خبر الخيار العسكري لا يزال حيا يركل- هآرتس

الساعة 09:45 ص|25 فبراير 2014

الخيار العسكري لا يزال حيا يركل- هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: الهجوم المخطط له، اذا ما وعندما سينطلق الى حيز التنفيذ سيكون "الفرصة الاخيرة" للخطوات العسكرية، وانه اذا ما فشل سيفقد الجيش السوري الحر، الذي لم ينجح مؤخرا في تسجيل انجازات هامة على الارض، مكانته ودعمه من الخارج - المصدر).

 

في القرى المحاصرة شرقي دمشق وجد المواطنون طريقة جديدة للتغلب على النقص في الغاز. فالى حفرة بحجم ثلاثة امتار بثلاثة امتار، مغطاة النايلون، يلقون ببقايا الغذاء وخروج البهائم، يدفعون بالماء اليها ويغلقونها بمزيد من اغطية النايلون. وفي غضون بضعة ايام تبدأ محتويات الحفرة بالتفاعل، وتخرج شفاطة صغيرة تدخل الى الحفرة الغاز الناشيء ومنها يخرج انبوب مباشرة الى شعلات الغاز التي يطبخ عليها الغذاء.

 

هذه القرى التي توجد في محافظة الغوطة الشرقية، تعرضت لاول مرة للهجوم الكيميائي الذي شنه عليها الجيش السوري في آب 2013 وهي تعيش تحت الحصار منذئذ. وفي الايام الاخيرة اشتد الهجوم السوري على هذه القرى، ولا سيما خوفا من هجوم منسق على دمشق يأتي، حسب التقديرات السورية، من جهة الاردن، عبر الصحراء، حتى العاصمة. وتتعرض البلدات في لواء درعا الجنوبي هي الاخرى للقصف الشديد، الذي يستهدف ردعها من مغبة هجوم ينطلق من الحدود الاردنية.

وحسب تقارير في وسائل الاعلام السورية وفي مواقع المعارضة الالكترونية، فان الاردن يتحول – وربما تحول منذ الان – الى قاعدة العمليات الجديدة لقوات الثوار بدلا من تركيا. وفي كل شهر يتدرب بين 200 و 250 مقاتل في قاعدة التدريب للقوات الخاصة الاردنية قرب مدينة السلط، وتهيء الولايات المتحدة مسارات اقلاع لطائرات تجوال قرب الحدود بين الاردن وسوريا، وفي الاسابيع الاخيرة نقلت السعودية بالطائرات السلاح والذخيرة الذي تم شراؤه في اوكرانيا الى قواعد في الاردن، وبعثت دول الخليج بقوافل عديدة من الغذاء والخيام التي سيسكن فيها لاجئون جدد.

 

كل ذلك كاعداد لهجوم عسكري كبير حسب التقارير اياها سينطلق من الاردن، يجتاز الصحراء ويتطلع للوصول الى دمشق. وقد تشكلت في الاردن قيادة عسكرية لتنسيق الاعمال في سوريا؛ وتنسق الولايات المتحدة، السعودية والاردن فيما بينها شكل ادارة الاعمال، وحسب "واشنطن بوست"، فان الولايات المتحدة والسعودية أعدتا منذ الان قائمة الميليشيات التي يمكنها أن تحصل على السلاح المتطور. ويبدو أنه قبيل زيارة الرئيس اوباما الى السعودية في شهر اذار، وعلى خلفية الانتقاد الحاد الذي وجهته السعودية للادارة الامريكية، سيرغب اوباما في ابداء تصميم عسكري ضد سوريا على الا تكون قوات امريكية مشاركة في القتال على الارض.

 

وحسب هذه التقارير، فان اسرائيل ايضا ساعدت، بشكل نشيط على الاقل، في هجوم واحد لقوات الثوار قبل اربعة اشهر عندما شوشت قواعد الاتصال والاستخبارات في جبل الشيخ أجهزة اتصال الجيش السوري وخطوط الاتصال بين القوات المقاتلة وبين القيادات.

 

وافادت مصادر في الجيش السوري الحر بان الهدف الان هو اقامة "منطقة امنية" داخل الاراضي السورية قبل الحدود الاردنية، تنطلق منها عمليات قوات الثوار. وسيزود هؤلاء بسلاح متطور وبأجهزة اتصال وصلت منذ الان الى المنطقة وستعمل تحت تنسيق واشراف امريكي واردني، بتمويل سعودي. وتربط هذه المصادر بين تنحية سليم ادريس

 

رئيس اركان الجيش السوري الحر والنية الى اقامة هيئة اركان جديدة تحت قيادة عبدالاله النعيمي المقرب من عبدالله ملك الاردن. وسيتعين على رئيس الاركان هذا ايضا ان يوحد عشرات الميليشيات العاملة في منطقة درعا ومحاولة توحيد الوحدات العاملة بشكل مستقل في شمال سوريا وغربها ايضا. وبالمناسبة، فان ادريس نفسه رفض قبول تنحيته، وبعض القادة في الجيش الحر أعلنوا بانهم يواصلون تأييدهم له ولن يقبلوا اي اوامر الا منه. ويبدو أن التنحية جاءت على خلفية جهود ادريس لتنمية علاقات مع قطر، كونه أغاظ السعوديين الذين يمولون الجيش الحر.

 

وهذه الاستعدادات كفيلة بان تشهد بان المعارضة العسكرية لم تمت بعد وان فشل مؤتمر جنيف والفهم بان الحل الدبلوماسي ليس قريبا فقط تبثان فيه روح الحياة. يبدو أن روسيا ايضا قلقة من المبادرة لاحياء الخيار العسكري ولهذا فانها لم تستخدم الفيتو على قرار الامم المتحدة في مسألة المساعدة الانسانية وذلك بهدف "اثبات" نجاح الدبلوماسية. ومع ذلك، يعتقد مندوبو الجيش السوري الحر بان الهجوم المخطط له، اذا ما وعندما سينطلق الى حيز التنفيذ سيكون "الفرصة الاخيرة" للخطوات العسكرية، وانه اذا ما فشل سيفقد الجيش السوري الحر، الذي لم ينجح مؤخرا في تسجيل انجازات هامة على الارض، مكانته ودعمه من الخارج.