خبر اشارة تحذير من الجهاد للسيسي -معاريف

الساعة 09:55 ص|17 فبراير 2014

بقلم: د. مردخاي كيدار

(المضمون: طالما يوجد اتفاق سلام مع مصر، لا يمكن لاسرائيل أن تعمل في سيناء بناء على رأيها الخاص. وعليه فان العمل المشترك على اساس المصلحة المشابهة هو الحل الوحيد - المصدر).

 

انفجار الباص السياحي أمس قرب معبر طابا هو اشارة تحذير من منظمات الجهاد العالمي لمن وقف حتى وقت أخير مضى على رأس القيادة العسكرية المصرية، ويلوح كمرشح شبه مؤكد للرئاسة، الجنرال عبدالفتاح السيسي. ولا بد أن الصور من محاكمة الرئيس السابق، رجل الاخوان المسلمين محمد مرسي، تخلق دافعا آخر لمنظمات الارهاب لاطلاق رسالة الى القاهرة تقول من هو رب البيت.

 

يشكل المس بالسياح من جنوب كوريا سهما مباشرا الى البطن الطرية للجارة من الجنوب – الاقتصاد المصري. فمصر، على الاهرامات والمواقع الاثرية، الشواطيء والنيل، تشكل مركز جذب للسياح. والسياحة هي جزء هام من محرك النمو الاقتصادي الذي تعرض لضربة شديدة بعد المظاهرات العنيفة في ميدان التحرير وفي مدن اخرى. ومن شأن أجواء الارهاب، ولا سيما ضد السياح ان يؤدي الى تفكير آخر بل والى الغاء السياح لزياراتهم وهكذا الاضرار بمساعي السيسي لتهدئة الخواطر وترميم الاقتصاد.

 

هذا وقد تبنت منظمة "انصار المقدس"، التي تقف اغلب الظن خلف العملية، تبنت عناصر فلسطينية. اسم المنظمة هو الاسم الكلاسيكي للقدس في الكتابات الاسلامية ايضا. والمنظمة التي ترسخت في سيناء تقف خلف غير قليل من العمليات. ومرات عديدة درج على نسب العمليات لذراع القاعدة الطويلة، ولكن هذه ليست فقط منظمة مع الرأس، مراتبية ومال مثلما في الماضي. فقد أصبحت القاعدة فكرة، رمزا للجهاد العالمي ضد كل الكفار، في كل زمان وفي كل مكان. وتعمل منظمات محلية حسب هذه الفكرة. من ناحية هذه المنظمات، فان مصر بعد الثورة، مع حكم علماني – عسكري برئاسة السياسي، هي هدف لا يقل أهمية عن اسرائيل.

 

في السنوات الاخيرة سمح البدو للجهاديين من كل العالم أن يجدوا مكان لجوء في سيناء. فلسطينيون، مصريون، عراقيون، ليبيون، سوريون، جزائريون، افغان، شيشان وغيرهم استغلوا غياب القانون والسلطة كي يقيموا في سيناء دولة جهاد. وهذه تعمل ضد كل من يبدو كمتعاون مع حكومة مصر، اسرائيل او الغرب.

 

هذه هي طبيعة الشرق الاوسط الجديد: ساحة عاصفة تنصب في ساحة الجيران. المأساة السورية توقع ضحايا في لبنان؛ الفوضى العراقية تنتقل الى سوريا؛ الفوضى الليبية تجد طريقها الى نيجيريا؛ مشاكل مصر تنتقل الى اسرائيل.

 

رأينا في الماضي العمليات في شواطيء سيناء – في طابا، في راس الشيطان، في الذهب، في النويبعة وفي شرم الشيخ. اما عملية امس فلم تكن سوى حلقة واحدة في سلسلة طويلة من غير المتوقع لاسفنا أن تتوقف. وانتقال العمليات الى داخل اسرائيل والذي بدأ قبل سنوات هو ايضا متوقع: عبر البر أو من خلال الصواريخ التي ستصل الى النقب من سيناء.

 

ان السبيل الوحيد للتصدي لهذا التهديد هو تعميق التعاون مع الحكم المصري، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية. وطالما يوجد اتفاق سلام مع مصر، لا يمكن لاسرائيل أن تعمل في سيناء بناء على رأيها الخاص. وعليه فان العمل المشترك على اساس المصلحة المشابهة هو الحل الوحيد.

 

السيسي ونتنياهو يوجدان اليوم في بقعة واحدة في الحرب ضد الجهاد العالمي الذي يستخدم سيناء كقاعدة. اذا لم يضع السيسي له حد، فان الجهاد سيضع حدا للسيسي. مبعوثو القاعدة يوجدون على الجدران. والجهاد العالمي لم يعد منذ زمن بعيد

 

يتواجد في مكان ما هناك في جبال طورا بورا في افغانستان بل هنا حقا، مسافة 4 ساعات سفر من تل ابيب 8 ساعات من قصر الرئاسة في القاهرة.