خبر بريطانيون يعانون...الجوع

الساعة 01:35 م|22 فبراير 2014

وكالات

لم يعد الجوع محصوراً بالدول النامية، أو حيث النزاعات والكوارث الطبيعية، فهو وصل إلى بريطانيا وبدأت جهات عديدة بالعمل على مواجهة هذه المشكلة وتسليط الضوء عليها.

إذ وحسب صحيفة الغارديان، تعاني بريطانيا في القرن الواحد والعشرون من أزمة جوع غير متوقعة، جعلت أغلب الأسر تحت خط الفقر. وترجح الأسباب إلى تدني الأجور، وإرتفاع تكاليف المواد الغذائية، وغلاء كافة السلع.

وأتت ردة الفعل متأخرة على قضية الجوع نتيجة إنكار الموضوع، إلى أن تحول إلى مشكلة لا يمكن تهميشها، لأن العديد من البريطانيين يعانون منها. وهذا الأسبوع، قال معظم كبار رجال الدين في البلاد أنهم "شاهدون على معاناة الجوع في أبرشياتهم من خلال وفود الناس الجائعة التي تقصد الأبرشيات للحصول على مساعدات".

ووصف الكاردينال الكائوليكي، فنسنت نيكولز أن "طريقة عمل الرعاية الإجتماعية بـ(وصمة عار)". غير أن سبعة وعشرين من الأساقفة الإنكليكانية، وستة عشر من القادة المسيحيين، ألقوا اللوم على التغيرات الحكومية التى أدت إلى أزمة الجوع الوطنية.

وقال أحد المدافعين عن ضحايا الجوع للغارديان أن "هناك أمور على السياسيين عدم الإقتراب منها، أي فصل عمل الحكومة عن عمل الكنيسة، وكل أحد منهم يختلف عملهم عن الآخر". وأشار إلى أن "البعض يعتقد أن دور الكنيسة محصور في ترتيب الكتب والترانيم والحفاظ على الزهور في الكنسية، ولكن مهمتهم ليست أقل من شفاء العالم". وأكد "في طبيعة الحال إذا بقي  الناس يعانون من الجوع سيرفعون الصوت، ويفعلون ما في وسعهم للتخفيف من حدة المشكلة". وأضاف "هناك القليل من المؤسسات الوطنية التي تبذل جهد من أجل حل المشكلة.

وأثناء زيارته هذا الأسبوع في هاكني، شرق لندن، لفته مشهدان متناقضان، مشهد الجمال من مقاهي راقية وخضار، ومشهد الفقر والجوع، ومع أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون صرح أثناء الإغاثة من الفيضانات "نحن بلد غني"، فإذاً على البلد الغني أن لا يجوع مواطنيه".

وصرح كاميرون سابقاً أنه "يرجع سبب الجوع إلى الكسل ونمط الحياة".

وإلا أن رئيس أساقفة كانتربري السابق، نفى كلام كاميرون وقال أن "في كل أسرة فقيرة هناك شخص على الأقل يعمل". وأضاف "الناس الذين يلجأون إلى بنوك الغذاء ليس المتطفلون بل هم من الفقراء ويشكلون 6000000 من الفقراء العاملين، ويكافحون لتغطية نفقاتهم اليومية".

وتسعى منظمة ترست تروسل الخيرية إلى تقديم المساعدات الغذائية مرتين لكل مستفيد ولكن الكمية لا تكفي سوى لثلاثة أيام. وعلى المستفيد أن يؤمن الحاجات الغذائية بنفسه لاحقاً، وهو بطبيعة الحال عاجز عن فعل ذلك بسبب الظروف المحيطة به.