خبر معتز وشحه ... أختار الشهادة ورفض تسليم نفسه للأنذال

الساعة 04:52 م|28 فبراير 2014

رام الله

لم تجد والدة الشهيد معتز وشحه من بلدة بيرزيت القريبة من رام الله كلمات تودعه بها سوى " الله يرضى عليك يما ... أنت اليوم عريس... اليوم عرسك يما"، وحينما حاولت رفع العلم الذي غطى وجهه لتودعه وداعها الأخير منعها أبنائها، فالمشهد أقسى أن تتحمله.

معتز وشحه، استشهد يوم أمس في بيته بعد قيام قوات الاحتلال بمحاصرته لأكثر من تسع ساعات بعد أن رفض تسليم نفسه، و حينما تمكنوا منه أطلق الضابط المسؤول عن العملية الرصاص عليه من مسافة الصفر ...14 رصاصة أخترقت رأسه فكان أن تفجر رأسه بالكامل.

و في التفاصيل كما ترويها الوالدة التي كانت أقوى ممن حضر لمواساتها:" كان قراره بإن لا يسلم نفسه لهم ... قال لن أسلم نفسي للأنذال... قرر أن يستشهد فهنيئا له بها ".

وقالت:" أقتحموا المنزل الساعة السادسة فجرا، وعبر مكبرات الصوت طلبوا منا جميعا أن نخرج من المنزل، وحينما خرجنا أكتشفنا أنهم كانوا قد هدموا الطابق الأول من المنزل و حرقوا الشقة القريبة علينا، وما أن خرجنا حتى قيدوا أبنائي جميعا و طلبوا منا أن نسلم معتز".

و تتابع الأم:" قلنا لهم أننا لا نعرف أن معتز بالبيت أم أنه خرج حينما خرجنا جميعا، الضابط أصر أن لديه معلومات أنه لا يزال بالبيت،ـ طلب مني أن أطلب منه الخروج، بالفعل صرخت بأعلى صوته "هي يا معتز أطلع يما" إلا أنه لم يخرج".

في هذه الأثناء كان الخوف يمنع جنود الإحتلال من الدخول إلى المنزل، فقاموا بقصه بالصواريخ و القذائق و أطلقوا القنابل بداخله مما أدى إلى إحتراقه بالكامل، فطلب قوات الاحتلال من الدفاع المدني الفلسطين بالدخول لإخماد الحريق و الطلب من معتز تسليم نفسه، إلا أنه رفض أيضا.

يقول شقيقه رامز:" رفض معتز تسليم نفسه دخل إليه عمال الإطفائية ثلاث مرات و في كل مرة يرفض تسليم نفسه، قال لهم " أنا لا أسلم نفسي للأنذال" و فضل الشهادة بعزة و كرامه".

و تتهم قوات الإحتلال الشهيد معتز  بإنه يقف وراء سلسلة من عمليات إطلاق النار على قوات الإحتلال على الحواجز و على الطريق الواصل ما بين نابلس و رام الله.

وكان معتز أعتقل أكثر من من مرة، بتهم مختلفة كلها عنوانها "مقاومة الإحتلال، و أكثر من ذلك كان معتز من الشباب الناشط في المقاومة الشعبية، فكان يتواجد كل أسبوع في المسيرات المناهضة للجدار و مصادرة الأراضي لصالح الإستيطان في مناطق التماس.

ومعتز هو الأبن الخامس للعائلة، و التي أعتبرت ان قوات الاحتلال و منذ البداية كانت تقصد قتل معتز، كما يقول شقيقه رامز:" طلبنا منهم أن ندخل و نخرجه معنا و لم يوافق الجنود، و لما كنا نقول لهم كل هذه القوات لإعتقال معتز كانوا يضحكون".

وخلف الإحتلال ورائه بيت من ثلاث طبقات مهدم ومحروق بالكامل، إلا أن الوالدة لم تكترث بتعب سنوات عمرها في بناء المنزل لأبنائها و من ضمنه شقة معتز الذي كان ينهي بنائها إستعدادا للزواج من فتاه أحبها من مدينة القدس.

تقول الوالدة:" حرقوا البيت و هدموه ... لا يهمنا سنبني غيره... البنا بتعوض ولكن معت اللي ما بتعوض ... ولكن الله يرحمه هو أختار أن يزف شهيدا و أنا أحترم قراره و لن أحزن عليه سأنظر كل يوم إلى صورته و أقول "الله يرضى عليك يما".