خبر تجربة فريدة: وأنت في غزة..شاهد البقع الشمسية والقمر عن قرب

الساعة 08:08 ص|09 مارس 2014

غزة (خـاص)

ملامح من الدهشة والإعجاب ارتسمت على وجوه الحاضرين من طالبات ونساء وأطفال عند مشاهدتهم لأجهزة الرصد الفلكي منصوبة في أرض ملعب الجامعة الإسلامية، وفضولٌ يتسارع لرؤية ابداع الله في خلقه  للبقع الشمسية والقمر والكواكب، وجهودٌ مبذولة لنيل أقصى عدد من الصور التذكارية، لتكون شيئاً فريداً وجديداً لعيون القابعين وراء قضبان الحصار.

ففي فعالية رصد فلكي التي تنظمها الجامعة الاسلامية بغزة باستمرار، أتاحت الفرصة لمجموعة من الطالبات والمهتمين من مشاهدة البقع الشمسية وكوكب المشتري وأقماره الأربعة، ومشاهدة القمر، ومشاهدة بصرية لبرج الجوزاء والسرطان والمجموعة النجمية بواسطة أجهزة الرصد الفلكي "التلسكوب" المتطورة.

فشغف المدرسة سهيلة عوض من مدرسة خانيونس الثانوية بعلوم الفضاء والفلك دفعها للحضور مع طفلتها لمشاهدة البقع الشمسية عبر التلسكوب.

وتقول لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": هوايتي تكمن في حب الاستطلاع لعلم الفلك، وجئت لأنقل ما سأراه لطالباتي حتى تكون الفائدة أعم وأشمل"، مضيفةً : بغض النظر عن الحصار أتمنى أن نواكب هذا العلم، لنتميز كغيرنا فيه ".

فرصة قد لا تتكرر

نظرات المفاجأة والدهشة اعتلت وجوه الحاضرين بعد مشاهدتهم للبقع الشمسية عبر التلسكوب، وتساؤلاتٌ دارت بينهم إن كان بإمكان مثل هذا العلم أن يأخذ فرصته لينال جزءاً من الحضور والاهتمام في المناهج والعقول..!

الطالبة مها الهيثم (21 عاماً)،  تقول: "لم أكن أتخيل أنني سأشاهد تلك البقع الشمسية يوماً، وأتمنى أن أعاود الكرة، فما رأيته يثير لدي شعور لا يوصف لا أستطيع وصفه.

وبعد أن انتهت الطالبة آية الخضري (18 عاماً)، من وصف ما شاهدته لصديقتها تقول لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "دفعني الفضول لمرافقة صديقتي لمشاهدة الكواكب والبقع الشمسية، وأرى أنه علمٌ يجب أن يحظى بمكانة بيننا"، ليرى الجميع عظمة الخالق في خلقه".

وبعد أن كشفت الطفلة هبة حمدان (11عاماً) عن رغبتها في دراسة الطب قالت: " على الرغم من رغبتي في دراسة الطب، إلا أنني استمتعت بمشاهدة هذه البقع، وسأنقل ما رأيت لصديقاتي في المدرسة، ورؤيتي لهذا الحدث جعلني أفكر أكثر".

تعزيز مفهوم الفلك

ووفقًا لمدير مركز أبحاث الفلك والفضاء في جامعة الأقصى، وحامل كرسي اليونيسكو في علوم الفضاء والفلك د. سليمان بركة، فإن هذه الفعالية تأتي ضمن برنامج فعاليات في الجامعات الفلسطينية بغزة والمؤسسات التعليمية لتعزيز هذا العلم وشرح مفاهيمه للطلاب".

وبنظراته المتكررة لأجهزة الرصد، يتابع بركة حديثه قائلاً " سندرب كادراً لينتشر في الأماكن النائية والمخيمات الفلسطينية، وتحقيق أول أهدافنا الوطنية في جعل علم الفلك حاضراً في أذهاننا ومناهجنا الفلسطينية".

وبين، أن هذه الفعاليات والأنشطة تعزز مفهوم أهمية الفلك لدى الدارسين، وتجعله موضوع أسهل، وجعله ضمن الموضوعات والمتطلبات الرئيسة لكل التخصصات.

وفي تحلّق للطالبات حول د. بركة  قال " في غزة المحاصرة المغلقة، أن ترى شيء بعيد 800 مليون كيلو هو نوعٌ من الجمال والحرية".

وفي سياق حديثه كشف بركة عن رغبته وسعيه لإنشاء مرصد وطني مستقل لرصد الأهلة والبحث العلمي، وإقامة وكالة فضاء فلسطينية تسمح للمواطن الفلسطيني بغزو الفضاء.

ويذكر أن "كرسي اليونيسكو" هو مشروع تم إنجازه في العام 1992م في اليونسكو في علوم متعددة، وتعتبر جامعات: الأزهر والإسلامية والأقصى شركاء في هذا الكرسي .