خبر يفضل التوجه الى تسوية مرحلية- اسرائيل اليوم

الساعة 11:42 ص|04 مارس 2014

بقلم: دان مرغليت

انفجر لغمان جانبيان في طريق نتنياهو الى البيت الابيض. أما الاول فاستعمله براك اوباما الذي هدد في مقابلته الصحفية مع جفري غولدبرغ بألا يحمي اسرائيل اذا ما دفعت الى عزلة دولية؛ وكان الثاني في النبأ المنشور الذي جاء من القدس والذي بين انه زاد الشروع في البناء في المستوطنات في السنة الماضية بنحو من 120 بالمئة. ومن العجيب ان الجميع فوجئوا من اختيار اوباما ان يعلن آراءه قبل حديثه الى رئيس الوزراء وحدهما بوقت قصير جدا، وبعدم حذر الحكومة التي مكنت من توسيع البناء بصورة مفرطة بدل ان تحرص على بناء تحت رقابة ذاتية.

من الممكن ان يستقبل اوباما ابو مازن حينما يصل واشنطن في الايام القريبة بمقابلة صحفية مشابهة. لكن سؤال دان مريدور امس لماذا يتهم العالم نتنياهو لا أبو مازن هو سؤال صحيح. وكرر حاييم رامون أمس على مسامع دافيد فيستوم في القناة الاولى سخافة ان الاعتراف الفلسطيني باسرائيل كدولة يهودية غير ضروري وكأن ذلك ليس هو الاعلان الذي يضع حدا لـ "حق العودة" والمطالب من اسرائيل.

 

          ان كل تأمل متزن يدل على ان أبو مازن رافض للسلام مع اهود باراك واهود اولمرت بل مع زهافا غلئون التي سافرت أمس الى رام الله وسمعت منه مرة اخرى انه يطلب الافراج عن ارهابيين يفوق عددهم ما تقرر، ولم تسأله ما كان ينبغي سؤاله: لماذا؟ لكن من الواضح انه اذا لم يكن أبو مازن يريد سلام الدولتين للشعبين فليس من المؤكد ان يكون نتنياهو معنيا به. واسهل على زعماء العالم بحسب تراثهم التاريخي وبازاء علاقات القوى على الارض ان يوجهوا الدعاوى على من يمثل اليهود.

 

          والمشكلة هي ان الاسرائيليين يسهمون في انتقاد اجراءاتهم لان كل انسان يدرك انه لا امكان للتوصل الآن الى اتفاق دائم. ولا يوجد من يدرك ذلك بصورة افضل من عقل اليسار الخصب الدكتور يوسي بيلين الذي دعا امس في هذه الصحيفة الى السعي الى تسوية مرحلية. ولذلك ليس من المفهوم لماذا لا يمنح الائتلاف في اليمين الحكومي نتنياهو حرية العمل لاظهار قدر اكبر من السخاء الكلامي والعملي والحيلي والتكتيكي كي يحسم في الجولة الحالية المواجهة في مسألة "من المذنب"، لصالح اسرائيل – كما كان الامر في ايام باراك واولمرت.

 

          مم الخوف؟ هل من ان يرضى أبو مازن ويصنع سلاما يقوم على دولتين للشعبين؟ هذا للاسف الشديد خوف فارغ. بيد ان اليمين يرسل نتنياهو الى معركة سياسية تقريبا في الرأي العام لانه ليس عند قادته وحاخاميه ونشطائه اللطف والدهاء واللين والحنكة المطلوبة للكشف عن حقيقة الخصم – وهي تلك الصفات الموجودة عند القيادة الفلسطينية التي تمنح أبو مازن حبلا طويلا.

 

          تدفع اسرائيل في الظروف التي نشأت الى عزلة دولية مقلقة. لكن نتنياهو يستطيع ان يتوصل الى تفاهم مع اوباما الذي هو رئيس اعظم قوة صديقة عرفتها اسرائيل في تاريخها وستبقى عظيمة القوة ايضا بعد انتهاء فترة ولايته. وفي الاختيار بين نفتالي بينيت ونتنياهو سيخدم نتنياهو اسرائيل خدمة طيبة اذا جعل التعاون مع الرئيس الامريكي يسبق التحادث مع وزير الاقتصاد الذي يعلم هو ايضا ذلك.