خبر أوباما مخطيء ومحق- معاريف

الساعة 11:44 ص|04 مارس 2014

ما قاله الرئيس الامريكي براك اوباما للصحفي جيفري غولدبرغ كان مثيرا للحفيظة. أردنا أن نعتقد بان جون كيري يتحدث باسم نفسه عندما هددنا بعزلة دولية وملحقاتها. كان هذا خطأ. وكرر اوباما ذات الاقوال بالضبط وبذات الصيغة. وهذا بالتأكيد محبط. لان هذه الاقوال التي تلقي بالمسؤولية على اسرائيل حتى قبل ان تنتهي المسيرة تعزز الرفض الفلسطيني.

كان يفترض بالامريكيين ان يعرفوا هذا حين كانت اقتراحاتهم للسلام على الطاولة. كان يفترض بهم أن يعرفوا بان الفلسطينيين، عرفات وابو مازن على حد سواء رفضوا الاقتراحات. كان يفترض بهم ان يعرفوا بان السيطرة الاسرائيلية على الفلسطينيين آخذة في التضاؤل وليس آخذة بالتوسع. كان ينبغي لهم ان يعرفوا بان كل مكان أخلته اسرائيل – سيطر عليه الاسلام المتطرف. كان يفترض بهم أن يعرفوا بان الانسحاب دون وسائل أمن سيؤدي الى سيطرة حماس على الضفة الغربية. كان يفترض بهم ان يعرفوا بان هذا ليس مرتبطا باسرائيل، ولكن الادارة الامريكية تصر على واقع مثالي بموجبه سينتهي النزاع الاسرائيلي – العربي بعصا سحرية وهمسات، وكل العالم لا ينتظر الان سوى اقرار اسرائيلي. فهل هذه هي القصة؟ هل هم جديون.

غير أنه رغم كل هذه الامور، فان اسرائيل هي التي ادخلت نفسها في الوضع الذي تكون فيه المسؤولية ملقاة عليها وليس على الفلسطينيين. نحن مذنبون. لان كل ادعاءات اسرائيل الممتازة، التي يمكنها وينبغي لها أن تمنع صيغة مشكوك فيها، تتحطم في ضوء الاصرار على استمرار البناء في المناطق.

 

          لقد ادعى اوباما على مسمع من غولدبرغ بان في السنتين الاخيرتين عنيت اسرائيل بتوسيع البناء أكثر مما في كل فترة اخرى قبلهما. فمعطيات مكتب الاحصاء المركزي، التي نشرت، ويا للعجب، بعد ساعات من نشر المقابلة، توضح بان اوباما محق. النتيجة هي أن اسرائيل تتخذ صورة الرافضة للسلام، رغم ان نتنياهو يميل الى قول "نعم" لصيغة كيري.

 

          على اسرائيل أن تختار بين الجيفة والفطيسة . فمن جهة، الخطر المتماثل للدولة ثنائية القومية. المزيد من البناء والمزيد من التوسع ومشروع هنا وتلة هناك – والدولة ثنائية القومية تصبح حقيقة. تحاول محافل في اليمين الادعاء بان لا مشكلة لان تهديدات الاغلبية العربية كانت مغلوطة. ولنفترض انهم محقون. فهل يؤيدون منح حق المواطنة للفلسطينيين؟ فلا حاجة لاغلبية عربية كي تكون هذه دولة ثنائية القومية. وهم يجدون صعوبة في فهم هذا. فاليهود لن يهاجروا الى اسرائيل الا شرط أن تكون هي الدولة القومية للشعب اليهودي. وهم لن يهاجروا والاسرائيليون سيغادرون  كلما تحولت اسرائيل الى ثنائية القومية.

 

          من الجهة الاخرى، من شأن الانسحاب الاسرائيلي ان يؤدي الى سيطرة حماس على الضفة الغربية وعلى السلطة الفلسطينية وتسلل محافل الجهاد. هذا حصل في سيناء، في العراق، في غزة، في سوريا. ومن شأن هذا ان يحصل هنا ايضا. كما أن التنازل عن اجزاء من الوطن ليس أمرا سهلا لمعسكر كبير في داخلنا. وبين المشكلتين خير دولة يهودية صغيرة، مع مخاطر، من دولة ثنائية القومية، التي معناها الواحد والوحيد هو نهاية المشروع الصهيوني. هكذا بحيث أن اوباما مخطيء في نظرته المثالية الى النزاع. ولكن اسرائيل مخطئة اكثر لانه بدلا من النهج القومي، تتصرف حسب النهج المسيحاني. اوباما، مثل كثيرين في اليسار، يغمض عينيه، على هذا المستوى او ذاك، امام المخاطر التي في الفصل، ولكن اليمين الاسرائيلي، وحكومة اسرائيل ايضا، يغمضون العيون امام خطر الدولة ثنائية القومية.

 

          الحل هو في قول نعم لصيغة كيري، بقدر ما تتضمن التفاصيل التي تسربت في الاشهر الاخيرة – اسرائيل كدولة يهودية، عدم اخلاء مستوطنين، الحفاظ على التواجد الامني في غور الاردن، وحل مشكلة اللاجئين، خارج حدود اسرائيل. وعلى فرض أن هذا لن ينجح، لا مفر من الفصل احادي الجانب، بشكل يأخذ بالحسبان اخطاء فك الارتباط من جهة، ولكن يمنح الفلسطينيين كيان سياسي متواصل. هذا ليس الاتجاه الافضل، ولكن بين النهج المثالي لاوباما والنهج المسيحاني لليمين – هذا هو الخيار الاقل سوء.