خبر القائد الخامنئي: لست متفائلا بالمحادثات النووية، لكني لا اعارضها

الساعة 04:44 م|17 فبراير 2014

وكالات

اكد قائد الثورة الإسلامية  السيد علي خامنئي أن الجمهورية الاسلامية في ايران لن تستسلم امام غطرسة نظام الهيمنة العالمية .

واعتبر قائد الثورة الاسلامية لدى استقباله اليوم الاثنين لفيفا من اهالي محافظة اذربيجان، ان رسالة شعارات الشعب هي الثبات على اهداف الثورة والوحدة واضاف، ان الادارة الاميركية مظهر لنظام الهيمنة، ولقد اكد الشعب الايراني بانه لن يخضع لغطرستها وابتزازها ابدا.
واشار الى ان اهداف الثورة الاسلامية تتضمن شقين؛ الاول العمل بتعاليم الاسلام وتحقيق العدالة الاجتماعية والحضور الجماهيري في الساحات والاحداث المختلفة وتحقيق الاقتصاد المستقل والثقافة الايرانية الاسلامية الاصيلة وتوفير الملاذ للمظلوم ومواجهة الظالم وتحقيق التقدم والمنجزات العلمية والريادة في الاخلاق والقيم المعنوية.
واوضح بان الشق الثاني يتضمن مواجهة غطرسة وابتزاز نظام الهيمنة ومظهره اميركا واضاف، ان الشعب الايراني اثبت في مسيرات 22 بهمن العام الجاري بانه لن يخضع لغطرسة وابتزاز اميركا.
وانتقد قائد الثورة الاسلامية بعض المحاولات الرامية لتقديم صورة غير حقيقية عن اميركا للشعب وقال، هنالك بعض الافراد يسعون عبر تجميل صورة اميركا، ازالة القبائح وممارسات العنف والرعب عن هذه الصورة، وان يصوروا الادارة الاميركية وكأنها محبة للشعب الايراني والانسان الا ان محاولات هؤلاء لن تفلح.
واشار الى الماضي الاسود للادارات الاميركية على مدى الاعوام الثمانين الاخيرة على الاقل واضاف، ان اشعال فتيل الحروب الدموية وارتكاب المجازر بحق الابرياء ودعم الدكتاتوريين الظالمين في مختلف مناطق العالم ودعم الارهاب الدولي ودعم الارهاب الحكومي ومظهره الكيان الصهيوني المصطنع والمجرم والحرب على العراق وقتل عشرات الالاف على الاقل من ابناء شعبه والحرب على افغانستان وتاسيس شركات لقتل الافراد والقيام بالاغتيالات مثل "بلاك ووتر" وتشكيل المجموعات التكفيرية المتطرفة ودعمها، تعتبر جانبا من سجل اميركا الاسود.
وتساءل قائد الثورة الاسلامية قائلا، انه كيف يمكن عبر التجميل، تغيير هذه الصورة القبيحة والاجرامية (للادارة الاميركية) امام الشعب الايراني؟.
ولفت الى ماضي العداء الاميركي ضد الشعب الايراني منذ انقلاب 19 اب عام 1953 لغاية العام 1979 ومنذ انتصار الثورة الاسلامية لغاية الان، ومن ضمن ذلك الممارسات الخبيثة والمؤذية والمؤامرات واجراءات الحظر واخرها دعم الرئيس الاميركي بصلافة لمثيري الفتنة التي تلت الانتخابات الرئاسية في العام 2009 وتجديد دعمه لهم اخيرا مرة اخرى، واضاف، ان هذه القائمة تمثل جانبا واحدا فقط من الممارسات السيئة للادارة الاميركية تجاه الشعب الايراني والتي مازالت مستمرة.
واشار القائد خامنئي الى خطابه بداية العام الايراني الجاري (بدا في 21 اذار/مارس 2013) في مدينة مشهد وقال، ان تصور بعض اعضاء الحكومة السابقة وكذلك بعض اعضاء الحكومة الحالية هو انه لو تفاوضنا مع اميركا حول القضية النووية فان هذه القضية ستحل، وبسبب اصرارهم على التفاوض حول القضية النووية قلت بانني لا اعارض ولكن اكدت في ذلك الوقت ايضا بانني لست متفائلا.
واضاف، ان مؤشرات عدم التفاؤل بدات تظهر والدليل البارز لذلك هو التصريحات السخيفة والمهينة الصادرة عن سناتورات ومسؤولين اميركيين ضد الشعب الايراني، وبطبيعة الحال فان هذا الشعب قد رد في مسيرات 22 بهمن العام الحالي على هذه الاهانات وصفع وجه المسؤولين الاميركيين.
وتابع ، ان احد اسباب الحضور الجماهيري الاوسع والاكثر حماسا في مسيرات 22 بهمن هذا العام هو وقاحة وصلف وانعدام ادب المسؤولين الاميركيين ومطالبهم المتجاوزة للحدود حيث ان الشعب الايراني جاء الى الساحة بحميته الدينية ليحذر الادارة الاميركية بان لا تخطئ في الحسابات لان الشعب متواجد في الساحة.
واضاف، ان رسالة الشعب في مسيرات 22 بهمن لجميع المسؤولين في الادارة الداخلية والخارجية للبلاد هي ان الشعب الايراني صامد ولا ينبغي ان يشعر المسؤولون بالضعف امام العدو.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى تاكيداته المكررة سابقا في ان القضية النووية ليست الا ذريعة واضاف، انه لو جرى على سبيل الفرض المستحيل حل القضية النووية وفق ما تريده اميركا فان الاميركيين سيطرحون قضايا اخرى والان يشهد الجميع بان المتحدثين الاميركيين يطرحون قضايا حقوق الانسان والقدرات الصاروخية والدفاعية الايرانية.
وتساءل القائد الخامنئي قائلا، ألا يخجل الاميركيون حقا من طرحهم لقضية حقوق الانسان، لانه لو ادعى اي كان في العالم بحقوق الانسان فلا ينبغي على الاميركيين بكل فضائحهم ان يتفوهوا بعبارة حقوق الانسان.
واشار الى اجراءات اميركا المناقضة لحقوق الانسان ومنها في سجون غوانتانامو وابوغريب ودعم الارهابيين المعروفين في العالم ونكثهم العهود وقولهم الكذب واضاف، ان الاميركيين بسجلهم الحافل والاسود هذا، عليهم ان يشعروا بالحياء والخجل من التفوه بعبارة حقوق الانسان لكنهم مازالوا يدعون بحقوق الانسان بكل وقاحة.
وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية قال، ان ما بدأته وزارة الخارجية والمسؤولون الحكوميون بشان المفاوضات النووية سيستمر، وان ايران لن تنقض عملا بدأته ولكن فليعلم الجميع بان عداء اميركا هو لمبدا واساس الثورة الاسلامية وان هذا العداء لن ينتهي بالمفاوضات.
واكد القائد الخامنئي، بان طريق العلاج الوحيد لهذا العداء هو الاعتماد على الاقتدار الوطني والقدرات الداخلية وجعل البنية الداخلية اكثر صلابة.
ولفت سماحته الى انه سيتم قريبا ابلاغ الخطوط العريضة للاقتصاد المقاوم واضاف، ان طريق الحل لمشاكل البلاد هو تنفيذ سياسات الاقتصاد المقاوم والاعتماد على الداخل وعدم عقد الامل على الخارج.
ولفت قائد الثورة الاسلامية الى ثروات البلاد الطبيعية والبشرية منقطعة النظير خاصة الاحتياطات الوفيرة للنفط والغاز وحاجة العالم لايران واضاف، لقد راى الجميع بان الدول الاجنبية وفور رؤيتها ابتسامة في ايران تهافتت للحضور في البلاد لذا فان الاميركيين لا يمكنهم البقاء دوما على عنادهم ولو اعتمدنا نحن على قدراتنا الذاتية فان مقاومتهم ستنكسر.
واضاف، انه ما دامت عيوننا ترنو الى يد الاخرين او خفض اجراءات الحظر او تصريحات المسؤولين الاميركيين فاننا لن نصل الى شيء. مؤكدا على المسؤولين ضرورة الاعتماد على القدرات الداخلية والثقة بالشعب لان جميع الابواب المغلقة ستفتح في هذه الحالة ولابد من التحرك والعمل في هذا المسار.
وقال في الختام، انه بتوفيق من الباري تعالى ستفشل اهداف اميركا والاستكبار العالمي تجاه الشعب الايراني والجمهورية الاسلامية في ايران  وسيحتفل هذا الشعب بانتصاره امام انظار الاعداء والضامرين السوء -