خبر حكومة قومية يهودية -هآرتس

الساعة 09:47 ص|25 فبراير 2014

بقلم: أسرة التحرير

هوس القومية اليهودية لا يهدأ. يخيل أن أمرا لا يزعج حكومة اسرائيل، غير الحاجة الى التأكيد المرة تلو الاخرى لهوية اسرائيل اليهودية، سواء من خلال تشكيل هيئات سخيفة مثل مديرية الهوية اليهودية أم باقرار مشاريع قوانين تأمر "بالتربية لتعزيز قيمة اسرائيل كدولة القومية اليهودية" ولكن ليس لا سمح الله من أجل اكساب بعض التعليم اليهودي.

 

في هذه الخطوة عديمة الخجل يتشارك الكثيرون، مثل رئيس البيت اليهودي، نفتالي بينيت. فقد تحدث وزير الاقتصاد أول أمس في ندوة بعنوان "هوية اسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي – نحو نص دستوي؟". وفي الخطاب الذي القاه اوضح بينيت بان هدف مؤيدي مشروع القانون هو جعل مواطني اسرائيل العرب

 

مواطنين من الدرجة الثانية، ليس فقط عمليا، مثلما هم اليوم بسبب التمييز ضدهم، بل وايضا نظريا وحسب القانون. وفضلا عن الكليشيهات القومية العادية – "ينبغي ابداء صفر تسامح تجاه الارادات الوطنية لعرب اسرائيل... تهويد الجليل والنقب يتطابق وقيم الدولة... اذا لم نحصل على الاعتراف (اليهودي)، فستكون للفلسطينيين دولة ونصف، ولنا نصف دولة" – قال بينيت: "محكمة العدل العليا، منذ أهرون باراك، تعمل بثبات على تغيير التوازن وافراغ معنى اليهودية في الدولة. قاموا بثورة مدنية على حساب اليهودية، مثل قرار المحكمة في قضية قعدان".

 

في 1995 رفع الزوجان عادل وايمان قعدان التماسا الى محكمة العدل العليا بعد أن رفض طلبهما ان يقبلا في الجمعية التعاونية كتسير بسبب كونهما عربا. في قرار المحكمة الهام الذي اصدره في اذار 2000، قضاة محكمة العدل العليا قضت المحكمة بان بالذات لان دولة اسرائيل هي يهودية، عليها أن تقدس قيمة المساواة. وكتب الرئيس باراك بان "من قيم اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية لا يفترض على الاطلاق ان تتصرف الدولة بتمييز بين مواطنيها... العكس هو الصحيح: المساواة في الحقوق بين كل الناس في اسرائيل، مهما كان دينهم ومهما كانت قوميتم – تنشأ عن قيم اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية".

 

غير أن اقوال باراك، التي ينبغي أن تشكل الاساس الاخلاقي للدولة اليهودية والديمقراطية، هي في نظر بينيت مثال على "افراغ معنى اليهودية في الدولة". فرئيس البيت اليهودي يفسر مفهوم "يهودي" بشكل ضيق وعنصري، ويسعى الى ان يطبق التمييز المؤطر على كل من لا يتدفق في جسده دم من نوع معين. وعندما يقول بينيت انه "يجب الاشارة الى يهودية الدولة" فانه في واقع الامر يسعى الى الاشارة الى كل من ليس يهوديا ويصمه بوصمة عار. هوسه هو هوس الحكومة الحالية – دحر السكان العرب الى مكانة مواطنين من الدرجة الثانية.