تقرير مستحضرات تجميل مغشوشة ومقلدة على أرصفة الشوارع بغزة

الساعة 09:05 ص|26 فبراير 2014

غزة _تقرير

لا يمكن أن تستغني أي امرأة عن مستحضرات التجميل الخاصة بها، فتختلف بين أنواعها وفوائدها للبشرة فمنها للشد والتبيض وإزالة البقع, ويكون لها نصيب كبير من اهتمامها، وتتصارع عليها كبرى الشركات لتصنيعها، وترويجها بمختلف الأسعار طبقاً لجودتها, ولكن المفارقة أن مستحضرات التجميل في قطاع غزة لها وضع مختلف, فهي رخيصة لدرجة تثير الشكوك, ومكانها أرصفة الشوارع في مدينة غزة, والمذهل أن ما هو موجود تحمل أسماء ماركات عالمية.

تلجأ النساء إلى مستحضرات التجميل المصفوفة على طرقات الشوارع في غزة, وعلى الأرصفة ربما لسعرها الرخيص و دون ان تخشى من مضارها وما قد تسببه من مشاكل للبشرة على المدى البعيد , وخاصة انها مقلدة ومغشوشة , وخلال هذا التقرير سنلقي الضوء على هذه المستحضرات.

أضرت ببشرتي

المواطنة هديل الحلو ( 27 عاماً ) هي واحدة من النساء التي تستخدم المكياج بشكل يومي خاصة إنها موظفة ولا تخرج من البيت الا وتضع المكياج تقول لـ" فلسطين اليوم" :" لا يكاد يمر يوم واحد الا واستخدم المكياج خاصة انني اعمل موظفة ولا يمكن ان اخرج من البيت الا واضع المكياج على وجهي بشكل دائماً".

وتضيف: عندما اذهب إلى السوق لشراء بعض الملابس اشتري المكياج فأقوم بشرائها من إحدى البسطات الموجودة على جانب الطرقات وتتابع بالقول:" أتشريها بشكل كبير وتكلفني مبالغ كبير من المال شهرياً بما يعادل 400 شيكل لأن المكياج له اثر جميلة على وجه المرأة.

وأشارت الى انه بعد فترة من الزمن شعرت بنوع من الحرق والتآكل في وجهها مما دفعها الى الفرك بوجهها بشكل جنوني حتى يزول الالم مما دفعها الى التوجه للطبيب حتى تعرف مم تعاني قائلة :" عندما ذهبت الى الطبيب اخبرني ان هذا الالم نتيجة وضع مكياج مخلوط ومقلد وهو يؤدي الى التسبب بأمراض في بعض الأحيان.

وأوضح إلى انها اضطرت لشراء الدواء الذي كتبه الطبيب له وعدم وضع مكياج على وجهها خلال فترة العلاج, وعدم شرائه إلا من المحلات المعروفة بمستحضرات التجميل الأصلية منها حتى لا تتعرض لأمراض في المستقبل.

تسببت بتشوه في الوجه

أما غادة الشامي (24 عاماً ) فتقول لـــ" فلسطين اليوم" عندما اذهب الى شراء مستحضرات التجميل لا انظر الى نوعها او هي مقلدة او اصلية بل الى سعرها فإذا وجدتها رخيصة الثمن فاشتريها لانني لا املك الكثير من المال لاجل شراء أحسن الأنواع من المكياج.

وأضافت بالقول:" ولكن تبين لي بعد فترة من الزمن ان معظم المكياج الذي يباع على البساطة وبعض المحلات وتكون رخيصة الثمن بشكل كبير وهي مقلدة ومضرة بالبشرة للمرأة بشكل كبير وله نتائج قد تؤدي الى تشويه الوجه وتابعت ان معظم المصانع التي تعمل على تصنيع مستحضرات التجميل بغزة هي غير صالحة للاستخدام لانها لا تخضع للمواصفات والمعايير الطبية التي لا تؤثر على الوجه.

وبينت انها أصبحت تشتري مستحضرات التجميل الاجنبية رغم ارتفاع ثمنها فهي تكتفي بشراء بعض الانواع وطالبت الجهات المختصة بالعمل على تشكيل لجنة لمراقبة جميع محلات بيع المكياج وفرض رقابة صارمة على أصحاب البساطة والمحلات من خلال حملات مفاجأة لهم.

الذنب ليس ذنبنا

خالد ( 17 عاماً ) الذي يعمل على بيع مستحضرات التجميل "المكياج " على بسطة له في احد شوارع غزة أكد لـــ" فلسطين اليوم" انه يعمل على شراء جميع مستحضرات التجميل بكافة انواعها من احد التجار في السوق بثمن رخيص نوعاً ما ثم يعمل على بيعها على بسطة له في احد الشوارع.

ويتابع بالقول :" اعمل على بيعها لكافة المارة في الشارع ولا اعلم ان كانت من المستحضرات المقلدة او الاصلية لافتا انه لا يعلم تسببها بمشاكل في الوجه وان بعض تلك المواد تحتوي على مواد كيميائية خلال عملية تصنيعها ، وأشار الى انه يعرف العديد من المحلات غير المرخصة أصلا وتعمل في غزة وهناك العديد من أدوات المكياج التي كان بعض التجار يحضرها من مصر الى غزة عبر الانفاق وهي غير صحية.

وقال خالد انه لا يتحمل أي ذنب في ذلك بل هو يعمل على جلبها من السوق ثم بيعها على البسطة التي يمتلكها لافتا إلى انه على الجهة المختصة ان تحاسب التجار وأصحاب المصانع بدلا من تشويه سمعة أصحاب البسطات الذين لا ذنب لهم.

تسبب الأمراض على المدى البعيد

في حين أوضح استشاري امراض الجلدية في مستشفى الخدمة العامة الدكتور ماجد الريس ان مستحضرات التجميل المقلدة وفي أحيان أخرى تكون المستحضرات الأصلية يتم خلطها بمواد

كيميائية فتسبب أمراضا للمرأة التي تستخدمها وقال لــ" فلسطين اليوم " تبدأ بالتسبب بحساسية عند المرأة او انتفاخ في الوجه وقد تكون مواد مسرطنة حسب نوع المستحضرات المستخدمة.

وأضاف استشاري الامراض الجلدية ان مفعول تلك المستحضرات تكون على المدى البعيد وليس القريب وفي بعض الاحيان يكون المفعول بعد فترة قليلة لا تتعدى الا اياما اذا كانت المستحضرات مخلوطة .

ودعا د. الريس جميع النساء الى التحري عند شراء المستحضرات وخاصة عندما تكون اسعارها قليلة جداً على البسطات في الطرقات مقارنة في الموجودة في المحلات.

نعمل على منعهم

بدوره اكد مسؤول قسم المستحضرات في وزارة الاقتصاد الوطني المهندس نافذ الكحلوت ان وزارتها تملي اهتماما كبيرا لهذا الموضوع من خلال عملية التفتيش المكثفة التي تنفذها دائرة حماية المستهلك في الوزارة سواء على المعابر وحتى الانفاق التي يتم ادخالها الى قطاع غزة.

وتابع وحتى المصانع الداخلية الموجودة في القطاع التي تعمل على تصنيع مستحضرات التجميل تخضع لرقابة شديدة من قبل الوزارة وبخصوص وجود مستحضرات مقلدة في القطاع بشكل كبير في الاسواق فأوضح انه هناك عمليات تزوير للماركات الخاصة بالمستحضرات وخلط بعض المواد المغشوشة ولكن في حالات محدودة ويتم السيطرة عليها وتحويلها للمخالفة الى النيابة حتى يلاقوا جزائهم.

لافتا إلى انه لا بد من المرأة التي تذهب الى شراء تلك المستحضرات ان تتأكد انها اصلية وليست المقلدة وألا تتردد في الاتصال في دائرة حماية المستهلك في الوزارة ضد البائع حتى يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة بحقه.




مستحضرات تجميل


محلات مكياج

 
مستحضرات تجميل


مستحضرات تجميل