خبر قدس الشلل .. معاريف

الساعة 11:34 ص|26 فبراير 2014

 

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: اسرائيل فقدت الحرم. بل فقدت ايضا القدرة على أن تغير في شيء الوضع الراهن الغريب الذي نشأ هناك والذي يمنح سيطرة مطلقة للاوقاف. وفقدت ايضا القدرة على اجراء نقاش موضوعي عن الحرم - المصدر).

الخطأ التاريخي بدأ منذئذ، في صيف 1967. فعلى مدى اشهر قليلة انتقل الحرم الى ادارة الحاخامية العسكرية. موشيه دايان، في حينه وزير الدفاع، قرر نقل النطاق الى سيطرة الاوقاف. منذئذ وحتى اليوم تعززت سيطرة الاوقاف فقط. كل محاولة لموطيء قدم يهودي في المكان الاكثر قدسية لليهود اصبحت متعذرة. هذا مغيظ، هذا مثير، هذا غير عادل. ولكن مع خطأ تاريخي واحد، ومئات ملايين المسلمين الاخرين في المحيط، كل ما يتبقى هو الحفاظ على التوازن الدقيق. من المضحك بعض الشيء، والادق المحزن، الحديث عن "الاحتلال" الاسرائيلي او عن سيادة يهودية في القدس، عندما تكون السيطرة الاسرائيلية في النطاق هي مثل سيطرة السويد في النطاق.   

وبين هذا وذاك ينفذ رجال الاوقاف حفريات في باطن الحرم، في ظل التخوف من تدمير الاثار. هذه المرة ليس هذا ادعاء اليمين غريب الاطوار. هذا ادعاء انضم اليه الكثير من المفكرين، بمن فيهم أ. ب يهوشع وعاموس عوز. الفلسطينيون يعرفون بان في موضوع الحرم، اسرائيل تخاف من ظل نفسها. وبالتالي فهم يفعلون ما يشاءون.

وحتى هذا لا يجدي نفعا. حتى قبل قيام الدولة كان المفتي، الحاج امين الحسيني هو الذي جعل القدس بؤرة تحريضه. وليس مهما أن منذئذ لم يكن لليهود اي سيطرة على الحرم، فهو اتهمهم بالمؤامرات. وهذا لم يتوقف. في العقد الاخير يدور الحديث عن الشيخ رائد صلاح، الذي يضع القدس في رأس كفاحه الشرير ضد اسرائيل، ويكرر الادعاءات عن سيطرة اليهود على الاقصى.

أمس كان هذا النائب موشيه فايغلين هو الذي بادر الى النقاش على الحرم. فرد الشباب الفلسطينيون بالاضطرابات التي انتهت هذه المرة دون ضحايا بشرية. رئيسة ميرتس، زهافا غلئون، اتهمت فايغلين بـ "الاستفزاز الديني". لا يذكر انها قالت ذات مرة اقوالا مشابهة عن صلاح. رغم أن لا حاجة للعطف على فايغلين من أجل ان نعرف بانه بين الاثنين، المحرض والمنفر هو صلاح.

رد فعل غلئون مشوق. لانه يكشف، مرة اخرى، عن العنصرية الخفية لاولئك الذين يخيل لهم انهم متنورون. وهذا تقريبا مثل اتهام فتاة بانها اغتصبت لانها كانت تسير وهي ترتدي لباسا مكشوفا بعض الشيء. ثمة اضطرابات وفايغلين مذنب، فقط لانه طلب اجراء نقاش؟ أهذا جدي؟ حسب هذا المنطق، محظور الحديث عن اخلاء بؤر استيطانية، لان من الواضح أن فتيان من التلال سيردون بـشارة الثمن.

هذا ليس فقط يعني أن اسرائيل فقدت الحرم. بل فقدت ايضا القدرة على أن تغير في شيء الوضع الراهن الغريب الذي نشأ هناك والذي يمنح سيطرة مطلقة للاوقاف. وفقدت ايضا القدرة على اجراء نقاش موضوعي عن الحرم. فواضح مسبقا ان سلسلة من المحرضين، مثل المفتي اياه، مثل صلاح اليوم، ينتظرون وهم يحملون اعواد الثقاب، على أمل اضرام شعلة كبيرة.

يحتمل أن يكون الحديث يدور عن خوف عابث. يحتمل الا يكونوا قادرن على اشعال اي شيء. ولكن من الواضح انهم سيحاولون. وهذا التخوف شال تماما. الزعرنة تنتصر. هكذا بحيث أنه من المجدي النظر الى الواقع البشع في عينيه. لا توجد مدينة موحدة. يوجد فصل حتى دون جدار فصل. ولا سيادة اسرائيلية على الحرم لان اسرائيل تنازلت عنها بعد لحظة من تحرير الحرم. ولا يوجد اي احتمال للتغير لانه يوجد خوف جدي من شعلة هائلة.

نوعامي شيمر، التي كتبت "قدس الذهب" ضمت في الصيغة الاولى الكلمات "ولا بوق في الحرم". بعد اسابيع قليلة من اطلاق القصيدة لاول مرة، في العام 1967، حررت القدس. فأضافت شيمر الكلمات، "بوق يدعو في الحرم".

 

وتبين أن الاضافة لم تنجح في اختبار الواقع. يبدو أن ثمة حاجة منذ الان الى تعديل ثالث.