خبر انتفاضة ثالثة على الابواب؟- معاريف

الساعة 09:57 ص|06 مارس 2014

انتفاضة ثالثة على الابواب؟- معاريف

بقلم: د. رونين اسحق

رئيس دائرة دراسات الشرق الاوسط في الكلية الاكاديمية الجليل الغربي

(المضمون: في ضوء غياب النشاط الكابح، واحيانا المبادر اليه من السلطة الفلسطينية، فان خيار اندلاع انتفاضة اخرى لا بد قائم، حتى لو لم تكن في السلطة نية كهذه في هذه اللحظة - المصدر).

 

"لن تندلع انتفاضة اخرى"، وعد ابو مازن في مقابلات لوسائل الاعلام الاسرائيلية في الفترة الاخيرة. وانضم هذا التصريح الى تصريحات اخرى شدد فيها على أنه طالما كان في منصبه فلن تكون انتفاضات اخرى. وشدد زعماء فلسطينيون آخرون مثل سلام فياض، قدورة فارس وجبريل الرجوب على ان الفلسطينيين هجروا طريق الارهاب وان المفاوضات هي الطريق الافضل والاكثر نجاعة لحل النزاع بين الشعبين في بلاد اسرائيل. ولكن، في الفترة الاخيرة تشهد محافل الامن تعاظم اعمال الارهاب في المناطق ومحاولات تنفيذ الارهاب داخل الخط الاخضر ايضا وفي غلاف القدس.

 

حسب معطيات المخابرات، في اجمال 2013، اكثر من 1.200 عملية ارهابية نفذت في السنة الاخيرة في المناطق، ضعف السنة الماضية. فضلا عن ذلك، فان طبيعة الارهاب انتقلت الى خطورة اكبر وهي تتضمن السلاح الساخن (اطلاق النار، العبوات والقنابل اليدوية)، التي طرأ فيها ايضا تصعيد في استخدام الفلسطينيين في السنة الاخيرة.

 

ظاهرا، يبدو ان هناك تناقض بين تصريحات الزعماء الفلسطينيين وبين الواقع على الارض، ولكن الارتفاع في الارهاب لا يفسر بالضرورة كارهاب مبادر اليه ومنظم من القيادة الفلسطينية، بل في تنظيمات محلية صغيرة وعاقة، بينما واصلت القيادة الفلسطينية، برأي محافل الامن، التمسك بالطريق السياسي كحل للنزاع.

 

رغم ذلك، فانه في نهاية ايلول 2000، بعد نحو شهرين من فشل محادثات كامب ديفيد بين ايهود باراك وياسر عرفات، بدأت الانتفاضة الثانية. واعتقدت التقويمات الاستخبارية في البداية بان الانتفاضة اندلعت كحدث مخطط له مسبقا من قبل عرفات، كي يبقي في يديه خيار الارهاب وان يدفع بواسطته المسيرة السياسية الى الامام، ولكن في وقت لاحق تبين بان الميدانيين بالذات من التنظيمات المختلفة هم الذين بادروا الى الانتفاضات والقيادة الفلسطينية، وان لم تكن بادرت اليها، فقد انجرت خلفها.

 

في ضوء ذلك، واضح جدا بان مكانة النشطاء الميدانيين من المنظمات الفلسطينية المختلفة العاملة في المناطق اليوم تتعاظم. ففي ضوء غياب النشاط الكابح، واحيانا المبادر اليه من السلطة الفلسطينية، فان خيار اندلاع انتفاضة اخرى لا بد قائم، حتى لو لم تكن في السلطة نية كهذه في هذه اللحظة.

 

من استطلاع اجرته جامعة النجاح في نابلس في تشرين الثاني الماضي يتبين أن اكثر من نصف المستطلعين اعتقدوا انه من المتوقع اندلاع انتفاضة ثالثة مع فشل المفاوضات. ومن شأن ظهور المسلحين الملثمين في الايام الاخيرة وهم يطلقون النار من أسلحتهم، دون رد مناسب من السلطة الفلسطينية، بالتوازي مع التحريض في وسائل الاعلام الرسمي للسلطة الفلسطينية، نشاط السلطة في المؤسسات الدولية ضد دولة اسرائيل وغيرها، قد تفسر بين الجمهور الفلسطيني كتهيئة التربة ليوم الامر – يوم فشل المفاوضات والشروع بانتفاضة جديدة. يحتمل ألا تكون السلطة معنية بذلك، وتخرج الامور عن نطاق السيطرة، ولكنها اذا لم تعمد اليوم الى كبح جماح المحافل الاستفزازية في السلطة الفلسطينية، يحتمل ان يكون غدا قد فات الاوان.