خبر دبابيس باسم -هآرتس

الساعة 09:23 ص|24 فبراير 2014

دبابيس باسم -هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: كان الشعب المصري والطبقة المثقفة عدوين لكل مثقف ناجح في فترة مبارك وبقيا كذلك حتى بعد الثورة كما يُبين المثقف المصري صاحب برنامج "البرنامج" باسم يوسف - المصدر).

 

"الزمان: آذار 2011، بعد الثورة بشهرين. والواقعة: اجتماع شعبي كثير المشاركين للاخوان المسلمين عنوانه "إسمع منا كما تسمع عنا". وكان أحد المتحدثين صفوت حجازي وتناول الصفات المطلوبة للرئيس القادم فقال: "ينبغي ألا ننتخب رئيسا مثقفا فوق المطلوب". أي أنه قصد ألا يُنتخب واحد من النخب وشخص ما تعلم في الخارج ويعرف اللغات فهذه صفات غير مطلوبة لأن ذلك الشخص سيستكبر على الشعب آنذاك. ونحن نريد رئيسا نستطيع العمل معه والحديث اليه".

 

هكذا بُدئت مقالة باسم يوسف التهكمية في الصحيفة المصرية "الشروق". وقد تحول يوسف، وهو المحرر والمقدم للبرنامج الساخر "البرنامج" الى أيقونة ثقافية بعد أن هاجم بلسانه الحاد الاخوان المسلمين والجيش ايضا، واضطر الى الاستقالة في تشرين الثاني الماضي من الشبكة المصرية التي أذاعت برامجه لأن مالكها مقرب من النظام العسكري. وفي غضون ايام معدودة انتقل هو و"البرنامج" الى الشبكة السعودية "إم.بي.سي"، وقد أصبح يوسف الآن يعمل في الكتابة ايضا. إن تفريقاته اللاذعة معروفة

 

لكل مواطن مصري مثقف. وهو يخز بدبابيسه الدقيقة المؤلمة ايضا الجلد الثخين للنخبة المثقفة العلمانية.

 

اليكم ما كتبه يوسف في جملة ما كتب: "علمت أن الكراهية العمياء لكل انسان مثقف يفكر تفكيرا مختلفا هي جزء أساسي من طريقة تفكير كثيرين لا من اولئك الذين يُعدون في الحركات الاسلامية فقط بل من اعضاء الحلقات المثقفة الذين يرسلون أبناءهم للدراسة في الخارج. "فعلى سبيل المثال" إن البرادعي عميل اجنبي في نظرهم لأنه عاش ودرس في الخارج (كان البرادعي الامين العام للجنة الدولية للطاقة الذرية ومرشحا للرئاسة في الانتخابات السابقة في مصر، تسفي برئيل). فلو أن مصريا فاز بجائزة نوبل فلا شك أن الحديث عن مبلغ تدفعه القوى الدولية عن جهوده لهدم دولته، وحينما يُكرمونه في احتفالات دولية يكون ذلك تكريما لخيانته لمصر – وهذا واضح كالشمس.

 

"من المهم أن نعلم أن الشتائم الشخصية التي ترمي الى المس بشخص ما بقيت دون تغيير سواء كان الحديث عن فترة حكم مبارك أو فترة حكم الاخوان المسلمين أو في ايام النظام العسكري. إن الايديولوجيات تغيرت لكن "طيبة القلب" بقيت. ألم نسخر من التيارات الاسلامية التي اتهمت زويل الذي فاز بجائزة نوبل بأن ذلك عوض عن تعاونه مع اسرائيل؟. إن التكريم الذي يناله شخص في الخارج هو شيء يُدفع له عن خيانته إلا اذا كنت المشير عبد الفتاح السيسي الذي ظهر على الصفحة الاولى للمجلة الاسبوعية "تايم"... البرادعي خائن لأنه عمل في فيينا، ووائل غنيم خائن لأنه نجح في الولايات المتحدة. والسيسي في المقابل ليس خائنا برغم أنه درس في ويست بوينت الامريكية.

 

"وكُتب عني في صحيفة "الاسبوعي": أنهى باسم يوسف الجامعة في 1999 وحصل على لقب ثان وعلى شهادة الدكتوراة من كلية الجراحة في بريطانيا في سبع سنوات فقط. فكيف كان يمكنه أن يفعل ذلك دون دعم قوى اجنبية؟ يبدو أن النجاح ذنب ايضا. فهل الفشل والخيبة وعدم الانجازات هي الاشياء الوحيدة التي يتم تقبلها بتفهم في هذه الدولة؟ لسنا نعيش الآن في عصر ماركسي بل ولا في عصر فاشي. إن عصرنا هو عصر احراق الساحرات. فاذا شككت في واحدة منهن فاطرحها في النهر، فاذا خرجت سالمة فمن الواضح أنها ساحرة ولهذا ينبغي احراقها. واذا غرقت فاننا اخطأنا، غفر الله لنا.

 

"إن جو الخوف والكراهية الذي نشرته سلطة مبارك زاد تطرفا في فترة حكم الاخوان وهو الآن يلفنا من كل صوب. وقد أصبح مواطنو الدولة بمساعدة وسائل الاعلام كيانات تكره المنطق والثقافة والتنور لأنه من الواضح أنه يكمن وراءها دائما نية سيئة. من المؤكد أنكم تريدون شعبا يرتل الصلوات حينما يرى الكسوف ويختبيء حينما يرى البرق. أنتم تريدون دولة خارج التاريخ والتطور وشعبا يكون عدوا للعلم والتنوير".

 

ما كان يمكن أن يوجد برهان أسطع على مزاعم يوسف من رد المحامي مرتضى منصور، الذي أعلن أنه توجه الى سفير السعودية في مصر وطلب اليه أن توقف المملكة بث برنامج يوسف في شبكة "إم.بي.سي". إن يوسف مهرج في خيط تحركه امريكا. وإن قرار "إم.بي.سي" أن تذيع برنامجه قد يفضي الى تدهور العلاقات بين مصر والسعودية. إن الشعب المصري لن يغفر لباسم يوسف أن يمس ولو بجندي مصري بسيط.

 

وليس منصور من الاخوان المسلمين بل كان قاضيا وانشأ بعد الثورة حزب "مصر الحرة" للدفع بالديمقراطية قدما، وهو ينوي ايضا المنافسة في انتخابات الرئاسة في

 

مصر. إن احتمالات انتخابه صفر لكن يمكنه على الأقل أن يهييء ليوسف مادة جيدة لبرنامجه.