خبر الحكومة الاسرائيلية تتراجع عن نقل « الحائط الغربي » لجمعية العاد الاستيطانبة

الساعة 08:01 م|07 مارس 2014

القدس المحتلة

نقلت صحيفة "هارتس" في موقعها على الشبكة، اليوم الجمعة، ان الحكومة الاسرائيلية تنوي الغاء الاتفاق الذي يقضي بنقل ادارة مركز "دفيدسون" والحديقة الاثرية الواقعة في منطقة ما يسمى بحائط المبكى في القدس الى الجمعية الدينية الاستيطانية "العاد".

وكان هذا الاتفاق قد اثار ردود فعل غاضبة لدى التيارات الدينية اليهودية غير الارثوذكسية في الولايات المتحدة الامريكية ما اضطر الحكومة الى الغائه.

وقال الحاخام ريك جايكوبس، زعيم الحركة الدينية اليهودية الاصلاحية في الولايات المتحدة، لـ "هارتس" انه تلقى وعدا من سكرتير الحكومة افيحاي مندبليط، بالغاء الاتفاق مشيرا الى ان رئيس الحكومة يملك كامل الصلحية لالغاء هذا الاتفاق وان الوزير نفتالي بينيت يؤيد ايضا الغاء الاتفاق.

وكانت جمعية "إلعاد" قد حصلت على ادارة الحديقة الأثرية “القدس″، والمعروفة ايضا بأنها مناقصة دافيدسون التي تشمل الجزء الجنوبي من الحائط الغربي. وقد أُعدت في الايام الاخيرة مسودة اتفاق بين الشركة الحكومية لتطوير الحي اليهودي صاحبة المنطقة وبين الجمعية.

وتشمل الحديقة الأثرية “القدس″ التي تقع جنوب باحة حائط المبكى، في داخلها أكثر المساحة المكشوفة من الحائط الغربي (نحو من الثلثين)، وعددا من المواقع الأثرية المهمة الموجودة في القدس ومنها قوس روبنسون، وحجارة الخراب، وشارع هورودوس، و”بيت النفخ بالبوق” (وهو ركن جبل الهيكل الذي كان يقف عليه نافخ البوق في ايام الهيكل) وآثارا ايضا من مبان من العصر الاسلامي. وأُنشئت في الموقع ايضا مؤخرا المنصة التي ستُمكن التيارات غير الارثوذكسية ومنها “نساء حائط المبكى”، أن تقيم صلوات وطقوسا بالقرب من حجارة حائط المبكى. والحديث من وجهة نظر إلعاد التي تدير اليوم الحديقة الوطنية “مدينة داود” وتعمل على تهويد قرية سلوان، عن توسيع شديد الأهمية للنشاط الاقتصادي والسياحي تهويدي وعن فرصة لاحداث صلة قوية بين مدينة داود والحائط الغربي .

وأُنشئت الحديقة الأثرية بعد حرب 67 حينما قُسم الحائط الى قسمين: القسم الشمالي الذي أصبح باحة "حائط المبكى" والجنوبي الذي بقي موقعا أثريا تديره شركة تطوير شرقي القدس “فمي”، وهي شركة حكومية تخضع لسلطة مكتب شؤون القدس (الذي كان مكتب السياحة في الماضي) وبلدية القدس. وقبل نحو من 20 سنة أُنشيء مركز الزوار وتم تجديد اعمال الحفر الأثرية في ذلك المكان بفضل تبرع كبير من المتبرع اليهودي الامريكي وليام دفيدسون. وقد صارت “فمي” في السنوات الاخيرة الى نزاع مع شركة حكومية اخرى هي شركة اعمار وتطوير الحي اليهودي التي تخضع لسلطة وزارة الاسكان. وقد زعمت شركة تطوير الحي التي هي بحسب القانون مالكة مساحة الحديقة الأثرية، أن “فمي” لم تدفع لها رسوم استئجار للمكان.

في كانون الاول 2013 حكمت محكمة الصلح في القدس لصالح شركة تطوير الحي، وأمرت “فمي” بأن تنقل اليها السيطرة على الموقع حتى نهاية سنة 2014 وأن تدفع ديونها كذلك. وعلى إثر ذلك أُجريت في شركة تطوير الحي مباحثات تتصل بالجهة التي ستدير الحديقة فاقترح رئيس جمعية إلعاد دافيد (دافيد لِه) باري أن تقضي الجمعية بين “فمي” لشركة تطوير الحي عوض الحصول على السيطرة على الموقع. ورأوا في شركة تطوير الحي ذلك الامر بصورة ايجابية وبتوا القرار لصالح الاتفاق مع إلعاد.

وتقول مصادر مشاركة في ذلك الشأن إن إلعاد برزت باعتبارها جهة مفضلة لادارة المكان بسبب خبرتها بادارة الحديقة الوطنية ذات الشعبية “مدينة داود” – وللطريق الرابط تحت الارض الذي حُفر بين مدينة داود وحديقة دافيدسون في السنوات الاخيرة. والحديث عن اعمال حفر أثرية قام بها الباحثون من مصلحة الآثار وبنفقة من إلعاد في نفق في طول الشارع من فترة هورودوس يصعد من بركة سلوان الى جبل الهيكل. وقبل ثلاث سنوات فتح الممر تحت الارض للجمهور ورُبط بذلك بين الموقعين بممر تحت الارض.

 وتشمل الحديقة الأثرية ايضا أجزاء خارج سور البلدة القديمة في منطقة قلعة سلوان. وتقع هذه الاجزاء في ضمن سيطرة سلطة الطبيعة والحدائق ولن تُنقل كما يبدو الى سلطة إلعاد.

وكانت منظمات يسارية تعارض هذا القرار تراه استمرارا لتثبيت إلعاد لنفسها في شرقي القدس وتقوية صلتها بمؤسسات الدولة، وقد اتصل اسم جمعية إلعاد في السنوات الاخيرة بتطوير لمنطقة سلوان لم يسبق له مثيل ولا كابح له في رأي منتقديها. وأُجيزت مؤخرا خطة كبيرة لانشاء مركز زوار كبير في منطقة موقف جفعاتي في منحدر سلوان. وتشتغل الجمعية كثيرا ايضا بشراء بيوت من الفلسطينيين بواسطة وسطاء وهميين وشركات اجنبية واسكان يهود فيها. وقد وسعت إلعاد في السنوات الاخيرة كثيرا مناطق نشاطها وهي تنشط اليوم ايضا في غابة السلام، ومتنزه أرمون هنتسيف، والصوانة والمقبرة في جبل الزيتون.

وكان يريف اوبنهايمر، أمين سر “سلام الآن” قد اعتبر ان “الحكومة تنوي أن تمنح الجمعية اليمينية إلعاد السيطرة على أحد أهم الاماكن وأكثرها حساسية في دولة اسرائيل، مشيرا الى ان الحديث يدورعن خصخصة تمنح جمعية خاصة تدفع قدما بايديولوجية يمينية واضحة في مكان حساس من جهة دينية وسياسية عند أسفل "جبل الهيكل" والى جانب الحائط الغربي، تمنحها سيطرة. فان الحصول على السيطرة على المنطقة هو من وجهة نظر المستوطنين تحقيق حلم في الطريق الى سيطرة شاملة على منطقة البلدة القديمة وما حول "جبل الهيكل".