خبر الكرة في ملعب بوتين- اسرائيل اليوم

الساعة 09:14 ص|23 فبراير 2014

الكرة في ملعب بوتين- اسرائيل اليوم

بقلم: بوعز بسموت

(المضمون: يبدو في ظاهر الامر أن المعارضة الاوكرانية قد ربحت في مواجهة المعسكر الموالي لروسيا في اوكرانيا، لكن روسيا لم تقل كلمتها الاخيرة بعد - المصدر).

 

هناك من رأوا قيمة رمزية للميدالية الذهبية التي فاز بها أمس فريق النساء الاوكراني في الاولمبياد متقدما المنتخب الروسي. وكان بوتين يستطيع أن يحيا مع هذا لولا أن البرلمان في كييف عزل في نفس الوقت تقريبا وباكثرية كبيرة الرئيس فكتور ينكوفيتش حليفه.

 

لا شك في أن الجموع في كييف نجحوا في أن يهدموا لبوتين المعوق بسبب الالعاب الاولمبية اليوم مراسم انهاء الالعاب العزيزة. فلم يكن بوتين يحلم أنه في الوقت الذي ينظم فيه لنا الالعاب الاولمبية الشتائية، تجدد اوكرانيا الحرب الباردة بين روسيا والغرب.

 

 

هذا الى سوء الظروف: فقد هرب ينكوفيتش الى الجانب "الروسي" من اوكرانيا، أما البرلمان الجديد فعزله باكثرية كبيرة (328 نائبا من 450) عن منصبه وحدد موعدا جديدا للانتخابات.

 

وعادت يوليا تموشنكو (53)، وهي رمز "الثورة البرتقالية" في 2004، الى ميدان الاستقلال في كييف. إن هذه المرأة التي أثْرَت في تسعينيات القرن الماضي بفضل الغاز الروسي وتولت رئاسة الوزراء مرتين في العقد الاخير، أصبحت من أقوى رموز الصراع بين الشرق والغرب على صبغة اوكرانيا، ومنذ كان اعتقالها في 2011 (بعد أن خسرت لينكوفيتش في انتخابات متقاربة جدا في 2010) بتهمة الفساد، حاول الاتحاد الاوروبي الافراج عن هذه المرأة الأنيقة ذات الضفيرة الشقراء، ولا سيما بعد أن ساء وضعها الصحي. وفشل الاتحاد الاوروبي هنا ايضا. بيد أن عشرات آلاف المتظاهرين في كييف نجحوا في أن يفعلوا في أقل من اسبوع ما فشلت بروكسل في فعله مدة ثلاث سنوات. لكن تموشنكو في 2014 ليست برتقالية كما كانت في 2004، لكنها موصومة بقضايا لا نهاية لها وبادارة سيئة لاوكرانيا.

 

موسكو لن تتنازل

 

حتى لو كان من المغري أن نظن أن المعسكر الموالي للغرب قد انتصر فان الامور ليست بهذه البساطة. إن اوكرانيا التي هي على شفا إفلاس، معلقة تماما تقريبا بروسيا التي وعدتها بقرض يبلغ 15 مليار دولار حولت اليها 3 مليارات منها. هذا الى أن روسيا خفضت بمقدار الثلث كلفة الغاز الذي تنقله الى اوكرانيا وحاجتها اليه كحاجتها الى الاوكسجين.

 

يصعب على الروس ايضا الانفصال عن اوكرانيا – لاسباب تاريخية ثقافية ايضا ولأن الاسطول الروسي يرسو في البحر الاسود، ولأن تصدير الغاز الى اوروبا يمر باوكرانيا. والى ذلك لا يستطيع بوتين أن يتخلى للغرب عن اوكرانيا في حلمه

 

الاستعماري الجديد (اورو – آسيا). فيكفي أن الروس فقدوا دول البلطيق وشرق اوروبا. توجد حدود.

 

وماذا عن ينكوفيتش؟ اختار هذا الرئيس في سن الثالثة والستين أن يدير الازمة الشديدة في بلده وكأنه أزعر في الثامنة عشرة من عمره اتُهم بسرقة واغتصاب جماعي. وتتهمه محكمة (نصف) الشعب اليوم بقتل متظاهرين، وكسب باستحقاق مطلب الميدان الذي يطلب أن يراه في السجن أو في الجلاء. وحتى لو كانت موسكو لا تُجله اجلالا خاصا بل هي غاضبة عليه لسوء ادارته للازمة في اثناء العاب سوتشي، فانها لم تقل الى الآن الكلمة الاخيرة وستحاول أن تنقذ – لا هو على التحديد بل ما يرمز اليه على الأقل، أعني النهج الموالي لروسيا.

 

ولم ننس أيضا أن القوميين في غرب الدولة ما زالوا قادرين على افساد الاحتفال الديمقراطي.

 

لا شك في أننا رأينا في الشأن الاوكراني على مر السنين لا عجز ينكوفيتش وحده بل المعارضة الاوكرانية ايضا والاتحاد الاوروبي وواشنطن بل رأينا تلعثما روسيا صعب عليه أن يعمل مع ذلك الرئيس.

 

قبل بضعة اسابيع فقط تحدث الاوروبيون كما ذكرنا آنفا عن اتفاق استراتيجي مع موسكو، وربما يرون الآن نشوء يوغسلافيا الجديدة، ربما في مركز القارة الاوروبية.

 

تُختتم الالعاب الاولمبية الشتائية هذا المساء، لكن البرد الحقيقي قد بدأ فقط.