خبر كيس الضرب للجميع-يديعوت

الساعة 09:45 ص|18 فبراير 2014

بقلم: يوعز هندل

 (المضمون: تتلقى الادارة المدنية الهجوم عليها من اليمين واليسار فلا تجد أحدا يدافع عنها من الساسة الكبار برغم أنها جسم ينفذ قوانين هؤلاء الساسة - المصدر).

إن الادارة المدنية هي جسم تسهل كراهيته – من اليسار واليمين. فهي كيس ضرب مع لباس عسكري وعلم. ويستطيع من يتابع نشرات منظمات يسارية متطرفة أن يعتقد أن الحديث عن جنود قُساة. والفلسطينيون ينشئون برعاية منظمات دولية مباني مؤقتة ستهدمها الادارة – وتتهمها المنظمات. وهذا هو الروتين في غور الاردن وجنوب جبل الخليل وفي كل مكان فيه صراع على حقائق وتفسيرات. ففي كل مكان يهدمون فيه ينشأ تاريخ فلسطيني مختلق. ويوجد دائما من يكون مستعدا لأن يُقسم أن مبنى (أُنشيء قبل شهرين) بناه جده في ايام الاتراك. والصراع على الرواية لا يُبقي على أسرى، واذا كانوا في اليسار يهاجمون في الميادين الدولية فانهم في اليمين يهاجمون في نشرات يوم السبت. وكل طرف وجمهوره المتوخى. ففي كل مرة يُهدم فيها بيت غير مرخص في يهودا والسامرة تجري حملة دعائية توجه على مراقبي الادارة المدنية.

 

إن الحديث عن ترتيب مريح للجميع ولا سيما الساسة. إن الادارة المدنية أنشئت لتنفيذ سياسة الحكومة في يهودا والسامرة، ولا يوجد جسم آخر يطبق قوانين البناء، ولا يوجد جسم آخر ينفذ ما يقررونه في أعلى. هل يوقع وزير الدفاع على أوامر هدم؟ وهل تقرر حكومة اسرائيل تجميد البناء؟ إنهم في الادارة المدنية يتلقون ضرب النار.

 

قبل عشرة ايام هُدم بين ساغي كايزلر، مُركز لجنة مستوطني السامرة. وقد أراد كايزلر أن يبني بيتا ثابتا بالقرب من مستوطنة كيدا، فعارض السكان. وكيدا واحدة من المستوطنات التي تميز التيار المركزي في يهودا والسامرة فان جزءا كبيرا من سكانها عاملو دولة وناس في جهاز الامن ومواطنون حافظون للقانون. فهم ملح الارض وهم يؤيدون ترتيبا دون خروق في الجدار.

 

بيد أن كايزلر فعل ما شاء. وقبل بضعة اسابيع رتب بيتا مدهشا خارج ارض المستوطنة دون طلب ودون رخص، فجاءت قوات الامن وجاء بعدها عدد من شباب التلال ورمى اثنان منهم سيارة شرطة بالحجارة فاستقر رأيهم في الفرقة العسكرية على ادخال البيت في قائمة البيوت المرشحة للهدم. وتلك مخاطرة مهنية لمن يبني دون قانون وتنسيق.

 

ومرت بضعة ايام فأرسل كايزلر شبابا للاحتجاج في الكيبوتس المتدين تيرات تسفي، حيث يسكن اثنان من مُركزي المناطق في الادارة المدنية. وبعد أن هدموا بيته زعم أنهما أرادا الانتقام منه بسبب الاحتجاج. أنا أعرف عددا من مراقبي الادارة المدنية المذكورين منذ فترة خدمتي العسكرية. وقد كانوا ضباطا ممتازين وفخرا للصهيونية المتدينة وبقوا كذلك في رأيي. إن الهجوم عليهم هدف ذاتي. والادارة المدنية لا تقرر سياسة بل يقررها وزير الدفاع ورئيس الوزراء، بيد أن لجنة مستوطني السامرة لا تريد أن تهاجمهما جُبنا، فبقيت الادارة.

 

خرج كايزلر، (الذي لا يختلف أحد في المال الكثير الذي خسره والكآبة التي أصابته)، في عملية واسعة النطاق للعلاقات العامة موجهة على المراقبين والادارة المدنية، وزعم أن البيت كان مسكونا وقتا طويلا، لكنهم في الادارة أظهروا صورا تبرهن على عكس ذلك؛ وصنع فيلما يمزق القلب عن خراب البيت واتهم المراقبين الذين خدعوا وزير الدفاع، لكنهم زعموا أنه يختلق صورا كي يجعل الخسارة الشخصية مسألة تعم المستوطنين. وواجه الادارة خبراء علاقات عامة ورؤساء مجالس واعضاء كنيست وطائفة كبيرة من صحف الوسط المتدين ولم يوجد أحد من الجانب الآخر.

 

 

إن وزير الدفاع وهؤلاء مرؤوسوه خرس. ولم يُسمع صوت قائد الفرقة العسكرية، ويتحدث سكان كيدا حديثا لا للاقتباس بل إن عددا من مراسلي شؤون المناطق تحدثت إليهم فضلوا ألا يشغلوا أنفسهم بحبة البطاطا الساخنة، فبقيت أنا. إن قلبي مع كايزلر لأنه يجوز له أن يتألم لخسارة البيت لكنه ليس صدّيق الجيل وليس المراقبون أعداء المستوطنين. إن القانون صحيح للجميع: لليهود والفلسطينيين والبدو الذين يبنون بناءا غير مرخص ولا يهم أين. ولا يمكن في دولة تحافظ على القانون أن يُوافق على أن يهاجَم اولئك الذين ينفذونه، وليس من المعقول أن تُجرى حملة اعلامية على عسكريين ومراقبي الادارة المدنية في حين لا يوجد من يحميهم في المستوى السياسي. ولا يستطيع من يريد قانونا اسرائيليا في المستوطنات على الخصوص أن يعامل ممثليه وكأنهم سلطة اجنبية.