خلال ندوة فكرية تأصيلية نظمتها جامعة فلسطين بغزة

خبر الفصائل تدعو لفتح ملف منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها

الساعة 10:53 ص|26 فبراير 2014

غزة

 

دعا ممثلون عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية وباحثون بضرورة فتح ملف منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دورهاـ وإعادة الاعتبار لمؤسساتها المختلفة باعتبارها المظلة التي تجمع الكل الفلسطيني والحاضنة للمشروع الوطني والسياسي.

وطالب هؤلاء بالإسراع في إنهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الفلسطينية والاستفادة من تجربة منظمة التحرير التي أسسها الراحل الدكتور احمد الشقيري في بداية مسيرتها الوحدوية، وتصديها لكافة التحديات التي واجهت طريقها. مؤكدين على أن كل المحاولات التي نشأت للالتفاف على المنظمة لن تشكل بديلا عنها، وأنها الطريق الوحيد لتجسيد الوحدة الفلسطينية في ظل وصول السلطة إلى طريق مسدود في مشروع التسوية والمفاوضات المتعثرة.

جاء ذلك في ندوة فكرية تأصيلية بعنوان" منظمة التحرير الفلسطينية: الفكرة والمسار والمستقبل" نظمتها كلية الإعلام والاتصال في جامعة فلسطين بالتعاون مع مركز التخطيط الفلسطيني في قاعة حيفا بمقرها وسط قطاع غزة، بحضور قادة الفصائل واكاديمين وشخصيات وطنية وطلاب وطالبات الكلية، بمناسبة ذكرى رحيل الدكتور والقائد أحمد الشقيري الـ ( 34) التي تصادف اليوم 26-فبراير.

وقال د. حسين أبو شنب عميد كلية الإعلام والاتصال" اخترنا ذكرى رحيل الشقيري لإعادة التواصل التاريخي مع الأجيال، والتأكيد على إحياء منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت لسنوات طويلة مظلة الفلسطينين، لنبقى مستمرين في النضال والطريق الذي خطه القادة والشهداء بدمائهم الزكية، خلف المنظمة التي  رفعت المنظمة شعار(وحدة وطنية، تعبئة وجودية و تغيير) وهو ما نحتاجه اليوم في مناهجنا التربوية الوطنية التي تعالت فيها مفردات التخوين والتهويل والفئوية وزادها الانقسام مما فقدت قدسيتها. وقال أن جامعة فلسطين سبّاقة إلى ربط الأجيال بتاريخهم وجمع الفصائل ولقائهم بأجيال المستقبل.

وطالب الجميع أن يتمسكوا بوصية الشقيري حين ودّع الجميع بقوله" أيها الرجال اصعدوا إلى قمم الجبال .. النصر آت"." احرصوا على مكتسبات المنظمة: جيش التحرير، الصندوق القومي والاتحادات الشعبية".

وقال جميل المجدلاوي القيادي في الجبهة الشعبية الفلسطينية، أن فكرة منظمة التحرير بدأت بقرار فلسطيني وليس قرارًا عربيًا ، وكانت عنوانًا للهوية والشخصية والحضور الفلسطيني رغم كافة المحاولات للنيل منها".  وأشار أنها مرت بمحطات متعددة أهمها برنامج النقاط العشرة الذي أسس للتراجعات السياسية، على حد قوله، ثم مبادرة السلام ثم وجود السلطة الفلسطينية.

و أكد المجدلاوي على أهمية استمرار منظمة التحرير عنوان لتجسيد الصمود والحفاظ على الهوية والثقافة الفلسطينية, وقال" ان المفاوضات خطيرة وضارةـ وتوقيع أي اتفاق جريمة بحق الشعب الفلسطيني، منوهًا إلى أن الحل للخروج من الأزمة يتمثل في إعادة وتوسيع مساحة الاشتباك مع العدو الإسرائيلي على كافة الأصعدة دون إسقاط خيار المقاومة.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم أبراش إلى انه بعد حصول فلسطين على دولة مراقب في الأمم المتحدة تراجع الاهتمام بمنظمة التحرير في ظل تعثر مشروع التسوية والمفاوضات مع العدو الإسرائيلي.

وتساءل ابراش لماذا لا تقوم فصائل المنظمة الموجودة فيها حاليا باستنهاض نفسها وتقوية مواقفها؟، ثم تتجه إلى الفصائل الأخرى كحماس والجهاد للدخول فيها؟ .

وقال" الفصائل لا تريد ان تصحح مسار المنظمة، ولا تريد للمفاوضات ان تتوقف" مشيرًا انه لا توجد إرادة حقيقية لاستنهاض المنظمة، لوجود طرفين احدهما يراهن على مشروع التسوية والمفاوضات والأخر على مشروع الإسلام السياسي المرتبط بالخارج. داعيًا إلى العودة إلى بناء منظمة التحرير وتفعيل دورها باستلهام تجربة الولادة للمنظمة حيث كانت منذ بدء تأسيسها تتحصن بالمستقلين من كافة الفصائل .

من جهته ، قال د. احمد يوسف القيادي في حركة المقاومة الاسلامية(حماس) "منذ تأسيس المنظمة لم تكن فكرة الانضمام لها ضمن نقاشاتنا، وهذا لا يعني إننا كنا مختلقين عليها، كان عملنا ينصب على الدعوة والتربية والتكوين ولم نتفرغ للعمل السياسي" .

وأضاف انه في الأعوام أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات جرت لقاءات شاركت فيها قيادات من حركتي فتح وحماس، والرئيس الراحل ياسر عرفات في السودان والقاهرة وعمان بهدف التوصل لتفاهمات حول دخول حركة حماس لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلا أن تباعد المواقف حول نسبة التمثيل حالت دون تحقيق ذلك".

وقال " منذ إعلان القاهرة في 2005م، ووثيقة الوفاق الوطني 2006م، واتفاق مكة 2007م، واتفاق المصالحة في 2011م. لم تتوقف عملية إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير - كي تعبر عن الكل الوطني والإسلامي. ولكن ظل هذا الباب موصداً ولم تُنفذ أيٌّ من هذه الاتفاقيات ".

وأكد يوسف على ان مطلوب العمل سويا على المحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني والجلوس على توافق وطني لتجسيد الوحدة التي أوصى بها الشقيري حيث قال" أرجوك أنت وإخواننا في النضال أن تُنصبوا أنفسكم حُرَّاساً على القضية الفلسطينية.... وأن تداوموا على نُصح إخواننا الذين ألقت المقادير بين أيديهم تولي زمام القيادة الفلسطينية أن لا يفرطوا بأي شبر من وطننا المقدس".

وتحدث خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عن موقف حركته من المنظمة قائلًا " لا نرى بُد من دخول جميع القوى الفلسطينية في المنظمةـ بما فيها حركته، ولكن على أسس يتفق عليها الجميع. معلقًا " فهي ليست باصًا نركب فيه دون أن نعرف أهدافنا ووجهتنا:". 

وأشار كنا ولا نزال من أوائل المدافعين عن المنظمة فهي مكسب لكل الفلسطينيين.

ودعا إلى شراكة وطنية بعيدًا عن التهميش والإقصاء والاستئثار بالقرار الوطني، وذلك من خلال إعادة الاعتبار للمنظمة والاتفاق على مؤتمر وطني على قاعدة إننا شعب تحت الاحتلال ويجب قتاله، "حينها سنكون شركاء في المنظمة" يقول البطش. ويضيف" أدعو حركة حماس للرد على حول موعد قدوم عزام الأحمد إلى غزة، لإنشاء حكومة توافق وطني وقطع الطريق على مخططات جون كيري" .

وقال الكاتب والباحث ناهض زقوت، مدير عام المركز القومي للدراسات أن منظمة التحرير شكلت محطة مفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني على المستوى الفكري والسياسي والنضالي، وتعتبر من الانجازات الهامة للفلسطينيين".

وأشار عمر شلايل السفير الفلسطيني السابق في السودان" أن تأسيس المنظمة فتح بابًا للأمل والحرية لشعبنا رغم كل الصعوبات والتحدياتـ؟، وأنها كانت على الدوام ترسخ شارة النصر القريب لكل الاشبال والزهرات والفلسطينيين في الشتات والأراضي الفلسطينية".

وقالت د. مريم ابو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" تربينا على هتاف الشقيري الوطني وشعارته التي جمعت الكل الفلسطيني" وسنبقى حريصين على وحدتنا وان منظمة التحرير ليست ملكا لفصيل بعينه، علينا اعادة الاعتبار لها بصياغة مناهجنا الفلسطينية وتضمينها فصلا عن المنظمة لتدريسه في مدارسنا وجامعاتنا، خاصة في منهاج التربية الوطنية وحماية المنظمة والمشروع الوطني وحقوق اللاجئين من اجل مواجهة التحديات.

وقال د. ابراهيم المصري الباحث والأكاديمي ان الشقيري ظلم كثيرا في التاريخ الفلسطيني، وأنه يتم الاشارة اليه باشارات عابرة فقط، على الرغم من انه شخصية قيادية ديمقراطية عبقرية. وأثنى على جامعة فلسطين التي نظمت الندوة لاستذكاره وتاريخ المنظمة. 

وقدم القيادي في الجبهة الديمقراطية صالح ناصر ود. صلاح ابو ركبة القيادي في الجبهة العربية لتحرير فلسطين، وفريح أبو مدين وزير العدل السابق أوراق عمل أكدوا فيها على دور الشقيري في تأسيس الكيان الفلسطيني الاول للشعب الفلسطيني. مؤكدين على اهمية استرجاع دورها واعادة الاعتبار لمؤسساتها.

وقال الدكتور خالد ابو شعبان ممثل مركز التخطيط الفلسطيني أن المركز يبذل جهود حاليا لتثقيف الجيل الشاب بتاريخه وقضيته الفلسطينية وانه يعد دورات في التثقيف السياسي لاعادة ربط الشباب بقضيتهم وتوعيتهم وتعبئتهم وطنيا، في ظل تراجع ثقة هذا الجيل بقيادته ومؤسساته الوطنية مثنيًا على دور الجامعة في المبادرة والتنسيق لعقد هذه الأنشطة والفعاليات.