تحليل المنظومة التجسسية الصهيونية تتآكل بفعل انجازات المقاومة

الساعة 11:53 ص|18 فبراير 2014

الاعلام الحربي

بات من الواضح جداً في الآونة الأخيرة تآكل منظومة التجسس الصهيونية، وسقوط عدد من شبكات العملاء الكبيرة في بعض الدول والبلدان العربية، والتي إن دلت فإنها تدل على تهاوي وفشل هذا الجهاز الذي كان بمثابة الإمبراطورية للعمل التجسسي على مستوى العالم.
  ويعتبر جهاز الموساد من أهم الأجهزة الإستخباراتية الصهيونية التي توجه كل طاقاتها لإحباط كل ما من شأنه تهديد الأمن الصهيوني سواء على صعيد الداخل أو الخارج.
  فمنذ لحظات التأسيس الأولى لجهاز الموساد الصهيوني قبل حوالي الـ ستون عاماً ، قام الجهاز بدورٍ أمنى واستخباراتي كبيرين، حيث قام بتنفيذ العديد من عمليات الملاحقة والاختطاف والقتل لتحقيق أهداف من شأنها المحافظة على بقاء الكيان الصهيوني لفترات أطول فوق ارض فلسطين.  
ويمتلك جهاز الموساد الصهيوني إمكانيات هائلة وغير محدودة سواء على الصعيد المالي أو التقني، إلا أن تلك الإمكانات لم تستطع بقوتها صدّ الاختراقات المضادة من قبل المقاومة الفلسطينية التي تمكنت من إحداث الكثير من الثغرات في الهالة الأمنية الصهيونية الرّخوة بأبسط الإمكانيات وأقل التكاليف.
  وعلى الرغم من نجاح الموساد في توجيه ضربات وعمليات ضد المقاومة الفلسطينية واغتيال عدد من القادة الفلسطينيين وعلى رأسهم الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي والشهيد أبو جهاد الوزير والشهيد أحمد ياسين والشهيد أبو علي مصطفى إلا أن المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها سرايا القدس نجحت في تحقيق العديد من العمليات النوعية الناجحة التي هزّت أركان المنظومة التجسسية الصهيونية.
  المقاومة تكبح جماحه
بدوره أكد المحلل السياسي والخبير في الشأن الصهيوني أ. أكرم عطا الله في حديثه لـ "الإعلام الحربي" أن الكيان الصهيوني يسعى دائماً إلى إحداث خروقات في كل بقعة حتى يتمكن من التحكم في كل التفاصيل المحيطة به خدمة لأهدافه وطموحاته.
  وأضاف أن حالة العداء التي يعيشها الشعب الفلسطيني تجاه الاحتلال الصهيوني أوجدت نوع من صراع العقول بين الطرفين، جعلت المقاومة الفلسطينية في تطور دائم سعياً لتحقيق مكاسب من شأنها الإضرار بمنظومة الأمن الصهيوني.
  وأبرز" عطا الله " دور المقاومة الفلسطينية في الحد من تنامي ظاهرة العملاء والمساهمة في إجهاض العمليات الاستخبارية الصهيونية التي ينفذها باستخدام عملائه وشبكات تجسسه، مشيرا ًإلى أن النموذج الرائع الذي قدمته المقاومة طوال السنوات الماضية قد حظي باهتمام شريحة كبيرة من أبناء المجتمع الفلسطيني، الأمر الذي أدّى بطبيعة الحال إلى زيادة في الوعي والثقافة لدى هؤلاء إلى حدٍ كبير بما يضمن المحافظة على الجسم المقاوم قوياً في وجه العدو الصهيوني.  
وأوضح عطا الله أن التجربة الطويلة مع العدو الصهيوني تقول بأنه مهما بلغت التكنولوجيا من تطور فهذا لا يغني عن استخدام العنصر البشري في إتمام المهام المضادة للمقاومة الفلسطينية بشكل مباشر، مبيناً أن عمليات كشف العملاء ومحاكمتهم وقتلهم في بعض الأحيان، شكّل رادعا ً لمن خلفهم وحدّ من نشاطهم على الأرض بشكل كبير خوفاً من العقاب.
  وفي خضم المعركة الإستخباراتية التي تقودها المقاومة ضد العدو الصهيوني، كشف جهاز الأمن التابع لسرايا القدس عن جزء من الأساليب والحيل التي لجأ إليها الموساد لاستهداف عناصر المقاومة والنيل منهم و تصفيتهم.   اختراق منظومته الأمنية

ومن الجدير ذكره أن " الموساد" في الأعوام الأخيرة  تلقى عدة ضربات موجعة، كان أبرزها اختراق جهاز الأمن والاستخبارات التابع لسرايا القدس خمسة آلاف هاتف خلوي لجنود صهاينة قد شاركوا بالحرب على غزة واكتشاف أجهزة خاصة للتجسس بحوزة العملاء بغزة وتفكيكها والاستفادة من تقنياتها.  
كما كشفت جهاز المخابرات المصري العديد من شبكات التجسس الصهيونية في مصر والتي كان أخرها قبل أسابيع في سيناء حيث تم تفكيك الشبكة الإستخباراتية المسماة بـشبكة "عوفديا"، بالإضافة إلى كشف شبكات التجسس في لبنان وضبط معدات التجسس الصهيونية في مناطق من الضاحية الجنوبية جنوبي بيروت.