خبر جماعة الضغط لأجل دولة اسرائيل- هآرتس

الساعة 08:55 ص|03 مارس 2014

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: إن اكثرية الشعب الاسرائيلي من اليمين والوسط واليسار تؤيد دولة تختلف عن الدولة التي تريدها جماعة الضغط لاجل ارض اسرائيل - المصدر).

 

إن السفير الامريكي هو إبن بيت عندنا. فهو لم يبدُ مُهانا أو مصدوما من لقائه مع اعضاء جماعة الضغط لاجل ارض اسرائيل. قبل اسبوع فقط نشرت جماعة الضغط اعلانا ينذر بنيامين نتنياهو بـ "مخاوفها من وقف البناء في يهودا والسامرة"، ولم يحدث شيء. فقد مسح رئيس الوزراء رشاش الريق عن وجنتيه واتجه الى الهجوم على الغرب لعدم قدرته على القيادة. إن جماعة الضغط واعضاءها يتصرفون وكأنهم يمثلون اكثر مواطني اسرائيل وكأن لرأيهم صدى عاما قويا.

 

إن هذه الجماعة التي يشارك فيها وزراء ونواب وزراء ورئيس الائتلاف الحكومي و"لآليء برلمانية اخرى"، من اوريت ستروك الى دافيد روتم، تحاول أن تدافع عن اكبر مظلمة تمت في اسرائيل وهي الاستيطان. وستروك التي تبدو مثل موبخة على الباب، تمثل جماعة متطرفة من مستوطني الخليل

 

المتطرفين. ومن الجدير بالذكر أن اليمين في الحكم لكنه وصل اليه بمساعدة لعبة مضللة من نتنياهو. فوجه الليكود ليس هو وجه داني دنون ويريف لفين فقد صوت مؤيدو نهجهما بأجمعهم للبيت اليهودي. ومن المثير للاهتمام أن نرى جماعة الضغط مع قادتها وعلمها وبرنامجها تتجه الى محكمة الشعب ولا تختبيء وراء ظهر رئيس الوزراء.

 

صحيح أنه بسبب أبعاد الصراع، والشعور الديني الذي أخذ يقوى وجو عدم التسامح، اصبح يوجد قدر اكبر من العداء للعرب مهما كانوا ومنهم عرب اسرائيل. ويستغل مقاولو الغوغائية والشعبوية هذه الحقيقة المؤلمة للضغط على الشعب وقادته كي لا يوافقوا على تسوية مع الفلسطينيين لأن "العرب هم العرب".

 

لكن ليس لجماعة الضغط أي أمل ما عدا تقوية الكراهية. لأن ميزان القوى في اسرائيل ليس بين نتنياهو ودنون. إن ميزان القوى عالمي وفيه متغيرات سياسية خارجية واقتصادية. فمن أراد التمسك بستروك وشركائها فلن يفضي باسرائيل الى أي مكان لأن التنديد باسرائيل سيتسع ولن يوقف أحد مقادير معارضة اسرائيل الدولية كما يمثلونها. ولا يوجد في الشعب في الداخل تأييد حقيقي لاتجاهات جماعة الضغط. إن لها تأييدا في حلقات متدينة عقائدية لكن أنصار اليمين والوسط واليسار في انحاء البلاد يريدون دولة مختلفة: طبيعية ومتزنة وباحثة عن السلام. وحينما يتحدث موشيه فايغلين عن "حقنا في الصلاة في جبل الهيكل"، لا يدرك أن معارضة ذلك تنبع من عدم الحق في الصلاة بل من تصور أعم، لمجموع الغضب الذي سيثور بسبب شأن غير جوهري ليست له أية صلة بـ "حقنا في هذا البلد"، بل بحكمتنا في تدبير افعالنا.

 

يحاول المستوطنون ومؤيدوهم أن يُجلسوا على مقعد المتهمات: الولايات المتحدة واوروبا ومسيرة اوسلو وجهاز القضاء. ومن المثير للاهتمام أن المتهم يثور على متهميه ويتجهم وكأنه يمثل معيار الحكم. تستطيع جماعة الضغط لاجل ارض اسرائيل أن تسمى باسم جماعة الضغط المضادة لدولة اسرائيل اليهودية الديمقراطية لأن ناسها يدافعون عن اعمال المستوطنات ويؤيدون كل مبادرة عنصرية ويحتجون على الادارة الامريكية وعلى مواقفها.

 

لكن المهتمين بدولة اسرائيل وصورة عيشها وقيمها وبسياسة اجتماعية اكثر عدالة وبتربية وثقافة تعددية بقدر المستطاع، كثيرون. ويرى كل هؤلاء كيف نجح اليمين في مسيرته الاستيطانية في منع تسوية سياسية مهمة وضرورية.

 

ينبغي لنتنياهو أن يدرك أنه في ذروة تمرد عليه؛ لا تمرد قيمي بل تمرد انتخابات تمهيدية وتمرد غوغائي. فيجب على رئيس الوزراء أن يقرر أهو زعيم أم باحث عن البقاء لا أثر له.

 

لكن اجراءات نتنياهو لا توحي للرأي العام الذي يؤيد التسوية. فينبغي أن نقول بصوت جهير إننا نحن ومئات الآلاف الآخرين – نحن جماعة الضغط الحقيقية لاجل وجود دولة اسرائيل وتثبيت أسسها.