تحليل ماذا يعني حظر أنشطة « حماس » وكيف سيؤثر على « غزة »..؟

الساعة 11:06 ص|04 مارس 2014

غزة

تباينت آراء محللون سياسيون وإقتتصاديون حول تداعيات قرار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بحظر جميع أنشطة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأراضي المصرية، فمنهم من رأى بالقرار بداية لمرحلة جديدة من التشدد  ضد حركة حماس وأهالي قطاع غزة، ومنهم من رأى بالقرار مجرد "فرقعة إعلامية" لن تزيد من المعاناة التي يعيشها القطاع والأزمات والتي تعاني منها حركة (حماس).

ودخلت العلاقة بين حركة حماس والنظام الجديد الحاكم في مصر نفقاً مظلماً، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، والإطاحة بنظام الإخوان المسلمين الذي تنتمي له حركة حماس وتتبنى فكره الأيديولوجي.

"فلسطين اليوم" استطلعت آراء عدد من المحللين السياسيين والاقتصاديين حول تداعيات القرار المصري القاضي بحظر أنشطة حركة "حماس"، وتأثيرات القرار على الوضع المعيشي للسكان في قطاع غزة السياسية والاقتصادية والمدنية، كما طرحت عدد من التساؤلات حول الملفات الفلسطينية التي ترعاها المخابرات المصرية كملف المصالحة ورعايته لملف التهدئة بين فصائل المقاومة والجانب الإسرائيلي.

المحلل السياسي أكرم عطالله رأى أن القرار المصري بحظر أنشطة حركة حماس مجرد "فرقعة إعلامية" لن ترتقي لاتخاذ إجراءات فعلية؛ أكثر تأثيراً مما هي عليه الأوضاع التي يفرضها الجانب المصري على القطاع.

وأكد عطالله أن الجانب المصري أتخذ قرار تصعيدي غير رسمي ضد حماس بعد أحداث 30/ يونيو وعزل الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين والذي تنتمي له حماس، "حركة حماس لم تتورط بالشأن الميداني أو السياسي المصري، ولكنها وقعت منذ اللحظات الأولى للأحداث المصرية التي قلبت الحكم في كمين الفخ الإيديولوجي لارتباطها بالإخوان المسلمين وجرى عليها ما جرى من تصعيد على الإخوان".

وقال :"القرار المصري لن يزيد حماس وقطاع غزة أزمات وإنما سيعمل على شرعنة الإجراءات العملية التي تتخذها مصر تجاه حماس وقطاع غزة؛ فالقرار يعني شرعنة تدمير الأنفاق ومنع قيادات حماس من المرور عبر الأراضي المصرية فضلا عن التواجد فيها".

وحول الملفات التي ترعاها المخابرات المصرية توقع عطالله أن تستمر مصر في رعاية الملفات وإتمام البرتوكولات التي وقعت سابقاً "وذلك بهدف أن مصر تريد أن يكون لها دور قومي في المنقطة، وموطأ قدم في القضية الفلسطينية".

 

تأثيرات كبيرة

المحلل السياسي الاقتصادي محسن أبو رمضان أختلف مع سابقه في التداعيات السياسية والاقتصادية على قطاع غزة، حيث رأى من الناحية الاقتصادية أن القرار سينعكس بالسلب على حركة حماس وقطاع غزة بشكل عام.

وتوقع أبو رمضان أن تشتد الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأن يؤثر ذلك على المواطن في غزة بشكل سلبي للغاية، حيث ستشتد الحملات الأمنية الهادفة لتدمير الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة، وستتوقف أية مقترحات اقتصادية من شانها تعزيز الاقتصاد في قطاع غزة أو التخفيف من آثار الحصار الإسرائيلي.

وأشار أن الجانب المصري سيضطر إلى الالتزام بالبرتوكولات الموقعة مسبقاً كإلتزامة بإدخال مواد البناء  للمشاريع القطرية.

وحول تداعيات القرار على فتح معبر رفح توقع أن يشهد حالة غير مسبوقة من الإغلاقات المتكررة، ومنع أية تحركات لعناصر من محسوبين على حركة حماس بالعبور من المعبر.

ودعا ابو رمضان حركة حماس والفصائل الفلسطينية لتكثيف المبادرات التي تهدف لنزع فتيل التوتر والاحتقان مع النظام المصري الحاكم؛ نظراً لتداعيات الاحتقان والتلاسن على مصير العلاقة التاريخية وتأثيرها على سكان قطاع غزة بالسلب، مطالباً حركة حماس باتخاذ قرارات أكثر جرأة في التعاطي مع الملف السياسي المصري كالاعتراف بنتائج أحداث 30/يونيو.

 

الاسوأ لم يأت بعد

أما المحلل السياسي د. حسن عبدو فقال :"الأسوأ في قرار حظر أنشطة حركة حماس في الأراضي المصرية لم يأت بعد، الاسوا مزيداً من العزلة السياسية للحكومة في غزة، مزيداً من الحصار، والتضييق على حركة حماس".

وأوضح عبدو ان قررا الحظر يعتبر فاصل سيئ في تاريخ العلاقات الفلسطينية – المصرية، ومرحلة متوترة للعلاقة بين حركة حماس والنظام المصري المناهض للإخوان المسلمين وفكرهم، مشيراً أن تأثيرات القرار ستطال عدد من الملفات الفلسطينية المرتبطة بالجانب المصري حيث توقع عبدو أن يصاب ملف المصالحة الفلسطينية ومصير ملف التهدئة بجمود من الطرف المصري.

كما وتوقع أنه على الرغم من الجمود الذي سيطرأ على ملف المصالحة ورعاية ملف التهدئة أن يلتزم النظام المصري الحاكم برعايته للملفين؛ نظراً للتفويض العربي الجامع لمصر في تولي الملفين، وللروابط الجغرافية والتاريخية التي تربط مصر مع فلسطين.

وكخطوة لنزع فتيل التوتر في العلاقة بين حركة حماس والنظام المصري الحاكم وتأثيرات تلك العلاقة على سكان قطاع غزة، دعا عبدو الفصائل الفلسطينية لترتيب البيت الفلسطيني على عجل والتوجه للنظام المصري وتحسين صورة قطاع غزة التي شوهها الإعلام المصري وحاولها إظهارها على أنها مرتع للمخربين والإرهابيين التي تهدد الأمن القومي المصري.

كما ودعا حركة حماس إلى محاولة نزع فتيل التوتر بالعلاقة مع النظام المصري الحاكم، وضرورة ان تبادر في تلك الخطوة عبر قرارات إيجابية جريئة وفتح حوار شامل مع النظام المصري الحاكم.