خبر لقاء نتنياهـو وأوباما الثلاثاء سيقـرر مصـير الجهـود الأميركية بالمنطقة

الساعة 06:27 ص|02 مارس 2014

وكالات

توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، الى واشنطن لعقد لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما يفترض ان يحدد مستقبل عملية السلام الشرق أوسطية.

وسيطغى موضوعان رئيسيان على زيارة نتنياهو يتعلقان بمصير المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين مع اقتراب الموعد الأقصى المحدد في 29 نيسان للتوصل الى مشروع اتفاق، والملف النووي الإيراني.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" قبل أيام نقلا عن مسؤولين أميركيين كبار ان "أوباما سيلح على نتنياهو للقبول باتفاق إطار حول المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية يعمل على صياغته حالياً وزير الخارجية جون كيري".

ويفترض ان تفضي محادثات السلام التي استؤنفت في تموز 2013 بعد ثلاث سنوات من التوقف بحلول نهاية نيسان الى "اتفاق إطار" يرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية تتناول مسائل "الوضع النهائي" اي الحدود والمستوطنات اليهودية والأمن ووضع مدينة القدس واللاجئين الفلسطينيين.

لكن المحادثات لم تسجل اي تقدم ملموس، فيما اعلن جون كيري ان المباحثات بين الطرفين ستتواصل على الأرجح بعد الأشهر التسعة المحددة.

وقال ايتان جيلبوا خبير العلاقات الأميركية الإسرائيلية في جامعة بار ايلان لوكالة فرانس برس إن "اللقاء بين نتنياهو وأوباما حاسم وسيحدد إطار المفاوضات المقبلة".

وأضاف إن "ما يأمله كيري وأوباما هو الحصول من نتنياهو على موافقة ما على الوثيقة"، ورأى أن هناك "احتمالاً كبيراً جداً" ان يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي عليها بدلاً من أن يتحمل مسؤولية فشل المفاوضات.

والرسالة الرئيسية التي يحملها "بيبي" نتنياهو هي أن إسرائيل تحلت حتى الآن بالمرونة وان الوقت حان لمطالبة الفلسطينيين بالأمر نفسه.

وصرح مسؤول حكومي إسرائيلي كبير لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه "نريد ان تنجح العملية التي بدأت مع كيري لكن ذلك بكل تأكيد غير منوط بنا فقط".

وأضاف محذراً "في نهاية المطاف فان هذه العملية لن تنجح الا اذا كان الفلسطينيون مستعدين ليكونوا مبدعين ومرنين".

لكن الفلسطينيين يعارضون اي تمديد للمفاوضات مع "إسرائيل" بعد استحقاق 29 نيسان .

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الخميس لوكالة فرانس برس تعقيبا على تصريحات كيري التي أكد فيها ان المفاوضات قد تتواصل إلى ما بعد نهاية نيسان "لا معنى لتمديد المفاوضات حتى ولو لساعة واحدة إضافية إذا استمرت إسرائيل ممثلة بحكومتها الحالية بالتنكر للقانون الدولي".

وأضاف "لا يوجد شريك في إسرائيل ملتزم بالسلام الحقيقي ولا بالقانون الدولي والشرعية الدولية"، مشيرا الى انه "لو كان هناك شريك ملتزم لما احتجنا تسع ساعات لإنجاز الاتفاق".

والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيلتقي أوباما في 17 آذار في واشنطن، اخذ علما مؤخرا بفشل الدبلوماسية الأميركية "حتى الآن" واصفا الأفكار التي تقدمت بها واشنطن بأنها "غير مقبولة".

كما يرفض الفلسطينيون خصوصا مطلب إسرائيل الاعتراف بها "كدولة يهودية" باعتبار ان ذلك يمس "بحق العودة" للاجئين الفلسطينيين وبتاريخ الشعب الفلسطيني.

وقد جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي من هذا الاعتراف عنصرا أساسياً في اي اتفاق سلام.

بالإضافة الى ذلك، يطالب نتنياهو في حال اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، بالحفاظ على انتشار عسكري إسرائيلي بعيد الأمد في منطقة غور الأردن على طول الحدود مع الأردن مستبعدا ترك مسؤولية الأمن في هذه المنطقة لقوة دولية وافق الفلسطينيون على وجودها او لقوة فلسطينية إسرائيلية مشتركة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون بشكل قاطع باعتباره استمرارا للاحتلال وانتقاصا من سيادتهم.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن أوباما ينوي التدخل مباشرة في عملية التسوية ودفع نتنياهو الى قبول "الاتفاق-الإطار" الأميركي عندما يستقبله الاثنين في البيت الأبيض.

ولفت نمرود غورن رئيس معهد الأبحاث المتعلقة بالسياسات الخارجية الإسرائيلية الى "أن قسما كبيرا من المحادثات الجارية في الكواليس ستكرس لما يجب إعطاؤه كمقابل للسيد عباس كي يكون بإمكانه قبول الوثيقة (الأميركية) التي لم تعد تبدو إيجابية جدا بنظره".

وأضاف متسائلاً: إن "الفلسطينيين يجب أن يحصلوا على شيء ما من الأميركيين لكن على ماذا سيحصلون ويكون مقبولاً بالنسبة لنتنياهو؟".

والثلاثاء سيكون بمقدور نتنياهو أيضاً التركيز كلياً على الأزمة النووية الإيرانية عندما سيتكلم في المؤتمر السنوي لأبرز مجموعة ضغط أميركية مؤيدة لإسرائيل "اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة" (إيباك).

وقال جيلبوا "إن إسرائيل قلقة لما سيحصل بعد الاتفاق المرحلي الذي ينتهي في 20 تموز وتود معرفة ما ستفعله الولايات المتحدة"، في إشارة الى اتفاق الأشهر الستة بين طهران والقوى العظمى لوقف بعض أنشطة البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف محدود للعقوبات المفروضة على طهران.

ولفت نمرود غورن إلى أن "نتنياهو قد يسعى الى تشديد موقف إيباك بشأن الملف الإيراني لإبقاء الضغط على إدارة أوباما في ما يتعلق بإيران".