خبر الولايات المتحدة: لا حاجة لاعتراف فلسطيني بدولة يهودية- معاريف

الساعة 10:58 ص|09 مارس 2014

الولايات المتحدة: لا حاجة لاعتراف فلسطيني بدولة يهودية- معاريف

بقلم: اريئيل كهانا

(المضمون: في اسرائيل يشددون على أن المحادثات مع الامريكيين تجري ببراءة كاملة وبصدق وكأنه توجد احتمالية للاتفاق، رغم أن برأي ذوي الشأن ليس لذلك احتمال - المصدر).

 

هل تنازل الامريكيون عن اعتراف فلسطيني بدولة يهودية؟ احتمال بـ 50 في المئة فقط لتمديد المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، حتى نهاية 2014. هذا هو التقدير الذي عرضته المحافل الامريكية التي تعنى بالاتصالات بين اسرائيل والفلسطينيين، على وزراء اسرائيليين زاروا واشنطن الاسبوع الماضي. والى ذلك قبيل زيارة ابو مازن الى واشنطن بعد اسبوع ونصف، الغت الناطقة بلسان الخارجية الامريكية جينفر ساكي الطلب المركزي لاسرائيل من الفلسطينيين – الاعتراف بدولة يهودية.

 

احدى العقبات الكأداء المركزية هي الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي. فقد قال الموظفون الامريكيون ان هناك عدة حلول ابداعية ستسمح بتجاوز هذه المسألة والسماح بالاتفاق. ولكن رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن عاد وأوضح في نهاية الاسبوع انه يرفض رفضا باتا كل نوع من الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية.

 

وكان ابو مازن يتحدث مع شباب فلسطينيين في الوقت الذي التقى وزير الخارجية جون كيري بالملك الاردني عبدالله في العقبة لوضعه في صورة الاتصالات بين الطرفين. وفي لقائه مع شباب فتح في رام الله أوضح ابو مازن بان لا احتمال في أن يعترف باسرائيل كدولة يهودية. ووعدهم ايضا بانه لن يكون اي اتفاق مع اسرائيل دون استفتاء شعبي يضم كل الفلسطينيين في كل العالم.

 

اضافة الى ذلك، فانه هدأ روع مستمعيه في أنه ليس له اي مشكلة في أن يواجه ضغوط الامريكيين واشار الى أن الفلسطينيين لن يكتفوا بأقل من كل شرقي القدس كعاصمة الدولة الجديدة التي ستقوم. وأخيرا، الغى ابو مازن ايضا التقارير التي قالت انه وافق على بقاء الكتل الاستيطانية وقال ان "كل بيت قام على اراضي 67 هو غير قانوني ولن نعترف به ابدا".

 

واقتبست وكالة "معا" للانباء في نهاية الاسبوع عن مصادر امريكية قدرت أن لا بديل امام الفلسطينيين غير البقاء في المفاوضات، اذا كانوا لا يرغبون في أن يتخذوا صورة "الرافضين". ولكن ابو مازن تناول نهاية المفاوضات التي تقررت حتى نهاية نيسان، وهدد بانها اذا فشلت – فلن يتردد في التوجه الى المنظمات الدولية. وقال: "خيارنا هو الانتفاضة الشعبية بوسائل سلمية". وحسب الجدول الزمني المقرر بين الطرفين في الصيف الماضي، يفتراض باسرائيل ان تحرر في نهاية الشهر المجموعة الاخيرة من السجناء الفلسطينيين المحبوسين في البلاد. بعد شهر من ذلك، في نهاية نيسان، ستنتهي الاشهر التسعة من المحادثات التي اتفق عليها.

 

ويحاول الامريكيون تمديد المحادثات حتى نهاية 2014. ولكنهم لم يتمكنوا حتى الان من وضع ورقة اطار متفق عليها تكون اساسا للمفاوضات للفترة القادمة. مع أن كيري وفريقه خططا منذ البداية لنشر الوثيقة في بداية كانون الثاني. وكجزء من مساعي الامريكيين للابقاء على المسيرة حية، سيلتقي الرئيس الامريكي براك اوباما بعد عشرة ايام بابو مازن في واشنطن.

 

ويعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الاخر عن شك كبير من امكانية الوصول الى توافق ما مع الفلسطينيين. ففي مقابلة مع القناة 2 قال نتنياهو ان "الفلسطينيين بعيدون جدا. فهم يطرحون مطالب غير ممكنة ويفكرون بالتوجه الى الامم المتحدة".

 

وأكد نتنياهو في المقابلة انه في الاتفاق النهائي بين اسرائيل والفلسطينيين سيخلى بضعة الاف من المستوطنين من منازلهم. وقال: "قسما من المستوطنات لن تكون في التسوية، كل واحد يفهم هذا". ومع ذلك، وعلى ذات النفس شدد رئيس الوزراء على انه "لن يكون فعل اخلاء ولست أدري ماذا ستكون الحدود".

 

واضاف انه "لن يبقي اي اسرائيلي دون حماية ودون أمن كامل". ومع ذلك شدد نتنياهو على أن هذه مسائل افتراضية لان المسافة بين مواقف الطرفين هائلة. ويعد نهج نتنياهو المبدئي هو محاولة التقليص قدر الامكان من عدد اليهود الذين يقتلعون من منازلهم في التسوية الدائمة.

 

ويجدر التشديد على أن نتنياهو عرض مفاهيم مبدئية فقط تقول ان السكان الاسرائيليين في المناطق سينقسمون الى ثلاث مجموعات اساسية: الكتل الاستيطانية الكبرى التي ستضم الى اسرائيل؛ البلدات التي ستبقى تحت السيادة الفلسطينية أو بترتيبات اخرى؛ مجموعة البلدات التي ستخلى بالقوة.

 

وتضم الكتل الاستيطانية الكبرى معاليه ادوميم، ارئيل وغوش عصيون. واضافة اليها ستضم اسرائيل بلدات عديدة قريبة من جدار الفصل على جانبيه، كمدينة موديعين عيليت، بلدات غربي السامرة، غوش ايمونيم وبنيامين وغيرها. مجموعة البلدات هذه ستربط كما قيل باسرائيل وتصبح أرضا سيادية اسرائيلية بكل معنى الكلمة.

 

في هذه المجموعة تندرج الكتلة الاساس التي تضم مئات الاف المستوطنين. في المجموعة الثانية توجد البلدات التي من المتوقع أن تبقى تحت سيادة فلسطينية. ويواصل السكان في هذه الاماكن العيش تبعا لتسويات خاصة تتقرر لاحقا. هذه التسويات تشمل افكارا لاستئجار الارض من الفلسطينيين، ابقاء البلدات كجيوب، استخدام ترتيبات امنية وجوانب اخرى لم تبحث بعد. والتقدير هو أن هذه المجموعة ستضم عشرات الاف الاسرائيليين. المجموعة الثالثة من البلدات هي تلك التي سيطلب منها الاخلاء بل وستقتلع بالقوة اذا ما رفضت. والفرضية هي ان الحديث يدور عن بلدات صغيرة نسبيا في عمق المنطقة.

 

نهج نتنياهو المبدئي، الذي سعى اليه ايضا في محادثات الاشهر الاخيرة هو محاولة التقليص قدر الامكان لعدد اليهود الذين سيقتلعون من منازلهم في التسوية الدائمة. ونشدد هنا على أن نتنياهو طرح مفاهيم مبدئية فقط. ولم يفصل مواقفه الى تفاصيل أو ارقام. وفي الطرف الامريكي ايضا بحثت المسائل بشكل عام فقط ولم يتم الدخول الى التفاصيل الدقيقة للاثار العملية للنهج الاسرائيلي.

 

وكما أسلفنا، فان اسرائيل نتنياهو معنية الا يزيد عدد المطرودين بالقوة عن بضعة الاف، ولكن حسب المعلومات التي وصلت الى موقع "معاريف" لم تجرى بعد الدراسات التي تفحص ذلك وليس واضحا على الاطلاق اذا كانت الخرائط والارقام تتطابق.

 

جانب آخر يتبلور هو الربط بين الامكانيات. بمعنى ان تقترح الحكومة على بلدة معينة ان تخلى بشروط سخية، وفقط اذا ما رفض السكان المغادرة وفضلوا البقاء في منازلهم تحت السيادة الفلسطينية، يتم تفعيل التسويات الامنية والاقليمية الخاصة تجاههم.

 

ويشار الى أنه في الطرف الاسرائيلي لا يزال التقدير السائد هو ان أيا من السيناريوهات آنفة الذكر لن يتجسد كون احتمالات الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين صفرية.

 

في اسرائيل يشددون على أن المحادثات مع الامريكيين تجري ببراءة كاملة وبصدق وكأنه توجد احتمالية للاتفاق، رغم أن برأي ذوي الشأن ليس لذلك احتمال.