تقرير هل الانتفاضة الثالثة بدأت ونحن لا ندري..؟‏

الساعة 08:36 ص|22 فبراير 2014

غزة (خـاص)

شهدت الأراضي الفلسطينية أمس الجمعة، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، وقع خلالها عشرات الجرحى، حيث تحولت مدن الضفة المحتلة لساحات قتال مع جنود الاحتلال، فيما أصبح الشريط الحدودي شمال قطاع غزة شاهداً على دم الجرحى الذين سقطوا خلال المواجهات مع الجنود.

فبالأمس اندلعت المواجهات بالضفة المحتلة وغزة، كانت حصيلتها إصابة أكثر من 14 مواطناً بغزة، إصابة أحدهم بجراح حرجة، شرقي رفح وحي الشجاعية وقرب جباليا، فيما تواصلت المواجهات مع المصلين والشبان في المسجد الأقصى أدت لاعتقال العشرات منهم، فضلاً عن اشتباكات في مدن متفرقة من الضفة، أدت لإصابة عشرات المواطنين.

هذه المواجهات دفعت بالخبير الفلسطيني المختص بالشؤون "الإسرائيلية" الياس عبد الهادي، أنه يتوقع أن ما جرى أمس في غزة والضفة من مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال تُوحي  بأن الجمعة هي أول يوم في الانتفاضة الثالثة، منوهاً إلى أن المشاهد التي التقطت في الضفة وغزة تُذكر "إسرائيل" جيداً بالأحداث التي  كانت إبان الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية.

ويرى الخبير في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الانتفاضة الآن تتركز على مسيرات ومواجهات مع قوات الاحتلال ولكن "إسرائيل" تخشى أن تتحول لعمليات إطلاق نار وعمليات استشهادية إن بقي الوضع العام في الضفة وغزة كما هو، فلم يتوقع أحد في "إسرائيل" أن يشهد اليوم الجمعة عدد كبير من المواجهات بشكل متوازي في غزة والضفة فكل شيء كان مفاجئ لجيش الاحتلال.

من ناحيته، رأى الباحث السياسي الفلسطيني المتخصص في قضايا الشرق الأوسط‏ حسن عبدو، أن هناك ارتفاع في حجم المواجهات مع جيش الاحتلال "الإسرائيلي" سواء كان بالضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة، ولكن لا يمكن أن يُطلق عليها انتفاضة ثالثة بسبب عدم وجود إجماع وطني عليها.

وأضاف عبدو في حديث لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ما يجري حالياً من المواجهات هو حالة مشابهة للانتفاضة التي تبدأ بتصعيد عفوي ثم بعد ذلك تتحول لانتفاضة بإجماع أبناء شعبنا، حيث يبدأ التسجيل بكونها انتفاضة .

ونوه، إلى أن الانتفاضة ضرورية لمواجهة العدوان المتواصل على أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة المحتلة، حيث أن جيش الاحتلال يضغط على انتفاضة المستوطنين تجاه شعبنا وأهلنا في قرى ومدن الضفة المحتلة.

وحسب عبدو، فالعدوان يستهدف الاستيلاء على القدس والمقدسات الإسلامية، وأن الانتفاضة الثالثة بيئة أمنية غير مواتية للاستيطان، مما يؤدي إلى انحساره في بضعة شهور وليس سنوات.

وأوضح، أن هناك أسباب تدفع لانتفاضة ثالثة، فمن حيث قطاع غزة فهو يعاني من حصار وتهميش واضح اقليمي ودولي، الأمر الذي يدفع بجموع المواطنين والمهمشين للذهاب للمناطق الساخنة رغم علمهم أن "إسرائيل" ستلاقيهم بالرصاص.

أما الضفة فيشير المحلل عبدو، إلى أن هناك أكثر من محطة اندفع فيها الشباب الفلسطيني وجعلوا في كل شارع وحاجز حالة اشتباك مع جنود الاحتلال، وقد رأينا ذلك أثناء وبعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

واعتبر أن ما يجري في الضفة وغزة ردَات فعل وهبات جماهيرية تُشكل انتفاضة لكن غير مؤازرة وطنياً وإعلامياً فلا يوجد حاضن لها.

وتوقع عبدو أن تستمر المواجهات بسبب انسداد الأفق السياسي أمام الشعب الفلسطيني، وأن هناك توجه باتجاه عمليات كبيرة في عمق الاحتلال في كل مناطق وجوده بالضفة المحتلة.