خبر « بدها شوية صبر » ..بقلم/ شمس شناعة

الساعة 09:38 ص|22 فبراير 2014

"مفيش كهربا، والرواتب اتأخرت، وشركة الكهرب كل يوم على الباب، والأولاد بدهم مصروف، ورسوم للمدرسة، واللحمة من شهر ونص ما شفناها"، هذا هو حال الغالبية العظمى من بيوت الأهل في قطاع غزة.

"وبتحكيلي الحياة بدها صبر، أي صبر؟ بحكيلك أنا في الباي باي، معنديش ولا صبر ولا عمر، أنا بموت، بديش أروح على البيت، مش قادر أتطلع فى عيون أولادي، أنا انتهيت وما عنديش أمل لا في بكرة ولا في بعده، والكل باعنا حتى أقرب الناس إلنا"، مقطع من محادثة يومية يرددها أي متجادلين في شأن ظروف العيش في غزة.

"روح صلي، واشكي أمرك لرب العالمين، والنعم بالله، بس والله يا أخي إللي بيعملوا شياطين الأرض فاق كل التصور، حتى إنه ابليس ماخد أجازه وسايبهم يشتغلوا بداله"، رد على كل من يدعو إلى الاستعانة بالصبر على ظروف العيش المعقدة في غزتنا.

"يعنى الله بقول هم مرتاحين وأولادهم في أوروبا وأمريكا بتعلموا كيف يرقصوا باليه، وأنا أولادي حتى الحجلة مستكترينها عليهم، وبطالبوني بالصبر والصمود، هو يعنى أنا إللي لازم أدفع ضريبة فلسطينيتي وغيري يستفيد ويتاجر ويساوم على جراحي وبدخن سيجار ثمن الواحدة بتكفينى شهر، وبحكيلك احنا شعب الجبارين"، هكذا يرد البسطاء على دعوة أصحاب الياقات البيضاء للناس بالصمود!!

"مش معني الأمور تنحل، ولا معني إنه الحصار عن غزة ينتهي، والا كيف بده يكسب ويترزّق ويعيش في فنادق خمس نجوم بحجة المفاوضات مرة والمصالحة مرة تانية ومؤتمرات التضامن مرة تالتة"، هذه هي رؤية المواطن للمسؤول بكل صدق.

لست تعباً، ولكني غير سعيد على الإطلاق، نحن ندفع يومياً الثمن، وأطفالنا معنا، ولكن لن يطول ألمنا ولا حرماننا، فمن سرق بسماتنا وقوت أبنائنا، ويساعد أعدائنا على مواصلة حصارهم لنا لا يمثلني، ومن يغلق علينا المعابر ويخنقنا لا يمثلني، ومن يرسل وفوداً إعلامية لدول عربية لتشويه فلسطينيتي لا يمثلني، لقد كفرت بهم جميعاً.

يردد أخيراً "أكيد كلامى لن يعجب البعض، ولكن جوع أولادي لا يرحم، وأنا لن أسامح، فكلكم صرتم في خانة الأعداء، ولولا طاقة الصمود التي أتمتع بها لخرجت بالسيف أبحث عن رأس من حرم أطفالي لقمتهم بكرامة"...

كلمات اقتبستها من يوميات مواطن "غلبان"