تقرير في وقتنا الحاضر: من يربي الآخر .. الأهل أم الأبناء؟

الساعة 08:53 ص|20 فبراير 2014

غزة (خـاص)

"مش قادرة أربي ابني.. بنتي ما بتسمع كلامي.. عقولهم أكبر من سنهم.. طلباتهم كثيرة .. بيعاندني .. بتعلي صوتها في وجهي .. بيطلع بدون إذني".. شكاوى كثيرة تسمعها هذه الأيام من أمهات وآباء فقدوا القدرة على التواصل مع أبنائهم ليجعل من البيت ساحة قتال مستمرة طوال اليوم.

بيوت في قطاع غزة أصبحت مشحونة بالمشاكل العائلية، ليس بين الأم والأب، وإنما الأهل من جهة والأبناء من جهة أخرى، ولا يختلف الأمر هنا إذا الجيلين مختلفين في السن، فحتى الآباء الجدد وأطفالهم يقعون بنفس المشاكل، ليعلو شعار "جيل اليوم صعب".

ولا يخفَ على أحد حجم المشكلات التي تسببها اختلاف التربية بين الأجيال السابقة من الأجداد والآباء وجيل الأبناء الذي جاء في ظل التطور التكنولوجي، وتطور وسائل الاتصال والانترنت، الأمر الذي يُشكل عاملاً مؤثراً على هذه الأجيال.

أم أحمد صوالحة لديها خمسة أبناء أكبرهم يدرس في الثاني الثانوي، توضح أنها تعاني من مشكلة في تربية أبنائها تتمثل في عدم قدرتها على التماشي مع متطلبات جيلهم، حيث تؤكد أن أحياناً كثيرة تضطر للمثول لرغباتهم رغم عدم موافقتها عليها.

وتشير في حديثها لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إلى أن أبنائها نادراً ما يسمعون كلامها، بل يعارضونها على أي شئ تطلبه، مضيفةً:" جيل اليوم صعب احنا ما تربينا زمان بهذه الطريقة، بالعكس للآن أسمع كلام أهلي وأقدرهم.

أم بسمة صافي، ترى أن ظروف الحياة الآن متخلفة عن السابق حيث أن الترابط العائلي كان أقوى ولذلك فالأبناء يسمعون كلام الجد والجدة والعم والخال، أما الآن فهناك تجاهل للعلاقات العائلية، كما أن التربية اختلفت حيث أن الأبناء غالباً ما تربيهم أكثر من شخص بسبب توجه الأم لعملها واضطرارها لوضعهم في الحاضنة أو بيت أحد الأقارب.

صافي تعتقد أن هذا الجيل هو جيل التلفزيون والفضائيات والانترنت وهو ما أثر على تفكيرهم وطريقة تعاملهم مع الآباء أو أولياء الأمر، مشيرةً إلى أن المدارس كذلك اختلفت في سبل التربية عن الماضي.

وفي سؤال تفاعلي على صفحة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" على الفيس بوك، اتفق أغلب المشاركين في التعليقات، أن الأبناء هم من يربون آبائهم هذه الأيام، نظراً لاختلاف الأزمنة والأجيال.

فيما رأى سعيد سيد، أن طبيعة البيئة هي عامل أساسي في التربية السليمة، فيما يرى نور الدين صائبي أن معاناة الأهل تكمن بسبب عدم اتباع الأهل سنة الرسول { صلى الله عليه وسلم} في تربيتهم منذ نعومة أظفارهم، وهو الأمر الذي اتفق معه فيه محمد نضال حيث قال أن الأبناء هم من يربون الأهل، بسبب بعد الأهل عن الدين، وعدم تربية على القرآن والسنة .

الشيخ عماد حمتو الداعية الإسلامي، رأى في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الزمن الحالي يوجد فيه وسائل الاتصال والمواصلات والانترنت والجوالات، والطفرة في عالم الاتصال وهو أمر مؤثر على الأبناء، وهنا يجب مراعاة ميول الأولاد.

ونوه إلى أن العالم الحالي هو وقت الإثارة والانفتاح والشهوات، وجميعها لها تأثير على تربية الأبناء، فضلاً عن القضايا السياسية العالقة في العالم الإسلامي.

ونصح حمتو الأهالي قائلاً: تربية الأبناء مجاهدة كبيرة تحتاج للصبر الطويل والإحسان والعمل بجهد وجد.

وأشار إلى قول على رضى الله عنه : "اتقوا الله في أولادكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم"، وهو يعني أن مراعاة اختلاف الزمان حيث أن العالم يشهد طفرة في عالم الاتصال.