خبر رحلة تهريب قاسية للاجئين الفلسطينيين من سوريا للوصول لجنوب ايطاليا

الساعة 06:21 ص|24 فبراير 2014

وكالات

كشفت مصادر فلسطينية لـ’القدس العربي’، الأحد، أن اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا إلى لبنان باتوا ضحايا لعصابات التهريب التي تستغل المأساة التي يعيشونها لإقناعهم بمقدرتها على إيصالهم لأوروبا.

وفيما تجاوز عدد اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا إلى لبنان أكثر من 80 ألف لاجئ، أكد الدكتور عصام عدوان رئيس دائرة اللاجئين في حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة لـ’القدس العربي’ الأحد أن عصابات التهريب التي كانت تنشط في تهريب الأفارقة تنشط حاليا في لبنان بشكل غير شرعي من أجل استغلال أوضاع هؤلاء اللاجئين، واستثمار مأساتهم لتشجيعهم على الرحيل الى أوروبا في رحلة وصفها برحلة الموت.

وأضاف عدوان قائلا ‘هناك شركات تهريب متخصصة كانت وما زالت تقوم بتهريب الأفارقة الى أوروبا وهذه الشركات مع وجود الأزمة السورية يبدو أنها فتحت فرعا لها في لبنان لأنها تعرف أن هؤلاء اللاجئين سيبحثون عن ملجأ وهذه فرصة شركات التهريب للتكسب من وراء هؤلاء المشردين وبالتالي هي تتلقف هؤلاء في لبنان وفي المدن الساحلية وتغريهم بقدرتها على إيصالهم الى أوروبا وبطريقتها توصل هؤلاء اللاجئين في لبنان الى فرعها في ليبيا وبالتالي هم يتجهون من لبنان لمنطقة مرسى مطروح في مصر ومن هناك يتم تهريبهم برا الى ليبيا، ومن ليبيا يتم شحنهم بحرا إلى إيطاليا، ومن هناك تستلمهم جماعات شريكة مع عصابات التهريب على السواحل الجنوبية إلى إيطاليا ومن هناك إلى داخل أوروبا، وذلك وفق الطريقة المتبعة مع تهريب الأفارقة إلى أوروبا’.

وتابع ‘طبعا هذه الشركات لا تتبع القوانين المرعية في النقل البحري وتحمل حمولات زائدة بدون أية ضمانات أو تأمين على أرواح الركاب وهي تتقاضى منهم أموالا ليست بالقليلة’، مشيرا إلى أن عشرات اللاجئين الفلسطينيين فقدوا أرواحهم جراء عمليات التهريب التي تتم دون أخذ أبسط أساسيات السلامة في عملية تهريبهم من لبنان مرورا بمصر وصولا إلى ليبيا التي باتت مركزا لتجمعيهم قبل شحنهم بشكل جماعي نحو إيطاليا، منوها الى أن حوالي 250 لاجئا فلسطينيا فقدوا حياتهم خلال عمليات تهريبهم على يد تلك العصابات.

وأشار إلى أن عصابات التهريب التي تعكف حاليا على تهريب اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا للبنان نحو أوروبا تتعامل مع اللاجئين على أساس أنهم ‘أغنام’ خلال عمليات تهريبهم، حيث تكدسهم في قوارب وسفن التهرب بشكل غير إنساني، مطالبا منظمة التحرير بالتحرك بشكل رسمي لوقف الجريمة التي ترتكب بحق اللاجئين الفلسطينيين على يد شركات دولية كبيرة متخصصة في عمليات تهريب البشر.

وأضاف عدوان ‘نتمنى على منظمة التحرير وسفاراتها الفلسطينية في لبنان وفي مصر وفي ليبيا أن تفتح أبوابها أمام هؤلاء الذين يفكرون بالهجرة وأن تسهل لهم عملية الإنتقال إلى مكان آمن، وأن ترشدهم للطريق الأمثل للوصول لهذه الأماكـن الآمنة بدلا أن يخاطروا بحياتهم’.

وأشار أن اللاجئين يتواصلون مع عصابات التهريب من خلال بعضهعم البعض، نافيا علمه إذا ما هناك تسهيل من قبل جهات أمنية لبنانية لعمل عصابات التهريب في لبنان من أجل ترحيل اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا عن الأراضي اللبنانية، مطالبا الحكومة اللبنانية بتكثيف رقابتها على السواحل وتتبع جرائم عصابات التهريب التي ترتكب بحق اللاجئين الفلسطينيين.

وناشد عدوان اللاجئين الفلسطينيين أن يتوقفوا عن دفع ما لديهم من أموال لعصابات التهريب لنقلهم الى أوروبا بشكل غير شرعي بل ويغرق الكثير منهم في البحار على حد قوله، مشيرا إلى أن السلطات التركية بدأت بمنح اللاجئين الفلسطينيين تصاريح إقامة في تركيا.

وتابع قائلا ‘أنا أناشد هؤلاء الفلسطينيين أن يذهبوا الى أراضيهم المحتلة عام 1948 وأن يذهبوا بأنفسهم وأهاليهم ومتاعهم الخفيف الذي معهم وأن يلقوا بأنفسهم على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وأن يضغطوا باتجاه العودة وهم مزودون بقرارت دولية لعودتهم، ولديهم أوراق طابو بحقهم داخل فلسطين ولديهم رأي عام دولي وهم لاجئون أصلا ويفترض أن لا تصدهم أي دولة يتوجهون إليها’.

وطالب عدوان الأردن أن يفتح أبوابه أمام اللاجئين الفلسطينيين وعدم ترك لبنان وحده يتحمل العبء وحده، وقال ‘لبنان لا يستطيع، ولبنان ليس مكانا آمنا، ولبنان في الأصل الفلسطيني فيه غير مرحب به ولا يتمتع بهناء العيش فكيف تتكدس أعداد اللاجئين في مخيمات لبنان بينما الأردن يتفرج عليهم، لماذا لا يستقبلهم الأردن؟

لماذا لا تستقبلهم مصر؟ ونحن نناشد الدول العربية أن تفتح أبوابها للاجئين الفلسطينيين وتريحهم من عناء الذهاب الى أوروبا على يد عصابات التهريب والمخاطرة عبر البحر، ونناشد منظمة التحرير أن تسعى لدى هذه الدول’.