خبر الديمقراطية في ذكراها 45: اتفاق إطار كيري لن ينجز تسوية سياسية شاملة ومتوازنة

الساعة 03:54 م|27 فبراير 2014

غزة

 

نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مهرجان انطلاقتها المركزي الخامسة والأربعين، اليوم الخميس في ساحة الشيخ زايد بشمال قطاع غزة، بحضور الآلاف من جماهير شعبنا وقيادات القوى الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية والنقابية والقطاعات النسوية والشبابية والعمالية ومؤسسات المجتمع المدني والمخاتير والوجهاء في محافظة شمال قطاع غزة، يتقدمهم قيادة الجبهة الديمقراطية في قطاع غزة.

رفعت خلال المهرجان الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الديمقراطية وزينت ساحة المهرجان برايات الجبهة وصور شهدائها وأسراها وقادة مسيرتها الوطنية. وانطلق المهرجان الجماهيري المركزي الحاشد بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء الشعب والثورة الفلسطينية.

وبدأ عريف المهرجان الرفيق رأفت عسلية بالترحيب بالحضور وإطلاق شعارات حماسية ألهبت صدور الحاضرين إلى العرس الجبهاوي في شمال قطاع غزة وتوجيه التحية إلى شهداء وأسرى ومناضلي الجبهة الديمقراطية ومقاتلي كتائب المقاومة الوطنية وعموم شعبنا، ناقلاً تحيات الأمين العام الرفيق نايف حواتمة إلى الحشد الجماهيري الكبير بالعيد الخامس والأربعين للجبهة الديمقراطية.

وقال عسلية: خمسة وأربعون عاماً من النضال المعمد بالدماء الزكية للآلاف من الشهداء، وعذابات الجرحى والأسرى، تحت راية برنامج العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس. نلتقي اليوم لإحياء ذكرى الانطلاقة وشعبنا الفلسطيني رغم تضحياته الجسام لا زال يرزح تحت الاحتلال، وقضيتنا الوطنية تمر في منعطف خطير.

وحذر أيمن أبو الحصين عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، من اتفاق إطار كيري الذي ينحاز بشكل كامل لصالح العدو الإسرائيلي ويتنكر للقانون الدولي وكافة قرارات الشرعية الدولية ولا يمكن أن ينجز مشروع تسوية سياسية شاملة ومتوازنة بما يفتح الطريق أمام استمرار المفاوضات إلى ما لا نهاية.

ودعا أبو الحصين في الكلمة المركزية للجبهة الديمقراطية إلى العمل المشترك مع جميع القوى والهيئات والنقابات والشخصيات والمرأة والشباب على أوسع قواسم مشتركة لأجل مطالبة قيادة السلطة بوقف المفاوضات العبثية الجارية والعودة لرحاب الإجماع الوطني ورفض التمديد للمفاوضات حتى عام 2015 أو الدخول في مفاوضات جديدة مع الجانب الإسرائيلي قبل توفير متطلباتها الضرورية، وقف شامل للاستيطان في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 67 بما فيها القدس، رعاية دولية لهذه المفاوضات تحت إشراف الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بديلاً للانفراد الأمريكي.

وأكد أن استئناف المفاوضات الجارية بدون تلبية متطلباتها، خروج عن موقف الإجماع الوطني، التي أكدت أنه لا عودة للمفاوضات بدون وقف شامل للاستيطان ودون الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية بحدود 4 حزيران 67 والقدس الشرقية عاصمة لها وإطلاق سراح الأسرى، واعتماد قرارات الشرعية الدولية مرجعية للمفاوضات والعمل على تنفيذها وعودة اللاجئين.

وحفاظاً الحقوق والمصالح الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، دعا القيادي في الجبهة الديمقراطية الرئيس محمود عباس وقيادة السلطة الفلسطينية لمواصلة العمل على تدويل القضية الفلسطينية عبر مواصلة الهجوم الكفاحي السياسي والدبلوماسي من أجل تأمين عضوية دولة فلسطين في وكالات وأجهزة ومؤسسات ومواثيق الأمم المتحدة والاتفاقات المنبثقة عنها.

ودعا الرفيق أيمن أبو الحصين إلى وضع حد للانقسام العبثي، وأثاره المدمرة على النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال والتصدي للخطة الأمريكية الإسرائيلية، مما يملي على الجميع تطبيق المبادرة التي اطلقتها اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية في عام 2014 والتي دعت حكومة حماس في غزة لتقديم استقالتها فوراً يليها استقالة حكومة السلطة الفلسطينية في رام الله، فيما يبادر الرئيس عباس لتشكيل حكومة التوافق الوطني برئاسته عملاً باتفاق الإجماع الوطني في 4 أيار 2011 وتفاهمات شباط/ فبراير 2013، وتقع على عاتقها حل القضايا العالقة بالانقسام وتداعياته والإشراف على الانتخابات ونزاهتها برعاية عربية دولية ومؤسسات المجتمع المدني، على أن يتم دعوة الإطار القيادي الفلسطيني المؤقت تحت مظلة م. ت. ف. إلى الاجتماع لوضع الآليات اللازمة لذلك وتحديد سقف زمني للانتخابات فيما يصدر الرئيس مرسومين أولهما تشكيل حكومة التوافق الوطني والثاني الدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية بالتمثيل النسبي الكامل وبالسقف الزمني.

وفي ذات السياق، جدد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية دعوته لإصلاحات وطنية ديمقراطية جذرية لأوضاع م. ت. ف. بما في ذلك إجراء انتخابات للمجلس الوطني الجديد وفق نظام التمثيل النسبي الكامل ينبثق عنه مجلس مركزي ولجنة تنفيذية جديدان، لاستعادة الدور القيادي الجماعي لـ م. ت. ف. واحترام قراراتها بدل تحويلها إلى قرارات ذات طابع استشاري بعدما جرى بشكل منهجي تعطيلها على أيدي مكونات الرئاسة.

وأكد أبو الحصين على حق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والاستيطان بكافة أشكال المقاومة ورفع وتيرة النضال ضد النشاطات الاستيطانية والعمل على تشكيل جبهة مقاومة شعبية في جميع المناطق المهددة بالاستيطان، وتشكيل لجان حراسة لحماية الأراضي والأهالي من اعتداءات زعران الاحتلال.

ودعا إلى رفع مستوى النضال السياسي والاجتماعي والنقابي من أجل دفع الحكومة الفلسطينية إلى إعادة نظر جذرية بسياستها الاجتماعية – الاقتصادية والتوجه نحو اقتصاد صمود بالدرجة الرئيسية يوجه الموارد المالية المتاحة لتعزيز صمود المواطنين.

وحمل أبو الحصين حكومتي الحمد الله في الضفة وهنية في غزة مسؤولية تفاقم الاوضاع الحياتية والمعيشية وانتهاك الحريات العامة والديمقراطية في الضفة الغربية وقطاع غزة جراء السياسة الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي تتبعهما الحكومتين. داعياً الحكومتين إلى تحمل مسؤولياتهما في معالجة تلك الأوضاع بدعم المزارعين جراء المنخفض الجوي العميق الذي ضرب قطاع غزة وسياسة الاحتلال في منعهم من الوصول إلى أراضيهم شمال وشرق القطاع وكذلك الصيادين في عرض بحر غزة، وبإنصاف ضحايا الانقسام ومعالجة مشكلات الفقر والبطالة وغلاء الأسعار وإبعاد المرفق الأساسية عن التجاذبات السياسية للحكومتين مثل الكهرباء والأمور الصحية والتعليمية والاجتماعية، وعدم التضييق على الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان وتوفير مقومات صموده على أرضه.

ورحب بانجازات الحركة الأسيرة ودورها في فضح ممارسات الاحتلال. كما رحب بإطلاق أسرى ما قبل العام 1993 على اعتبار انه انجاز وطني. لافتاً إلى الدور الطليعي للأسير سامر العيساوي الذي أغنى تجربة الحركة الأسيرة وقدمها في نموذج فريد من البذل والعطاء والتضحية وفضح سياسات إدارة السجون الإسرائيلية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان الفلسطيني.

وجدد دعوته إلى تحييد المخيمات الفلسطينية بشكل خاص والتجمعات الفلسطينية في البلدان العربية بشكل عام عن الصراعات الداخلية، وعلى حق أبناء شعبنا في الشتات بالعيش الكريم ورفض التوطين وحقهم بالعودة لديارهم التي شردوا منها وفق القرار 194 ورفضهم للمشاريع البديلة لحق العودة. كما وجه التحية إلى أهلنا الصامدين في مناطق الـ48 في وجه السياسات العنصرية لحكومة نتنياهو ودفاعهم عن حقوقهم القومية.

ودعا القيادي في الجبهة الديمقراطية أيمن أبو الحصين إلى موقف حاسم وموحد ومنسجم لمنع تقليصات خدمات الوكالة بما يضمن مشاركة جماهيرية في صياغة خطط العمل ومراقبتها لمكافحة الفساد، وضرورة تصعيد الحركة المطلبية للدفاع عن حقوق العاملين في الوكالة والوقوف صفاً واحداً في وجه صلف إدارتها وسياستها الاستعلائية مع مطالب هؤلاء العاملين والدفاع عن حقوق المهجرين من مخيمات سوريا إلى لبنان، وإعادة بناء مخيم نهر البارد.

من جهته، هنأ نبيل دياب عضو اللجنة الحركية للمبادرة الوطنية في كلمة القوى الوطنية والإسلامية، الجبهة الديمقراطية لذكرى انطلاقتها الـ45 مشيداً بالدور النضالي والكفاحي المبادر للجبهة منذ انطلاقتها في الثاني والعشرين من شباط/ فبراير 1969، وهي التي جمعت بين المقاومة المسلحة والنضال الجماهيري وجسدت العمل الوحدوي. موجهاً التحية إلى الأمين العام للجبهة الرفيق نايف حواتمة وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية.

ورحب بالمبادرة التي أطلقتها الجبهة الديمقراطية الداعية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية نحو انجاز الحرية والعودة والاستقلال. داعياً الى وقف المفاوضات في صيغتها الحالية ورفض اتفاق كيري باعتباره مضيعة للحقوق الوطنية الفلسطينية.