خبر ليسوا أسياد العالم.. هآرتس

الساعة 04:52 م|28 فبراير 2014

بقلم: يوئيل ماركوس

          (المضمون: السؤال الذي على جدول الاعمال لا يزال كيف نحن والفلسطينيين يمكننا ان نعيش بسلام وفي تقسيم عادل لما كان ذات مرة فلسطين - المصدر).

          عندما احتد دافيد روتم هذا الاسبوع على السفير الامريكي وقال له: "متى كنتم في أي مرة الى جانب اسرائيل"، ذكرني ببلاتو شارون، الذي توجه الى مقاعد العمل في الكنيست بقول لا ينسى: "ماذا فعلتم للدولة". لقد كان يلزم لشخص مطلوب من شرطة فرنسا ووجد هنا ملجأ بفضل رحمة مناحم بيغن والحصانة التي توفرت له كنائب قدرا كبيرا من الوقاحة كي يتحدث بالشكل الذي تحدث فيه.

          صحيح أن بيغن نفسه أغرق ذات مرة السفير الامريكي بقوله "لسنا إمعاتكم"، ولكن هذه هي ذات أمريكا التي ساعدتنا في حرب يوم الغفران بقطار جوي وبتحقيق تسوية سلمية بعد ذلك على حد سواء. فمنا الكبير لا يهدأ ولا يصمت منذئذ وحتى اليوم. نفتالي بينيت، الفم الكبير بحد ذاته، قال فقط الاسبوع الماضي في مقابلة مع البي.بي.سي ان "اليهود كانوا في بلاد اسرائيل قبل أن يصل البريطانيون الى بريطانيا بوقت طويل". تورية بائسة لتصريحات بنجامين دزرائيلي في البرلمان البريطاني، "عندما كتب اجدادي كتب "التناخ" (التوراة والانبياء والاسفار) كان اجدادكم يتسلقون الاشجار. وبن غوريون في حينه تلفظ بجملة مشابهة، دون أن يذكر المصدر.

          من الصعب التصديق باننا لا نزال نحارب حرب دون كيشوت على حقيقة اننا يهود ودولتنا يهودية. عندما أقرت الامم المتحدة مشروع التقسيم، جرى الحديث عن دولة يهودية، وكانت الولايات المتحدة أول من اعترف بها. لا حاجة لدحرجة كلمات زائدة على ما اجتزناه منذ قيام الدولة. السؤال الذي على جدول الاعمال لا يزال كيف نحن والفلسطينيين يمكننا ان نعيش بسلام وفي تقسيم عادل لما كان ذات مرة فلسطين. سواء صدفة أم بغير الصدفة فان القوتين العظميين اللتين ساهمتا أكثر من الجميع في تعزيز القوة العسكرية لاسرائيل هما الولايات المتحدة وألمانيا. فمؤامرة الصمت بيننا وبين الولايات المتحدة قائمة بسبب قوة تصويت الصوت اليهودي، القيم المشتركة وكون اسرائيل ذخر استراتيجي وسوي العقل في المنطقة ذات النفوذ الاسلامي المتطرف وانطلاقا من التفكير بانها ستعرف كيف تؤدي دورها في تلطيف حدة الجنون الاقليمي.

          وماذا يحرك المانيا؟ نحن نعتقد انه بسبب الكارثة فاننا نستحق كل شيء، ولكن يوجد حد لمشاعر الذنب لديها. فالجيل الذي رأى وعانى آخذ في التقلص. ومع أن المانيا حققت التزام المستشار أديناور لبن غوريون في اللقاء في فندق ولدروف استوريا في نيويورك في 1960، لضمان أمن اسرائيل اضافة الى اموال التعويض؛ تلقينا منها دبابات من طراز باتون، التي فرضت فرنسا الصديقة الاكبر حظرا علينا فيها، ساعدتنا في اقامة مصنع صب ضخم لبناء دباباتنا، وفوق كل شيء تلقينا ولا نزال نتلقى منها غواصات حديثة ذات مدى واقعي لمخاطر الساعة والمستقبل.

          لقد ولدت انجيلا ميركل في تموز 1954 في هامبورغ، بعد تسع سنوات من الحرب. جيلها لم يشهد من مصدر أول لا هتلر ولا الكارثة. وليس كمارغريت تاتشر التي لقبت بالمرأة الحديدية، تبدو ميركل في ولايتها الثالثة كمستشارة اكثر مما كخالة لطيفة اصبحت زعيمة رائدة وقوية. لديها يد وساق وتحكم في كل المنظمات الهامة، بما في ذلك "هذا الشولتس، رئيس البرلمان الاوروبي"، الذي اغضبت كلمته بالالمانية في الكنيست بينيت.

          ان "زعامتها القوية والقيمية ليست أقل أهمية من زعامة امريكا، ونفوذها في اوروبا لا يقدر بالذهب؛ فلولاها، قال دبلوماسي اسرائيلي، كانوا سيمزقون لنا الوجه. من ميركل لم نسمع ابدا اي ذكر بانه يجب ممارسة الضغط علينا او التخلص من بيبي. وليس فقط لا تؤيد المقاطعة الاقتصادية على اسرائيل، بل وايضا في بادرة خاصة عرضت علينا خدمة قنصلية في دول ليس لاسرائيل معها علاقات دبلوماسية. البشرى الطيبة من زيارتها هنا هي ان لا توجد أزمة عميقة بين بيبي وميركل. البشرى السيئة (في نظر زعماء اسرائيل) هي ان ميركل واوباما على حد سواء يعتقدان بانه حان الوقت للقرار. مع كل الاحترام لنا، نحن مع ذلك لسنا أسياد العالم.