تحليل خلافات « فتح » تؤثر سلباً على القضية الفلسطينية ولا بد من حلها

الساعة 06:44 م|01 مارس 2014

غزة

رأى محللان سياسيان أن الخلافات الداخلية لحركة فتح والتي خرجت للعلن عبر وسائل الاعلام سيكون لها تأثير سلبي على القضية الفلسطينية باعتبار أن حركة فتح هي الحركة الأم للقضية الفلسطينية، وأكدا على ضرورة تسوية الخلافات وفق ما هو متبع داخل مؤسسات الحركة والقانون بعيداً عن شخصنة الخلافات.

من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ناجي شراب لـ "فلسطين اليوم"، على أن حركة فتح ليست مجرد حركة عادية وإنما هي حركة تمثل أحد الركائز والدعامات الأساسية التي قادت العملية النضالية الفلسطينية وحملت لواء الثورة وقادت خيار المفاوضات، وهذا لا يعني التقليل من شأن الفصائل الفلسطينية الأخرى.

وقال "أن الخلافات التي نشهدها في حركة فتح وبدأت تخرج  للحيز الاعلامي كان الاصل أن يتم تسويتها في إطار الحركة نفسها وعبر القنوات القانونية والمؤسساتية.

وأضاف بان هذه الخلافات لها تداعيات سلبية وخطيرة، من ناحيتين، الأولى على حركة فتح نفسها فقد تؤدي هذه الخلافات لحالة من الانشقاقات السياسية وهي ظاهرة عامة في كل الحركات، ولسنا بعيدين عن هذه الظاهرة وهذا قد يضعف فتح.

الناحية الثانية ، على مستقبل القضية الفلسطينية ، فالذي يقود المفاوضات هي حركة فتح وتمثل المفاوضات حالة توظيف لعناصر القوة الداخلية والخارجية ، وأن هذه الخلافات سوف تلقي بضلالها على إضعاف الكينونة الفلسطينية.

وأكد على أن هذه الخلافات ستكون سبباً رئيسياً في تراجع ، موضحاً أنه بقدر ما تكون حركة فتح قوية يكون البناء والخيار السياسي قوياً.

وأكد د. شراب على ضرورة أن يتم تسوية الخلافات داخل أطر الحركة نفسها وعبر القنوات القانونية والمؤسساتية، مستذكراً الخلافات التي طرأت على حركة فتح عام 1982 وكيف تجاوزتها لانها كانت قوية، بفعل القانون المتأصل في الحركة وهو قانون "المحبة"، والذي يغيب عنها في هذه الأوقات.

ولفت شراب إلى ان الجميع في فتح يؤكد على حرصه على حركة فتح، ولكن الخطاب الإعلامي يخالف ذلك إضافة إلى التصنيفات والتوصيفات ووضع معايير جديدة للانتماء والولاء للحركة التي يجري الحديث عنها. مؤكداً في الوقت ذاته على أن حركة فتح قادرة على تسوية الخلافات.

وأوضح أن التنظيم القوي هو الذي يستيطع أن يحتضن أبنائه أكثر من دفعهم عنه. وقال " طالما أن حركة فتح هي الأم ، فدائما الام صدرها يتسع لكل أبنائها ولا يضيق بمجموعة منهم.

وأضاف أن حركة فتح بحاجة الآن لإعادة هيكلة تنظيمها ، وإعادة تقييم طبيعة علاقاتها الداخلية على المستوى الفلسطيني. مع الأخذ بالاعتبار أن البيئة السياسية الفلسطينية الحالية لم تعد هي نفس البيئة التي عملت فيها حركة فتح قبل عقود مضت.
لافتاص إلى أن البيئة اليوم متحركة ومتغيرة وبرزت قوى سياسية كبيرة جداً مثل حركة حماس، والتي لا يستطيع أحد أن ينكر بانها أصبحت ركيزة أساسية. إضافة إلى أن المواطن أصبح لديه القدرة على التمييز والتقييم وينبغي أن يؤخذ في الاعتبار معايير الاحتكام التي لم تعد كما كانت عليه في السابق.

وأشار إلى ان ما يجري في فتح حالياً يثير القلق الشديد ، فالخلافات ترجمت لخلافات شخصية، وأصبح هناك أزمة في تواصل الأجيال في حركة فتح وهوية فتح، بحيث أصبحت هوية فتح محل تساؤول.

وقال:" قد يعارض البعض ما أطرحه، لكني أؤكد على ضرورة عدم شخصنة ما يجري في فتح، وأن يبقى المعيار الأسياسي هو الانتماء والولاء لفتح وليس المعايير الشخصانية والبعيدة عن المؤسساتية والموضوعية.

وفي نفس السياق ، أكد الكاتب مصطفى ابراهيم، لـ "فلسطين اليوم" أن ما يجري من خلاف فتحاوي ينعكس سلباً على القضية الفلسطينية كون "فتح" هي حركة كبيرو والأم للقضية، وعلى حركة فتح نفسها، خاصة وان عضو اللجنة المركزية المفصول محمد دحلان له تأثير كبير في قطاع غزة ومناطق أخرى خارج القطاع.

وقال " بالرغم من أن اللجنة المركزية تحاول التقليل من هذا الخلاف مع دحلان، لكنَّ هذا الخلاف أصبح واضحاً وعميقاً ويزداد ، وفي نفس الوقت أسبابه مختلف عليها ما بين خلاف سياسي أو خلاف شخصي.

وأضاف أن تعنت رئيس حركة فتح "محمود عباس" واللجنة المركزية تجاه البحث في موضوع دحلان ومحاكمته على حسب الادعاءت التي وجهت إليه يؤثر على وحد الحركة.

وأكد أن جهود حركة فتح كلها منصبة على إعادة البيت الفتحاوي ولذلك نجد تغييرات كثيرة في قياداتها في غزة، وهذا يجعل من الخلاف عاملاً يحد من التفرغ للنضال ضد الاحتلال.

ورأى إبراهيم بأن الخلافات في فتح ظاهرة رغم محاولات "فتح الرسمية" التقليل من قيمتها مؤكدا انه يمكن حلها داخل أطر الحركة نفسها والعمل على تقوية الحركة الأمر الذي سينعكس على القضية الفلسطينية.