خبر خصوصا والجيش الاسرائيلي في ذروته- هآرتس

الساعة 09:51 ص|27 فبراير 2014

بقلم: آري شبيط

(المضمون: إن الشرق الاوسط الجديد والجيش الاسرائيلي الجديد قد صاغا حالة استراتيجية جديدة تُمكن اسرائيل من التقدم بمبادرة سياسية لانهاء الاحتلال والجيش في ذروة قوته خاصة - المصدر).

 

إن اسرائيل هي التي هاجمت قافلة حزب الله على الحدود بين سوريا ولبنان في مساء يوم الاثنين حسب ما تقول مجلة "التايم". فبعد الهجمات الست الغامضة في 2013 جاء الهجوم الغامض الاول في 2014، وتقول المجلة إن حزب الله حاول مرة اخرى أن ينقل سلاحا محكما من سوريا المنهارة الى لبنان التي تزداد قوة، وحصلت الاستخبارات الاسرائيلية مرة اخرى على معلومات دقيقة عن العملية السرية. واستعمل سلاح الجو الاسرائيلي المعلومات مرة اخرى ليعمل بصورة دقيقة وليحبط العملية. وبرغم أن هذا عدوان اسرائيلي في ظاهر الامر على سيادة الدول المجاورة فان أحدا لم يفتح فمه سوى ما كان من رد حزب الله. فيبدو أن الشرق الاوسط الجديد مضطر الى التسليم بحقيقة أن الجيش الاسرائيلي الجديد يفعل في أنحائه ما يشاء.

 

هل هو شرق اوسط جديد؟ أجل. كانوا يزعمون على الصهيونية منذ مئة سنة أنها تنشيء كيانا مصنوعا برعاية الاستعمار الغربي. وجاء الربيع العربي فأصبح فوضى عربية، وبرهن على أن الكيان المصنوع الذي أُنشيء برعاية الاستعمار الغربي أصبح دولة للشعب العربي على الخصوص. وانظروا الى أنه لم يعد يوجد عراقيون ولا سوريون ولا لبنانيون ولا ليبيون. ولم يعد يوجد معنى للنظام الاقليمي الذي صاغه مارك سايكس وجورج بيكو قبل 98 سنة. فمصر وحدها لها هوية وطنية قوية ولا يبقى سوى نظم الحكم الملكية العربية في حين لم يعد اكثر الدول العربية القومية العلمانية الحديثة تؤدي عملها وكذلك ايضا اكثر الجيوش العربية الحديثة.

 

وقد عُلق التهديد القديم باجتياح عسكري عربي للدولة اليهودية، فقد عُدمت القدرة العربية على مواجهة التفوق العسكري الاسرائيلي. والشرق الاوسط الجديد منظومة غير مستقرة تعمل فيها القوى الاقليمية غير العربية (اسرائيل وتركيا وايران) بصورة حرة جدا في داخل المنطقة العربية، لأن القومية العربية لم تعد تقف في طريقها.

 

هل هو جيش اسرائيلي جديد؟ أجل. كان جيش رئيس هيئة الاركان غابي اشكنازي عضليا كثيرا ومدربا كثيرا ومتقلصا. وقد ميزه اكثر من كل شيء الخوف من التفكير والخوف من الكلام والخوف من العمل. لكن جيش بني غانتس يختلف تمام الاختلاف. فقد أصبحت الروح العامة تحت قيادة واحدة من افضل ما كان عندنا من هيئات القيادة العامة، أصبح هو التفكير الحر والكلام النقي والعمل النشيط. ولأنهم في مكتب رئيس هيئة الاركان ما عادوا يشغلون أنفسهم بالتآمر الفعال على المستوى السياسي وتخويف القيادة العسكرية فقد أصبح يوجد وقت فراغ لبناء القوة واستعمالها بصورة حكيمة.

 

إن الثورة الهادئة التي تجري في سلاح جو أمير ايشل والثورة الهادئة التي تجري في استخبارات أفيف كوخافي تمنحان الجيش الاسرائيلي قدرات لم يسبق لها مثيل يحققها مرة بعد اخرى. فبعد التقصير الأدائي على عهد دان حلوتس وبعد التقصير القيمي على عهد اشكنازي جاءت سنوات الشفاء والقوة لغانتس. فقد أصبح الجيش بهدوء شديد وبلا غرور وبلا تدخل في السياسة يفعل ما يفترض أن يفعله. وهو يستغل المزايا الراسخة لدولة اسرائيل ليهييء لها قوة دفاعية قادرة على العمل بصورة دقيقة ساحقة.

 

إن الشرق الاوسط الجديد والجيش الاسرائيلي الجديد يصوغان حالة استراتيجية جديدة. كانت اسرائيل في الماضي ترفض أي انسحاب بسبب الخوف من دخول جيوش عربية الى يهودا والسامرة. وكانت اسرائيل ترفض في الماضي انهاء الاحتلال لأن الانسحاب تحت النيران كان يمكن أن يشجع هجمات نيران اخرى. لكن المحيط الجغرافي السياسي الجديد والهدوء النسبي وتفوق الجيش العسكري تتيح فرصة ذهبية. فهي تُمكن من المخاطرة وادارة الأخطار صدورا عن القوة والثقة بالنفس. ويُحتاج الى مبادرة سياسية لضمان حرية عمل سلاح الجو الحالية، مهما يكن في هذا من

 

المفارقة. ويُحتاج الى تعميق الشرعية الدولية لتحصين الأمن القومي خاصة. إن قدرات الجيش الاسرائيلي تُمكن وتوجب ايضا التحرك نحو انهاء الاحتلال.