خبر تقرير .. هل يصمد أتليتكو مدريد في مجرة الكبار؟

الساعة 11:57 ص|17 فبراير 2014

وكالات

رصدت عيون الإسبانيين كوكب أتليتكو مدريد وهو يسبح مضيئاً في فلك الليغا، ويحرق كل مَن يلامس سطحه الملتهب، ومع مرور الزمن والمباريات لم يعد هذا الكوكب يشع وحيداً في فضاء الدوري

بولبابة الهرابي

في بداية الموسم رصدت عيون الإسبانيين كوكب أتليتكو مدريد وهو يسبح مضيئاً في فلك الليغا، ويحرق كل مَن يلامس سطحه الملتهب، ومع مرور الزمن والمباريات لم يعد هذا الكوكب يشع وحيداً في فضاء الدوري بعد أن زاحمه كوكبا البارسا والريال بعودتهما القوية في مجرة الريادة والزعامة.

لحاق الكبيرين المخيف يعد امتحاناً عسيراً لـ "لوس كولتشونيروس" أو صانعي الوسائد" وفق ما يطلق على النادي المدريدي، فإما أن يحفزهم على صناعة وسادة فارهة لكرسي "العرش" المنشود بخيوط المثابرة والصمود وإما أن يربكهم ذلك فتتعثر خطواتهم في خيوط وسادة أحلام لا تبعث إلا الكوابيس.

الصمود في مختلف الجبهات من اختصاص الكبار

سخرية كارلو أنشيلوتي مدرب الريال من دييغو سيميوني قبل مواجهة الكأس عندما قال إن سيميوني لم يتوقع هو وفريقه وصولهم لصدارة الدوري الإسباني، ونصف نهائي كأس الملك، ودور الـ16من دوري أبطال أوروبا، تحمل بين طياتها وقائع تقول إن أتليتكو فعلاً لم يصدق نفسه وهو يكافح على ثلاث جبهات رغم قلة ذات اليد، مما جعله يخسر الجبهة الأولى بفقدانه للقب الكأس المتوج به الموسم الماضي. وينظر بعيون حائرة لما تبقى.

وعلى الرغم من فوز أتليتيكو الأخيرعلى بلد الوليد والذي ساهم في امتصاص صدمة الخروج من الكأس والخسارة في الليغا أمام ألميريا(2-0) إلا أن هاجس الخوف لايزال منسوبه مرتفعاً بسبب المفاجآت التي قد تحصل مستقبلاً.

وحقق أتليتيكو في 24 مباراة 3 تعادلات وهزيمتين و 19 فوزاً متساوياً مع منافسيه البارسا والريال.

استنزاف للمجهود ودكة متواضعة

من المؤكد أن ما تحقق في الليغا ودوري الأبطال، كان خارج توقعات الإدارة التي لم تقرأ جيداً مسألة ثراء الرصيد البشري بعد التخلي عن جوزولا غيلافوغي على سبيل الإعارة لسانت إيتيان الفرنسي وهدافه الكولومبي فالكاو لموناكو، وحتى إعادة دييغو ريباس جاءت نوعاً ما متأخرة لكنها ضرورية في هذه المرحلة لإعطاء نفس جديد لوسط ميدان نال منه الإعياء.

ويتحمل سيميوني قسطاً من مشاكل إرهاق لاعبيه، فخوفه من الاستيقاظ من حلم جميل يعيشه النادي هذا الموسم، دفعه لاستنزاف طاقة لاعبيه الأساسيين مقابل عدم اعتماده على طريقة المداولة في إشراك لاعبين خاصة في مباريات ذات أهمية أقل وهناك بعض اللاعبين الذين أثبتوا مستويات جيدة كلما أتيحت لهم الفرصة مثل خوزيه سوزا والمهاجم أدريان.

التشكيلة الأساسية لأتليتكو ومن المنظور الذهني والبدني لا يمكنها الصمود في وجه ضغط المباريات في الليغا ودوري الأبطال، وهو أمر شكل قلقاً لسيميوني، الذي يجد نفسه محرجاً في كل مرة يغيب فيها لاعب أساسي للإصابة أو الإيقاف مثلما حصل في السابق مع فيا للإصابة وكوستا للإقصاء وحالياً مع فيليبي لويس وتياغو المصابين.

وتعاني دكة احتياط "الأحمر والأبيض" من شح البدلاء المميزين عكس برشلونة وريال مدريد المنافسين اللدودين له هذا الموسم وهو ما يصعب من مهمة المدرب في إيجاد الحلول التكتيكية والفنية.

موقعة ميلان.. سلاح ذو حدين

موقعة سان سيرو أمام ميلان ستكون امتحاناً عسيراً لكتيبة سيميوني، فالنجاح فيها سيعطي جرعة معنوية كبيرة للفريق، أما في صورة الإخفاق فسيكون الوقع سلبياً على الفريق الذي ربما سيصعب عليه تحمل صدمة أخرى بعد خروجه من الكأس.

أتليتكو الذي بلغ مرحلة الإقصاءات المباشرة في دوري الأبطال، الربع النهائي في 1996-1997 والثمن النهائي في 2008-2009 ماض في التشبث بحلمه رغم صعوبة المهمة وسط زخم العمالقة في هذه البطولة العريقة.

دفاع الأحمر والأبيض هو الأفضل هذا الموسم في دوري الأبطال جنباً إلى جنب مع تشلسي ومانشستر يونايتد، إذ لم تقبل شباكه سوى 3 أهداف وهو ما قد يجعله يصمد حتى الرمق الأخير في وجه أعتى المهاجمين.

ما يُخشى على هذا الفريق اليافع والطموح هو تعرضه لصدمة جديدة قد توقظه من حلم جميل وتجعله يندم ربما على تجاوز حدود طموحاته الكروية، وذلك في حال انتهى الموسم بمحصلة نتيجتها صفر على الشمال.

ما يحتاجه رجال سيميوني في المستقبل القريب هو تحديد هدف بعينه وفق القدرات المتاحة دون الاستقواء على الذات واتباع الأحلام التي لا حدود لها.