي". ولم يفهم لبيد في حينه، ومشكوك أن يكون يفهم اليوم، بان المديرية هي بالاجمال تجسيد خاص لهوس الهوية اليهودية، التي تتميز بها الحكومة الحالية ويقوده بعبقرية "شقيقه" السابق وزير الخدمات الدينية نفتالي بينيت.

 

يجمل بالحكومة ان تسحب ايديها من نطاق المعتقدات الخاصة لمواطنيها، فتلغي هذه المؤسسة الضارة والزائدة وتدع كل يهودي في اسرائيل يمارس يهوديته كما يفهمها هو.