خبر كله مصالح- يديعوت

الساعة 10:57 ص|09 مارس 2014

كله مصالح- يديعوت

بقلم: شمعون شيفر

(المضمون: على القادة لا يزال ينطبق واجب الاثبات بانهم قادرون على أن يقودوا خطوات سياسية اساسها اخذ المبادرة والوصول الى تسوية مع الفلسطينيين. منع تسلل الصواريخ الى قطاع غزة هو فقط جزء واحد من المعادلة اللازمة - المصدر).

 

الحملة الاعلامية الاسرائيلية لادانة ايران كقوة عظمى تقف خلف منظمات الارهاب والمس بالابرياء في ارجاء العالم ستصل غدا الى ذروتها، في الوقت الذي سيتم فيه اخراج عشرات الصواريخ من طراز ام 302 من سفينة كلوز سي لتعرض على الملأ أمام عيون الصحافة.

 

ايران، قال رئيس الوزرء . ايران، قال وزير الدفاع. ايران، قال رئيس شعبة الاستخبارات. خلف أكياس الاسمنت في باطن السفينة، والتي كتب عليها الاسم الصريح "ايران" اخفيت الصواريخ التي كان مقصدها قطاع غزة.

 

في الايام الاخيرة كان يمكن ملاحظة نوع من خيبة الامل لدى القادة عندنا من أن العالم لم ينضم الى حملة التنديد الاسرائيلية ضد ايران ومن ان المحاولات للوصول الى حل وسط مع نظام

آيات الله في طهران مستمرة. وكان رد الفعل الفوري لاصحاب القرار الاسرائيليين – "مصالح". ما يوجه قادة العالم هو الرغبة في بيع وشراء البضائع مع طهران.

هذا صحيح. في العلاقات الدولية يمكن الاشارة الى هذا الاساس بصفته خط توجيه مركزي في قرارات الزعماء.

وكيف هذا عندنا؟ هل نحن مبنيون بشكل مختلف؟ إذن هكذا: الصواريخ التي سترونها غدا في ايلات انتجت بعلم وبمساعدة فنية من الصين. الصاروخ الذي اصاب سفينة الصواريخ "حنيت" في حرب لبنان الثانية – والتي شاركت في السيطرة على "كلوز سي" في البحر الاحمر – كان صاروخا يسمى سي 802، والذي في أصل هو صاروخ صيني ينتج اليوم في ايران.

 

لقد اصبحت ايران دولة حافة نووية بمساعدة الصين. فالصينيون يوفرون للايرانيين ليس فقط التكنولوجيات واليورانيوم، بل وايضا المظلة الدولية التي تمنع معاقبتهم في المنظمات التي تضم الصينيين في عضويتها.

 

باختصار، المشورة التي يمكن تقديمها لرئيس وزرائنا، الذي أعتقد بانه يريد حقا ضمان أمن مواطني اسرائيل هي: دعك من الايرانيين. وظف الجهد العلني، وكفاءاتك المثبتة في الحرب الاهلية هي تقنع الصينيين بان يبيعوا معلومات أقل وادوات تدمير اقل من شأنها أن تمس بنا بشكل خطير.

 

سهل اعطاء المشورة. فهل تذكرون ان رئيس الوزرء يمنع المسؤولين السابقين في الموساد من ادلاء شهاداتهم ضد بنك اوف تشاينا، الذي كان مشاركا في نقل الاموال الى منظمات الارهاب في قطاع غزة؟ التبرير الذي يتحدثون عنه في مكتب رئيس الوزراء هو ان الحظر ينبع من الرغبة في الحفاظ على "مصالح الامن القومي".

 

"مصالح"، قلنا. "مصالح" مقابل قيم اخرى، مثل الحفاظ على حياة الاسرائيليين.

 

والان، تصوروا ان مقاتلي الوحدة البحرية الذين سيطروا على السفينة البنمية، التي يتشكل فريقها في معظمه من مواطنين أتراك، كانوا سيصطدمون بمقاومة تنتهي بمس بجنودنا وببعض الاتراك. اردوغان كان سيطالب بالتعويضات، الاعتذار ومن يدري ماذا أيضا.

 

اذا كان هذا يذكركم بما حصل على "مرمرة" التي سيطر عليها مقاتلو الوحدة البحرية في 2009 ومنعوها من الوصول الى قطاع غزة، فأنتم محقون. ففي تلك القصة وافق نتنياهو على أن يدفع تعويضات بمبلغ 20 مليون دولار وأن يعتذر للاتراك، ولا يزال هذا لا يرضي رئيس الوزراء التركي. أحد لم يسأل مقاتلي الوحدة البحرية الذين اصبحوا مقعدين في أعقاب قضية مرمرة، اذا كان هكذا ينبغي التصرف. إذ، مثلما قلنا، ما يعتبر في العلاقات الدولية هو "المصالح".

 

والان، العالم معني جدا بالوصول الى حل وسط مع الايرانيين، ونتنياهو معني جدا، لاسباب كهذه ولاسباب ستتضح في المستقبل، بالحفاظ على علاقات طيبة مع الصين. فقط خسارة أن قادة الجيش وجهاز الامن يستسلمون بسهولة كهذه لحملات رئيس الوزراء الاعلامية.

 

وبعد كل هذه التساؤلات، محظور أن ننسى للحظة التقدير الذي لا يقدر بثمن الذي نكنه للجيش الاسرائيلي، لمقاتلي الوحدة البحرية، لسلاح البحرية وللموساد الذين يضمنون بجهد هائل منع وصول وسائل قتالية تستهدف زرع الدمار والخراب في مراكزنا السكانية. وبالنسبة للقادة، عليهم لا يزال ينطبق واجب الاثبات بانهم قادرون على أن يقودوا خطوات سياسية اساسها اخذ المبادرة والوصول الى تسوية مع الفلسطينيين. منع تسلل الصواريخ الى قطاع غزة هو فقط جزء واحد من المعادلة اللازمة.