تقرير في الضفة المحتلة ..ارتفاع نسبه الهجرة بين الشباب بحثا عن أحلامهم الفردية

الساعة 12:28 م|22 فبراير 2014

رام الله - خاص

من سنوات سبع تخرج الشاب سيف الدين بلال من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، ومنذ ذلك اليوم يحاول البحث عن عمل دون جدوى، يقول:"لم أترك بابا للعمل إلا وطرقته، في البنوك والشركات الخاصة والحكومة وحتى المدارس الحكومية والخاصة".

الشاب الذي أعياه البحث عن عمل دون جدوى، سمع من أحد أقرانه عن شركة بالأردن تقوم بالتنسيق للشباب لشراء عقود عمل في دول الخليج مقابل مبلغ مالي، ورغم ارتفاع ثمن العقد الذي وصل إلى "3الاف" دولار إلا أنه لم يجد سبيلا غير هذا.

يقول:" لم أفكر يوما بالهجرة من فلسطين والسفر إلى بلد أخرى، ولكن الظروف كانت أقوى مني، فقد وصل عمري إلى 30 عاما وأنا أبحث عن عمل دون جدوى".

بلال أنضم لآلاف الشباب الفلسطيني الذي يهاجر سنويا من البلاد إلى الخارج لأسباب مختلفة، ولعل الوضع الاقتصادي السيئ والبطالة أهم هذه الأسباب، إلى جانب انسداد الأفق السياسي في مناطق السلطة.

وبحسب إحصائية الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن ﺤﻭﺍﻟـﻲ 22 ﺃﻟـﻑ ﻓـﺭﺩ ﻫﺎﺠﺭﻭﺍ ﻟﻺﻗﺎﻤﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ 2009-2007، ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﻻ ﻴـﺸﻤل ﺍﻷﺴـﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺠﺭﺕ ﺒﺎﻟﻜﺎﻤل.

وبحسب نتائج الإحصاء الأخير، فقد أﺸﺎﺭﺕ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺴﺢ إلى ﺃﻥ 6.7% ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﻤﻬﺎﺠﺭ ﻭﺍﺤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗـل ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ، ﺒﻭﺍﻗﻊ 3.4% ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺭ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﻤﻬﺎﺠﺭ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻘﻁ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ، ﻭ 1.1% ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ كمـﺎ ﺃﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ أﻥ 33.0% ﻤﻥ ﺍﻟ ﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻫﻡ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﺔ لشباب (29-15) ﺴﻨﺔ.

وجاءت ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤـﺭﻴﺔ (44-30) ﺴـﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﻨﺴﺒﺔ 25.6% ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ، وﺃﺸﺎﺭﺕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ إﻟﻰ أﻥ 23.5% ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﻫﺎﺠﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍ ﻷﺭﺩﻥ ﻭ20.4% ﻫﺎﺠﺭﻭﺍ إﻟﻰ ﺩﻭل ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻭأكثر ﻤﻥ ﺨﻤﺱ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ (21.6%) ﻫﺎﺠﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ.

ﻭﺤﻭل ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺃﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻬﺠﺭﺓ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ كانت ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﻭﺍﻗﻊ 34.4% ﻤﻥ ﺇﺠﻤﺎﻟـﻲ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠـﺭﻴﻥ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ، ﻓﻲ ﺤﻴﻥ كان الدافع ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻨﺤﻭ 14.6% ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻫﻭ ﻟﺘﺤﺴﻴﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻭ13.7% ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻫﺎﺠﺭﻭﺍ ﻟﻌﺩﻡ ﺘﻭﻓﺭ ﻓﺭﺹ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ.

وأكثر ﻤﻥ ﺜﻠﺙ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ، ﺇﺫ ﺒﻠﻐﺕ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﻭﺘﺤﺼﻴﻠﻬﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ بكالوريوس ﻓﺄﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ 35.7% ﻤﻥ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ، ﻭﺒﻠﻐﺕ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ 35.7% ﻤﻥ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ.

وإن كانت ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب هو السبب الظاهري لهذه الهجرة، إلى أن الوضع السياسي القائم وما نتج عنه على الأرض، كان من العوامل الخفية لهذه الهجرة.

أستاذ الانثربولوجيا الثقافية في جامعة بيرزيت علاء العزة لا ينفي أن يكون البحث عن فرص عمل جيدة وارتفاع نسبة البطالة في فلسطين سببا لهذا الارتفاع في أعداد المهاجرين، إلا أنه يربطه أيضا بالوضع السياسي الحالي وتراجع الهم الجماعي للشعب الفلسطيني.

ويوضح ذلك بقوله لفلسطين اليوم الإخبارية، :" المشكلة حاليا هي هيمنة الحلم الفردي الفلسطيني مقابل الهم الجمعي، ترافقا مع غياب الوضوح في المشروع الوطني وهيمنة منظومة الفكر النيولبرالي".

وفي هذه الحالة تكون الهجرة واحدة من هذه الوسائل التي تحقق أحلام الشباب بمستقبل أفضل ومكاسب شخصية أكثر مما يجنيه بالانتماء للهم الجماعي لغياب الثقة بممثلي هذا الهم".

حيث يعزوا كل ذلك، إلى فشل الأحزاب الفلسطينية في تقديم رؤيا لأفاق مستقبلية تجمع ما بين الاقتصاد والسياسية ، مما يعزز القيم، وبالتالي نجد النتيجة أن يبحث الشخص عن ذاته ومصالحه.