خبر الرسالة الى اسرائيل: لا تُزعجوا- يديعوت

الساعة 10:14 ص|19 فبراير 2014

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: تخشى القوى الغربية الكبرى أن تشوش اسرائيل على المحادثات الذرية في فيينا بينها وبين ايران ولهذا تحاول بشتى السبل ابطال نشاط اسرائيل برغم مشاورتها وتبادل المعلومات معها - المصدر).

 

يجب أن تكون أعمى أو غبيا أو مغفلا كي لا ترى الصلة بين تسريب النبأ عن محاولة عناصر اسرائيلية بيع ايران معدات عسكرية وبين بدء المحادثات أمس في فيينا في التسوية الدائمة لتجريد ايران من القدرة العسكرية النووية. إن وقت تسريب النبأ كامل، فقد اهتمت يد خفية قبيل بدء المحادثات بأن تلطم اسرائيل لطمة معلنة على هيئة تحذير يقول لا تتدخلي ولا تزعجي.

 

إن الكشف عن قضية عمرها أكثر من سنة – فيها كما يبدو مستويات أعمق مما عرض في الصحيفة اليونانية – يدل على انه توجد جهات قلقة جدا من احتمال أن تفسد اسرائيل المحادثات. وها هو ذا رئيس الوزراء نتنياهو قد تكلم في هذا الامر أمس.

"اريد أن تقول للعالم اليوم مع تجديد المحادثات إن ايران لم تغير سياستها العدوانية ولم تغير طبيعتها القاسية، وايران مستمرة على دعم نظام الاسد في حين يذبح مواطنيه"، قال نتنياهو. "هذا هو وجه ايران الحقيقي ولا يجوز للعالم أن ينسى ذلك".

 

يجوز لنا أن نخمن أن اصدقاء اسرائيل في البيت الابيض مصغون الى الحملة الدعائية التي جددها نتنياهو في الاسابيع الاخيرة في القضية الايرانية. والذي يقلقهم بصورة خاصة امكانية أن "تسخن" اسرائيل اعضاء مجلس النواب الامريكي بمعلومات حديثة عما يجري في المجال الذري في ايران وتؤدي بهم الى مواجهة اخرى مع البيت الابيض. فاذا كان اصدقاؤنا الامريكيون هم الذين سربوا هذا النبأ فيجب أن نعترف بأنهم كانوا متواضعين هذه المرة واكتفوا بصحيفة يونانية لا بصحيفة "نيويورك تايمز" التي اصبحت الأداة التي يفضلونها للكشف عن نشاط سلاح الجو الاسرائيلي في سوريا.

 

برغم التغطية الاعلامية السخية التي تحظى بها المحادثات في فيينا – التي يفترض أن تستمر بين ستة اشهر الى سنة بغرض انهاء البرنامج الذري العسكري الايراني وتطبيع علاقات ايران بالغرب – فلا حاجة الى وقف التنفس تأثرا لأن المرحلة الحالية هي مرحلة لعب في محاولة لكسب الوقت. ولا يحدث أي شيء دراماتي – ويبدو أنه لن يحدث ايضا – حتى أيار. وآنذاك ستبدأ الدراما الحقيقية لأنه سيجب آنذاك اتخاذ القرار على اطالة أمد الاتفاق المرحلية الذي أحرز في تشرين الثاني نصف سنة اخرى. ويتوقع هنا أن تبرز مطالب ايرانية لدفع مالي عال لأن الايرانيين لا ينوون أن يمنحوا القوى العظمى نصف سنة اخرى من تزوير النشوة الجنسية، بالمجان.

 

سيصبح واضحا في أيار كما يبدو أن التسوية الدائمة ليست خيارا واقعيا؛ فالايرانيون لا ينوون التخلي عن مفاعل البلوتونيوم أو اغلاق المنشآت تحت الارض.

 

ولهذا ستوجه كل الطاقات الى انشاء مخطط اتفاق مؤقت بعيد المدى يُمكن الجميع من الاستمرار على التظاهر بوجود انجاز هنا بشرط عدم العودة الى الخانة الاولى، خانة الخيار العسكري.

 

إن الايرانيين منذ أن وقعوا على الاتفاق المرحلي أصبحوا مثل سجين حصل على تسريح مشروط، فهم يتصرفون تصرفا يُعد قدوة وكأنهم يعترفون قائلين إننا اخطأنا عدة اخطاء في الطريق لكن كل ذلك أصبح وراءنا ولم يعد عندنا ما نخفيه ولا يجب الاستمرار على عقابنا.

 

اجل إن مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يستطيعون أن يزوروا منشآت ما في كل وقت، وقد اجتهد الايرانيون لاضعاف تخصيب اليورانيوم الى 3.5 بالمئة فقط وهم يبدون أنهم يفون بوعدهم بالتخلص من مخزونات اليورانيوم المخصب بمستوى 20 بالمئة.

 

إن ضعف العقوبات على ايران ايضا ليس كما يبدو في الظاهر، فبرغم أن شركات اوروبية قد زارت ايران فانها لم تعقد صفقات معها الى الآن. وكانت تلك الزيارات ترمي الى اثارة شهوة الاطراف جميعا. فالامريكيون يؤمنون بأن مليارات الدولارات التي ستأتي بها الشركات الضخمة ستجعل نظام آيات الله يجعل مواقفه مرنة. وأما الايرانيون فيؤمنون بأن الشركات الاجنبية ستضغط على دولها لمقاربة ايران في التفاوض كي لا تخسر سوقا مغرية فيها 75 مليون انسان.

 

إن الجميع الآن اذا يتشممون عند الجميع. وليس احتمال تسوية دائمة في الشأن الذري في السنوات القريبة مرتفعا. وإن احتمال أن تُحرز تسوية مؤقتة وقتا طويلا

 

أعلى من ذلك. يجب فقط ابطال عمل الضفدع التي تنق في اطراف المستنقع وهي اسرائيل. إنهم يبلغونها عن آخر ما يجد على الدوام ويتبادلون المعلومات معها بل إنهم يطلبون مشورتها في حالات ما، لكنهم لا ينسون أن يلطموها هنا وهناك وأن يذكروها بمكانتها في النظام العالمي؛ حتى نهاية ولاية الرئيس اوباما على الأقل.