خبر طولكرم ودعت شهيدين أحدهما دُفن بجوار شقيقه وآخر ثأر لإيمان حجو

الساعة 11:08 ص|24 فبراير 2014

طولكرم

"اليوم أكتملت فرحتي بإستشهاده كنت أخاف ان أموت قبل أن أطمئن على دفنه كما يليق به" بهذه الكلمات وصفت والدة الإستشهادي مؤيد صلاح الدين من بلدة حزما الواقعة إلى الشمال من مدينة القدس المحتلة شعورها بتسليم رفاته بعد 13 عاما من إحتجازه.

قالت أنه سيدفن إلى جانب شقيقه الشهيد، فحين دفنه في 2006 حرصت على أن تجعل له مكانا بجانبه، و في مقبرة أجداده و أعمامه، و هناك ستطمئن عليه كما حلمت دائما.

مؤيد كان قد أستشهد في نوفمبر- تشرين ثاني من العام 2001 بعد تنفيذيه لعملية إستشهادية في بلدة باقة الغربية في الداخل الفلسطيني المحتل، وقامت سلطات الإحتلال الصهيوني بإحتجاز جثمانه كل هذه السنوات.

تقول والدته لطفية لفلسطين اليوم:" كنت أدعو ربي ليل نهار ان أغلق قبره الذي فتح له منذ اليوم الأول لإستهاده، حين إستشهد قلت لهم يدفن في قبر أخيه حتى يعود و اليوم عاد مؤيد ليكتمل قبرهما بهما".

و تتابع:" أنا رغم الحزن على فراقه، سعيدة أننا سنتمكن من قبره في مقبرة إسلامية وسيكون له قبر معروف نزوره".

الوالدة، و التي كانت تتحدث بكل صبر و إيمان لم تترك الحديث دون أن تصف مؤيد الشاب المؤمن الصائم القائم العابد حافظ القرآن الداعية ذو الأخلاق العالية، قالت هو إستشهادي و ما قام به يتحدث عنه.

مؤيد كان يدرس الهندسة في جامعة النجاح الوطنية في سنته الثانية، حينما قرر القيام بعمليته ضمن سلسلة عمليات نفذت إنتقاما لإغتيال سته من قادة حركة حماس في أيلول من نفس العام 2001.

الشهيد سرحان سرحان

اما قصة الشهيد سرحان سرحان فبدأت عندما خرجت والدة الشهيد "سرحان سرحان" وهي تحملة في أحشاءها من بيروت في العام 1982، متوجهة الى اليمن، حيث رأى جنينها "النور" هناك يوم 28/2/1983، وعلم القائد "أبو عمار" بالأمر، وأسماه "سرحان"، بعد ان تشاور مع والده شرحبيل.

سافرت العائلة الى أكثر من دولة، منها الجزائر والعراق والأردن، وعاش سرحان هناك حتى وصل الى 12 عام من عمره، ليعود مع والديه الى ارض الوطن ويستقروا هنا في مخيم طولكرم.

 

تقول الوالدة: "سرحان وخلال إنتفاضة الأقصى تأثر بإستشهاد الطفلة إيمان حجو، وأحضر صورتها الى المنزل، لكننا لم نكن نعلم أنه أول من سينتقم لها، وهذا ما حصل، حيث نفذ عملية فدائية بإسم كتائب شهداء الأقصى، وإقتحم مستوطنة "ميتزر" المقامة على أراضي المواطنين شمال طولكرم، ونجح بقتل 6 وإصابة 12 آخرين، وعاد سالماً".

والدة سرحان لم تكن تعلم بهوية منفذ العملية، حتى انها قالت لنجلها سرحان، ان أحدهم نفذ عملية ونجح بالفرار، فسألها "كم واحد مات" لتجيبه 6 واصيب 12 آخرين، لتعلوا الضحكة على محياه، قائلة: "ضحك كثيراً ومن قلبه".

سرحان شرحبيل سرحان، كان شاباً هادئاً محبوباً لا يخرج كثيراً من البيت - تقول والدته، موضحة انه وبعد تنفيذ العملية بيومين، ونحن نسمع الأخبار، ذُكر إسم منفذ العملية "سرحان شرحبيل سرحان" فتفاجأنا جميعاً، وهو حاضر معنا، قائلة :"شعرت بالفخر والعزة، لكنني تفاجئت، كيف لنجلي هذه الشجاعة، قتل وأصاب وعاد دون أن يُصاب".

ومن خلال وصية الشهيد سرحان سرحان، يتضح انه أحب الشهادة وسعى لها، حيث قال:"إخواني المسلمين، أوصيكم بالصلاة والقرآن وحُب الناس، أوصيكم بالجهاد لتموتوا شهداء، أوصيكم بالصبر، أذكروني بالخير والدعاء، اوصيكم خيراً بأهلي ... وأذكروني"، حيث كتب وصيته على مُصحف صغير، وأهداه لوالدته التي تحتفظ به حتى اللحظة ولا يُفارقها اينما ذهبت.

ويعود سرحان "رُفاتاً" يوم الأحد القادم، بعد ان تم إحتجاز جثمانه يوم إغتياله على يد الوحدات الخاصة الإسرائيلية بعد تنفيذ العملية بنحو خمسة شهور، حيث كانت العملية يوم 10/11/2002، ويوم إغتياله يوم 10/4/2003.