خبر نهاية موسم الاتفاقات-معاريف

الساعة 09:47 ص|18 فبراير 2014

بقلم: دافيد شاين

(المضمون: الان بعد أن استقر الاقتصاد، واستؤنفت التجارة ولا يمكن لاسرائيل أن تهاجم في ظل مسيرة المفاوضات ليس لايران سبب يدعوها الى الوصول الى اتفاق نووي نهائي مع القوى العظمى - المصدر).

 

مرة اخرى جلس حول طاولة واحدة ممثلو ايران ودول الخمسة زائد واحد في جولة محادثات في مسألة النووي الايراني. هذه المرة بهدف الوصول الى اتفاق. اتفاق "الخطوة الاولى المشتركة" الذي وقع في تشرين الثاني من العام الماضي في جنيف انطلق على الدرب ويبدو أن الجميع راضٍ. ربما راض اكثر مما ينبغي. ومع الاكل تأتي الشهية؟ يبدو أن ليس هذه المرة.

 

ايران ما بعد اتفاق جنيف ليست ذات ايران مثلما كانت قبل الاتفاق. فقد حظي نظام آيات الله باعتراف الغرب. 35 سنة وآيات الله ينتظرون هذه اللحظة وها قد أتت. مقاطعة على ايران؟ ليس بعد اليوم. الان وفود من كل العالم تصل طهران لمصافحة روحاني وظريف وسماع اقوال الزعيم خمينئي. وحتى البيت الابيض يلاحق الايرانيين في الساحة السياسية وليس في الساحة العسكرية (ان لم نقل ان الايرانيين يلاحقون الامريكيين بالسفن الحربية).

 

تتحلى ايران بالسرور كما تتحلى باتفاقات التجارة بالنفط. نائب وزير النفط الايراني منصور معزمي أفاد بانه بعد التوقيع على اتفاق جنيف بدأت بعض شركات النفط الدولية المعنية بالاستثمار في ايران عملية مفاوضات مع الايرانيين. والان، بعد اتفاق جنيف، يحق لايران التوقيع على اتفاقات تجارية مع شركات من الصين، الهند، تركيا، تايوان، اليابان وكوريا الجنوبية. وروسيا هي الاخرى تعرب عن اهتمامها بالتوقيع

 

على اتفاق تجاري مع ايران في ظل التجاهل المطلق للعقوبات والاحتجاجات من جانب الغرب.

 

الاقتصاد الايراني الذي تدهور في المنحدر الحاد عاد ليستقر. ويبلغ توقع صندوق النقد الدولي للعامين 2014 – 2015 اثنين في المئة، حيث نجحت حكومة روحاني في وقف التضخم المالي المتصاعد، والسياح الاجانب يعودون الى المواقع السياحية الايرانية. كما ان وفدا من اكثر من 100 رجل أعمال فرنسي وصلوا الى طهران لفحص امكانيات تجارية مع الايرانيين خلافا لموقف الرئيس الفرنسي. بعد عشر سنوات من صراع البقاء الاقتصادي يمكن لايران أن تتنفس.

 

الوضع الحالي جيد للجمهورية الاسلامية الايرانية. فالتيار المحافظ يحصل على ما يريد. وايران تقف على الخط الاحمر لرئيس الوزراء نتنياهو، واجهزة الطرد المركزي تواصل الدوران. وعندما يقرر الايرانيون، سيكون لهم سلاح نووي. من جهة اخرى فان التيار الاصلاحي والشعب الايراني راضيان عن التحسن الاقتصادي وعن دخول ايران الى الاسرة الدولية.

 

وعليه، فان روحاني يسأل نفسه: "لماذا نعقد الامور الان في اتفاق نهائي؟" هذا ما يفسر ايضا التكتيك الحماسي ضد الولايات المتحدة في الاسابيع الاخيرة من جانب كبار المسؤولين الايرانيين والتشاؤم من محادثات النووي. فمن جهة، صور مبتسمة حول الطاولة، ومن جهة اخرى ادعاءات بان "الولايات المتحدة هي العدو". بالضبط مثلما حدد الزعيم: "سنواصل المحادثات، ولكننا لا نتوقع شيئا". صدقوني: صدقوه.

 

لقد ادخل اتفاق جنيف الساحة الدولية في حالة هدوء. فطبول الحرب، التي أصمت الاذان الغربية قبل الوصول الى اتفاق، صمتت دفعة واحدة. وفي الوقت الذي توجد فيه مسيرة دبلوماسية، فان اسرائيل مقيدة ولا يمكنها أن تهاجم في ايران. واذا لم يكن هجوم – فلا ضغط. يوجد وقت. صحيح ان الاتفاق المرحلي حدد ستة اشهر للمفاوضات على الاتفاق النهائي، ولكن يبدو أن في هذا الوقت سنسمع الكثير من الدبلوماسيين الغربيين الذين يشرحون لنا بان هذه ليست فترة كافية لحل مسألة معقدة بهذا القدر. الان يوجد وقت. وعندما يوجد وقت فلا اتفاق.