تقرير الطفلة ماريا تفتقد عمتها آمنة في يوم المرأة العالمي..!

الساعة 02:52 م|08 مارس 2014

(غزة - خاص)

لم يكن أمام الطفلة ماريا قديح ذات الـ12 ربيعاً إلا أن تضع الورود جانباً أمام بطش الاحتلال الإسرائيلي والطلقة اللعينة التي أطلقتها قوات الاحتلال ذات ليلة وأصابت عمتها آمنة قديح لتعلن عن استشهادها وتمنع الطفلة من الاحتفال والجلوس في أحضان عمتها في يوم المرأة العالمي.

الاحتفال في يوم المرأة العالمي بالنسبة للطفلة ماريا هو تقديم الورود والبسكويت إلى عمتها آمنة البالغة من العمر 57 عاماً، وليست كما يحتفل بها العالم العربي والغربي والصهيوني الذي يعطي للمرأة أهمية أكبر من أي يوم مضى ويحتفل بها في المنتزهات والفنادق ويقيم الحفلات الصاخبة.

آمنة قديح استشهدت بتاريخ 28-2-2014، برصاص الاحتلال الصهيوني شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بعد ساعات من منع الاحتلال لسيارات الاسعاف من الوصول اليها، وقد ضلت قديح طريقها إلى المنزل بعد عودتها من فرح جيرانها ولم تقترب من المسافة الممنوع الوصل إليها قرب الحدود الشرقية لخانيونس إلا أن الجيش الإسرائيلي فتح النار عليها بكثافة مما أدى إلى استشهادها.

فالطفلة ماريا وإخوتها يحتفلون كل عام في يوم المرأة العالمي على طريقتهم الخاصة فيقدمون الورود والبسكويت إلى عمتهم آمنة لأنها الأكثر قرباً وحباً إلى قلوبهم ولكن الاحتلال الإسرائيلي منعهم من الاحتفال بهذا العام، وفقاً لما قالت زوجة والدها "أم ساري".

وتضيف أم ساري بحزن عميق لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية، كانت آمنة محببة كثيراً إلى قلوبنا وفي كل مناسبة من المناسبات الدينية والعالمية نحتفل بها بطريقة مصغرة وليست كما يحتفل بها الغرب والصهاينة، فنحن لنا أعيادنا الدينية ولا نتخطاها ولكن نحتفل فقط احتراماً للمرأة واحتراماً للأم ولهن في ديننا احتراماً أكبر وأعظم من الدول الغربية.

وقالت "أم ساري": "في كل احتفال يجتمع الأطفال ويقدمون الهدايا البسيطة احتراماً وتعظيماً للمرآة وخصوصاً لعمتهم آمنة التي جعلتنا نعيش فراغاً كبيراً منذ أن استشهدت على يد الاحتلال الصهيوني".

وتمضي أم ساري في حديثها تقول بحزن: "كل يوم نتذكر آمنة وهي تجلس بيننا نتذكرها في البيت في الشارع في كل مكان وطآته قدميها نتذكرها عندما تبتسم نتذكرها عندما تُلاعب الأطفال وتقدم لهم الهدايا وتمازحهم، وفي هذا اليوم الذي من المفترض أن نحتفل معها نبحث عنها في غرف المنزل لنحتفل معها بهذا اليوم إلا أن الاحتلال الإسرائيلي منعنا ومنع البسمة من دخول بيتنا بقتله للمرأة البالغة من العمر 75 عاماً.

وتؤكد أم ساري بصوت ضعيف أن استشهاد آمنة ترك جرح ليس بالسبيط فهي تُحب الجميع".

"نحن شعب الجبارين وآمنة لم تكون الأولى التي نالت الشهادة ولن تكون الأخيرة نعيش على أرض مباركة أرض الإسراء والمعراج أرض النبيين والشهداء ورغم ما نعانيه من ظلم عربي وإسرائيلي وعالمي إلا أننا نحب الحياة ونحب البسمة التي يمنعنا الاحتلال الإسرائيلي منها" القول لأم ساري.

أما محمود شقيق الشهيدة آمنة فقد أكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يحترم الفلسطينيين كافة لا مرآة ولا رجل ولا شيخ ولا طفل فكلنا مستهدفون من قبل الاحتلال الغاشم.

وقال محمود: "حسبي الله ونعم الوكيل على الاحتلال الإسرائيلي وكل من سار على دربه ووقف بجانبه"، مشدداً على أن الاحتلال أفدنا البسمة والجمعة والفرحة في هذا اليوم العالمي الذي يحتفل فيها العالم بالمرأة.