خبر القيادي خضر عدنان: من أتعبته المقاومة فليسترح جانبا

الساعة 02:11 م|18 فبراير 2014

رام الله - وكالات

دعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان إلى وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وملاحقة المقاومة، وإنهاء الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية المحتلة، مطالبا ضباط وعناصر الأمن بعدم الانصياع لأوامر الاعتقال السياسي.

وأوضح عدنان في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام", أنَّ اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المسجد الأقصى المبارك ومساجد الضفة الغربية، بالإضافة إلى التغول الاستيطاني المتسارع، ربما يكون شرارة لانتفاضة قريبة قادمة.

وأكد القيادي الفلسطيني أن الاعتقالات السياسية تجاوزت اللون الحزبي والجنس، خصوصا الاستدعاءات، وقال: إن "الاعتقالات السياسية تجاوزت موضوع الاتهامات بين طرفي الانقسام، حيث إنها لم تقتصر على حماس فحسب، بل هناك معتقلون سياسيون من حزب التحرير واليسار والجهاد الإسلامي واستدعاءات لنساء وزوجات أسرى، واعتقالات لكبار وصغار وطلبة جامعات وغير ذلك".

وأشار عدنان -الذي خاض سابقة في أواخر عام 2012 بالإضراب المتواصل عن الطعام لمدة 66 يوما لنيل حريته من سجون الاحتلال- إلى أنّ الاعتقالات السياسية كانت منذ ما قبل الانقسام، حيث بدأت منذ مجيء السلطة الفلسطينية.

وأضاف: "يبدو أن الدافع للاعتقالات السياسية هو العقيدة الأمنية التي تحملها الأجهزة الأمنية، ونحن كفلسطينيين تعودنا أن ندفع الثمن بعد كل جولة مفاوضات أو عودة إليها أو جولة مكوكية من أمريكا في المنطقة، حتى إن عددا من رموز المقاومة كان يتم اعتقالهم بعد توقيع اتفاقات مع العدو أو بعد ذلك مباشرة".

ودعا عدنان القوى الوطنية لإطلاق ما أسماه ميثاق شرف لتحريم الاعتقال السياسي وتجريمه، كما حثّ أفراد الأمن والضباط على رفض تنفيذ أي أمر بالاعتقال بسبب "بطلان ذلك، باعتبار الاعتقال يتنافى مع المصلحة الوطنية الفلسطينية، ولأننا شعب تحت الاحتلال ويريد مقاومته بجميع الوسائل".

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي: "عندما نتكلم عن المقاومة في الضفة فإن هناك من يرفضها ويحاربها كما يحاربون كل متحدث باسم المقاومة".

لكنه أكد أنَّ "تحرير فلسطين لن يكون إلا بالمقاومة، فمن تعب فليسترح جانبا، فالتاريخ لم يذكر أن شعبا تعرض للاحتلال دون أن يقاومه".

وفي سياق الحديث عن الاعتقالات الإدارية المستمرة للأسرى المحررين، قال عدنان: إن "المحتل يريد سحق الأسرى المحررين بإعادة اعتقالهم إداريا أو تدبير الاعترافات لهم وبذلك اتهامهم، لأجل الحكم عليهم بسنوات طويلة".

وشدد على أنَّ "الأسرى هم جزء من المقاومة ورافضون للاحتلال، لذلك لديهم تجربة كبيرة في رفض المحتل بسبب الخبرة الكبيرة في التعامل معه، لأنهم خبروه جيدا سواء أكان في المعتقلات الصهيونية أو في الميدان".

وزاد أن "الأسرى المحررين يشكلون لدى المواطن الفلسطيني رمزا نضاليا مهما"، مستنكرا اعتداءات الأجهزة الأمنية عليهم، وتمنى ألا تتكرر مثل هذه المشاهد المؤلمة.

وقال: إن "اعتقال المحرر سامر بني عودة من بلدة طمون تم أمام أهله وطفلته بشكل سيء ومهين ومؤلم، كما كان الألم كبيرا أيضا بعد اعتقال الأسير المحرر أديب السمودي، وإصابة والده بجلطة قلبية على إثرها، وهذه ليست الحالة الأولى، فقد توفي سابقا العم أبو طارق السخل، والد المحرر نائل السخل المبعد إلى غزة عندما اعتقلته أجهزة الأمن مع ابنه في سجن الجنيد بنابلس".

وشدد عدنان على أن وقوفه مع طلبة جامعة بيرزيت يأتي من هذا المنطلق، وهو الدعوة لوقف الاعتقال السياسي ومع مطالب الطلبة في حياة جامعية وتعليمية آمنة، مبديا استغرابه من صمت الأكاديميين والمحاضرين والحقوقيين والصحفيين عما يحصل داخل الجامعات الفلسطينية.

 

وتساءل أيضا: "أليس رئيس الوزراء بالضفة الغربية هو رئيس جامعة فلسطينية، فكيف له أن يرى ويشاهد طلاب جامعات يعتقلون ويهانون بهذا الشكل ولا يحرك ساكنا؟ أليست الأجهزة الأمنية تعمل تحت سيطرة وزير الداخلية الذي هو جزء من رئاسة الوزراء, أم هنالك ضباط لا يسيطر عليهم المستوى السياسي؟".

وحول حراك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المنطقة واتفاق الإطار المطروح، أكد الشيخ عدنان أن "أمريكا لا ولن تعمل لصالح الشعب الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية في يوم من الأيام".

وقال: "أمريكا تكيل بمكيالين، وتزود المحتل بأحدث أنواع الأسلحة لقتل الشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت نراها تبكي عند مقتل أحد جنود الاحتلال الذي كان يقتل شعبنا أو بسبب أسر جندي واحد وهو شاليط, في حين أن آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، منهم مرضى يموتون بسبب الإهمال الطبي وسادية الاحتلال".

وأضاف معقبا على الدور الأمريكي في المنطقة, إن "المنظومة الدولية وعلى رأسها أمريكا تصم آذانها وتعمى أبصارها عما يحصل معنا، وباعتقادنا أن الصراع لن ينتهي لا بجولة كيري ولا بالجولات الأمريكية بالمنطقة، فإن الخيار يبقى هو المقاومة, وهو الخيار الأصيل لشعبنا الذي لا يكترث لهذه الزيارات ولا للجولات الأمريكية ولا حتى المفاوضات".

وطالب الشيخ خضر عدنان قيادة السلطة الفلسطينية بإدارة الظهر للاشتراطات والإملاءات الصهيونية، وتوجيه كل الجهود الفلسطينية لرفض ومقاومة هذا المحتل.

كما دعاها إلى وقف التنسيق الأمني وعدم الرضوخ للضغوط الأمريكية ورفض ما يسمى بوثيقة كيري، وقال: "لا يعقل أن يستمر التنسيق أو الاعتقالات ونحن نستمع لتصريحات صحفية بأن مصير أبو مازن سيكون كمصير أبو عمار إذا لم يذعن للاشتراطات الصهيونية".

وطالب عدنان الشعب الفلسطيني للاستعداد لجولة جديدة من المواجهة مع هذا المحتل المجرم، وأضاف "يجب أن نستعد أكثر فلسطينيا, وأن نتوحد على أرضية المقاومة وننبذ حزبيتنا ونلتفت إلى كل ما يقربنا من المقاومة وفلكها".

واعتبر أن "كل سلطة تبقى منقوصة في ظل الاحتلال، فزوال الاحتلال هو الهم الأول لنا كفلسطينيين، ومن ثم نتفق على من يقود فلسطين التي بالتأكيد ستكون أجمل بلا احتلال".

وأكمل "الضفة الغربية تعيش حالة تصاعد لوتيرة أعمال المقاومة، من خلال أبسط الأسلحة وهو الحجارة، فشعبنا معطاء وهذه أرض ولّادة، ومقاومة المحتل في دماء شبابنا".

واستدرك: "حتى إن كان هناك انكماش مؤقت في المقاومة، لكن تصاعد الاعتداءات على المسجد الأقصى ومساجد الضفة الغربية والتغول الاستيطاني وتوسعه واعتداءات المغتصبين الصهاينة على الفلسطينيين قد تكون المفجر الرئيسي لأي انتفاضة قادمة في قريب الأيام التي لن يعلم أحد كيف يمكن أن تندلع على حين غفلة".