خبر مناشدة أيوب حليم اللاجئ إلى السيد الرئيس ..بقلم/ شمس شناعة

الساعة 09:53 ص|17 فبراير 2014

تحياتى وأشواقي الحارة لشخصكم الكريم

انا المواطن أيوب حليم اللاجئ من سكان حي الأمل بخان يونس، وهو امتداد لمخيم خان يونس للاجئين كما تعلمون فخامتكم، كانت والدتي أطال الله في عمرها قد اشترت البيت في حي الأمل دون علم والدي رحمه الله، لأنه لم يشأ أن يترك المخيم إلا عائداً إلى قريته (تل الترمس)، كان يحلم كثيراً بأنه سيعود ذات يوم وأنه لن يطول بقاؤه في المخيم، وأروثنا جميعنا عقدة أن منازلنا في قطاع غزة هي مجرد محطات على طريق عودتنا إلى بيوتنا الأصلية.

نحن أبناء أسرة اللجوء، منذ العام 1948، ما زلنا نحتفظ بأوراق ملكية الأرض (الطابو) ومفتاح بيتنا في تل الترمس، جنوب فلسطين، وبرغم كل الهزائم التي حاقت بأمتنا العربية، وكل التنازلات التي قدمها الساسة العرب على مدى سنوات الصراع، ما زلنا نحلم بالعودة إلى قريتنا، هذا الحلم ورثناه عن والدنا رحمه الله، وهاأنذا اليوم أحتفظ بذات الأوراق ومعي مفتاح الدار، وبعد أن مرت ست وستون سنة على هجرتنا، ما زال الحلم راسخاً ومتجذراً وعميقاً، لا يفارقني ولن يفارقني، وسأورثه لأبنائي ولن يستطيع أحد أن يمنعنا من أن نحلم بالعودة إلى قريتنا، وسيأتي يوم، ول بعد حين، سيتحقق فيه حلمي وحلم أبي.

العالم يتغير يا سيادة الرئيس، وموازين القوى لا تبقى على حالها، والمجتمع الدولي الظالم لا يعبأ لمعاناتنا، والضغوط تتزايد من أجل التسليم والتفريط بحق العودة المقدس، والكل يحاول أن يقتل هذا الحلم فينا، ولكنهم يا سيدى لن يستطيعوا أن يمنعونا من أن نظل نحلم، وسأحلم بالعودة إلى قريتي، ويوماً ما سيتحقق حلمي، بيدي أو بيد ابني أو بيد حفيدي، اليوم أو غداً أو بعد غد، المهم أنه سيتحقق.

سيدي الرئيس، اعط أوامرك فوراً إلى السادة المفاوضين أن يدعوا حلمي، وألا يقتربوا منه البتة، وألا يقتربوا من حقي، لأن حقي في العودة غير خاضع للتفاوض أو المساومة، وهو حق  مقدس وسأورثه أبنائي، وهو ملك لأحفادي، وسيأتي اليوم، عاجلاً أو آجلاً، الذي سيتحقق فيه هذا الحلم، فالأجيال القادمة قادرة انشاء الله على تحقيقه، هذا قدرهم، أن يرثوا منا دماءنا وثأرنا، وسيستمر الحلم، وسيعملون على تحقيقه، حلم العوده إلى ربوع بلادنا الجميلة، هناك حيث الإسراء والمعراج، وحيث يافا وحيفا وعكا، وحيث عسقلان واللد والرملة، وحيث زهرة المدائن القدس، ولن يستطيع "كيري" ولا غيره أن يمنعوني من أن أحلم. 

ولك التحية

        أخوكم

أيوب حليم اللاجئ