خبر علي بيبي والـ 40 حرامي الزمن- يديعوت

الساعة 10:17 ص|05 مارس 2014

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: الان بالذات، عندما يكون العالم العربي "على الارضية" والعالم الغربي يتلعثم ويتردد، فقد يكون هذا هو الوقت لان نحاول ومرة اخرى نحاول ومرة اخرى نحاول الوصول الى نهاية النزاع ومنتهى المطالب مع الفلسطينيين. تسوية مصالحة، اطار، اتفاق جزئي، شيء ما - المصدر).

 

كل من كان هنا في صيف 1973 لن ينسى ابدا الاجواء في البلاد والصورة التي ظهرت الينا من شاشة التلفزيون في تقرير رون بن يشاي: على ضفة قناة السويس جلس ثلاثة جنود وعزفوا بالقيثارة معزوفة ابداعية كلاسيكية ما. والمياه في القناة تدفقت بمهل. وعادت الطيور تعشش على فروع الشجر في الجانب المصري. كان يمكن للمرء أن يتحسس الهدوء بعد سنوات من جلبة النار. والاهم: اختفت الاطر السوداء شبه اليومية حول صور الفتيان في الصفحات الاولى من الصحف.

 

كل من كان هنا في كانون الاول 1987 لن ينسى ابدا الصور الرائعة لحياة التعاون مع الفلسطينيين. "الخط الاخضر" شطب. جموع الاسرائيليين كانوا يتجولون في اسواق قلقيليا في ايام السبت لشراء كيلو بندورة آخر ببضعة قروش اقل. والطرق الى القرى العربية في السامرة امتلأت بالسيارات الاسرائيلية التي بحثت عن مترين آخرين شاغرين لايقاف السيارة.

 

من كل ملايين المواطنين في دولة اسرائيل لا يوجد (تقريبا) احد توقع في صيف 1973 وشتاء 1987 الانفجارات القريبة. شعب اسرائيل شرب وأكل ورقص وكأنه لا يوجد غد. في الحرب التي اندلعت في 1973 والانتفاضة التي اندلعت في 1987 دفعنا ثمن الاف القتلى (معا)، وأقسمنا جميعا الا يتكرر هذا مرة اخرى.

 

هذا بالضبط الوضع الان. في صيف 1973 شرح لنا عظماء الامة بان السلاح المصري قديم وصدىء. وان الروس يخدعون حلفائهم السوريين ويبعثون اليهم بسلاح خرج منذ زمن بعيد عن الاستخدام. وقبل الانتفاضة الاولى نشر منسق أعمال الحكومة في المناطق كراسا ملونا عن افعال وانجازات دولة اسرائيل في مناطق يهودا، السامرة وقطاع غزة. دولة اسرائيل احتفلت.

 

وماذا يقولون اليوم؟ بالضبط مثلما في حينه: "وضعنا الامني لم يسبق له أن كان افضل". اذهبوا لتروا: سوريا تغرق بدماء مواطنيها. مصر تنازع الحياة. الاردن ممزق. الفلسطينيون يوجدون "تحت نعالنا" (وهو تعبير عربي شهير)، ونحن نحتفل. لا يوجد لنا مثيل.

 

حقيقة من أمس أول امس: حتى للطاغية براك اوباما أعد الجالس في الاعالي مفاجأة كبرى: فقد أراه بوتين من هو هنا رب البيت. بنيامين نتنياهو جاء لزيارته في واشنطن، والرئيس الامريكي بالكاد كان لديه وقت من أجله. والتصفيقات العاصفة لبيبي في مؤتمر ايباك؟ ينبغي للمرء أن يكون أصم، غبي وقاصر كي لا يدور رأسه من شدة الهتاف. ليس هناك مثلي. ليس هناك مثلنا. اذا كان اوباما يريد أن يفعل شيء ضد بوتين، فليأتي الينا. نحن أصدقاء، أليس كذلك؟ بالطبع سنطلب مقابلا للرسوم. فماذا هناك، الامريكيون يعطوننا شيئا ما بالمجان؟ ماذا تقولون: بقيمة المليارات؟ حسنا، جيد، فهم كانوا وسيبقون دوما لاساميين.

 

لاوباما لم يكن ما يكفي من الوقت لبيبي هذا الاسبوع، ولكنه هو ووزير خارجيته جون كيري ايضا يفهمان جيدا بان الزمن ينفد وانه لا يعمل في صالح دولة اسرائيل. الكليشيه الاكثر

 

كليشيها الذي يمكن قوله هو أن الزمن يعمل في صالح من يعمل في صالحه. والدليل: وضعنا الامني لم يسبق له أن كان افضل. سوريا، مصر، الاردن، لبنان وما شابه.

 

حسب أقوال وسلوك رئيس الوزراء ودزينة وزرائه وأتباعه يبدو أن لهم كل الوقت الذي في العالم. فهم حرامية الوقت. يمكن الادعاء بان التاريخ لا يكرر نفسه فلماذا نثير الهستيريا الان؟ ولكن الان بالذات، عندما يكون العالم العربي "على الارضية" والعالم الغربي يتلعثم ويتردد، فقد يكون هذا هو الوقت لان نحاول ومرة اخرى نحاول ومرة اخرى نحاول الوصول الى نهاية النزاع ومنتهى المطالب مع الفلسطينيين. تسوية مصالحة، اطار، اتفاق جزئي، شيء ما.

 

لعل الان بالذات هو الوقت، وليس عندما تهددنا جداول الدماء من الطرفين. فهل يحتمل أن يكون علينا أن نستبدل القول الكليشيه على مدى الاجيال والسنين وان نقول هذه الايام: انهم اليهود هم الذين لا يفهمون سوى لغة القوة؟