خبر الفلسطينيون الشكاكون -يديعوت

الساعة 09:24 ص|24 فبراير 2014

الفلسطينيون الشكاكون -يديعوت

بقلم: اليكيم هعتسني

(المضمون: يتم الطمس على التعايش الرائع بين اليهود والعرب عن جانبي الخط الاخضر من قبل الفلسطينيين ومن قبل الاسرائيليين من اليمين واليسار ايضا - المصدر).

 

خبر في التلفاز: مرور 20 سنة على المجزرة في الحرم الابراهيمي. اضطرابات في الخليل وجرحى ومعتقلون. وقد تعلمت في الانتفاضة الاولى كيف "أصدق" هذه الصور. اشتكى لي زبون لي باعتباري محاميا، وهو صاحب مصنع لنفخ الزجاج في مفترق الزجاج عند مدخل الخليل، من أن وغدا صغيرا ظهر أمامه وطلب أن يغلق المصنع. لماذا؟ إضراب وانتفاضة. ولم يغلقه فأحرقوا له في الغد لوح الرقابة الكهربائي فمضى الى الحاكم وطلب حماية فأُجيب: "لا نستطيع أن نوقف شرطيا بالقرب من كل حانوت". وقال زبوني منبها: استوعبت الرسالة وفي الاضراب التالي اغلقت المصنع "مثل ولد طيب".

 

وبعد ذلك حينما سمعت في التلفاز الاسرائيلي مراسلا يبلغ بصوت دراماتي عن وجود اضراب تجاري عربي، وفي الخلفية سلسلة حوانيت مغلقة طويلة، فهمت ما تراه عيناه.

 

قسم نتنياهو الخليل 90 بالمئة للسلطة الفلسطينية، أما الـ 10 بالمئة الباقية فان السلطة المدنية والبلدية متروكتان للسلطة الفلسطينية وأما المسؤولية الامنية وعدد من الامور المدنية المحدودة فتُركت للجيش الاسرائيلي كما هي الحال في المنطقة ج في يهودا والسامرة. قبل وقت قصير من انسحاب الجيش الاسرائيلي طلب إلي عضو الكنيست آنذاك موشيه بيلد أن ألقى مجموعة شباب من الخليل لشأن عاجل. وعرضهم زعيمهم بأنهم نشطاء الانتفاضة الاولى وهم يدركون الآن أنهم اخطأوا بازاء ما رأوه من افعال سلطة عرفات في غزة ونابلس. وطلبوا أن يرتب لهم لقاء مع الحاكم ليُلحوا على السلطات الاسرائيلية ألا تسلم المدينة الى السلطة الفلسطينية وأن تتركها للسلطة الاسرائيلية. ولتأكيد ذلك استل الرجل بطاقة تُعرفه، لا أقل ولا أكثر، باعتباره رجلا من "القوة 17" لعرفات. فتوجهت الى الحاكم باروخ نجار غير أنه لم يتأثر أبدا. وقال إن مثل هذه الوفود تأتيه "من الصباح الى المساء".

 

في تقديم التقارير عن الاضطرابات الاخيرة في الخليل ذكر باختصار أنه كان بين المشاركين نشطاء من البلاد ومن الخارج. فمن هم؟ ومن الذي ينفق عليهم؟ وما هي القوى المعادية التي يخدمونها؟ والسؤال الرئيس هو كم منهم هم سكان أصيلون في مدينة الخليل؟.

 

ومن الذين يمثلون الرأي العام اكثر هل المتظاهرون أم اولئك الذين كانوا يعملون في ذلك الوقت ويكسبون رزقهم في كريات اربع المجاورة وفي البلدات اليهودية حولهم؟ إن هؤلاء العرب شفافون وغير موجودين بالنسبة للاسرائيلي العادي كما لا

 

يصل الى الوعي الاسرائيلي العادي نسيج الحياة بين اليهود والعرب في القدس. إن الشاب الفاحص في ميدان وقوف السيارات، وسائق سيارة الأجرة والنادل وجزءا كبيرا من الزبائن في كنيون المالحة والمرضى والممرضات والاطباء العرب في المستشفيات اليهودية والمحاضرين وطلاب الجامعات العرب – كلهم شفافون. وليس الخارجون الى الشوارع للشغب كذلك بل يُرون بصورة جيدة.

 

إن من يدّعون أنهم يدبرون دولة يأكلون من راحات أيدينا ويعضونها. فهم يستمدون الماء والغاز والكهرباء والعمل والعلم الفني والتقني وخدمات الموانيء وجباية جزء كبير من ضرائبهم والخدمة الطبية وحماية حياة ناس مؤسساتهم بل إنهم محتاجون الى شركات اسرائيلية لبناء مدينة روابي.

 

إن للعرض المشوه للحياة عن جانبي الخط الاخضر تفسيرا بسيطا وهو أن التعايش يشوش على المتطرفين من الطرفين، اليمين واليسار، وهو يفسد عليهم حلم الترحيل اللذيذ – لليهود والعرب. وينبغي ألا ننسى أن شعار "هم هناك ونحن هنا" هو شعار لكهانا تبناه اليسار – بصورة عكسية.